السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحاج سعدي بلبل يصنع مهباش القهوة بآلة عمرها 125 عاماً

الحاج سعدي بلبل يصنع مهباش القهوة بآلة عمرها 125 عاماً
1 ديسمبر 2009 01:30
بآلة يدوية صغيرة عمرها يزيد عن القرن والربع قرن يصنع الحاج سعدي بلبل في غزة، وتحديدا في حي التفاح أحد أعرق وأقدم أحياء المدينة، مهباش القهوة تلك الأداة الخشبية التي بدأت تنقرض بعد انتشار الآلات الكهربية الحديثة التي تطحن القهوة العربية. ويقول الحاج بلبل وهو في أواسط عقده السابع مفتخرا انه ورث المهنة أبا عن جد، ورغم أن الطلب عليها أصبح نادرا إلا أنه لازال متمسكا بها لأن هذه الصنعة هي التي فتحت بيته وربت أولاده حتى تعلموا وتخرجوا من الجامعات. يصنع الحاج بلبل المهباش وغيره من الأدوات المنزلية من خشب البرتقال والزيتون، وذلك بعد أن يتأكد من جفافه وخلوه من الرطوبة، علما بأنه المحل الوحيد على امتداد قطاع غزة الذي يصنع أدوات الضيافة العربية كما يسميها فالمهباش والمسحال والمدقة هي أدوات خشبية تستخدم لتحميص القهوة وسحقها ويكون للقهوة العربية مذاق خاص عند شربها بعد أن تكون قد مرت على الأدوات الثلاثة السابقة الذكر، يقول بلبل إن خشب البرتقال والزيتون يمنحان القهوة مذاقا محببا وفي نفس الوقت غريب وصعب تقليده بعكس القهوة التي يتم شراؤها مغلفة وجاهزة من محلات السوبرماركت، وحاليا مع اقتراب موعد العيد فإن الطلب بدأ يزداد على المهباش لأن القهوة السادة تقدم في بيوت الشهداء ومجالس كبار العائلات في غزة في العيد. وعن زبائنه يقول: “الزبائن أصبحوا قلة، كان هناك الكثير من السياح ممن يزورون غزة ويطلبون هذه الأدوات، وكذلك المخاتير والوجهاء حيث تستخدم أدوات تقديم القهوة في المجالس العربية التي يتم فيها الإصلاح والتوفيق بين الناس، ولكن رغم ذلك فأنا لا زلت مستمرا في عملي هذا، لأنه فن والفن قليل أن تجد من يقدره ويعرف قيمته”. الإقبال في العيد هناك أدوات أخرى ينحتها ويصنعها الحاج بلبل الذي يجلس على كرسي خشبي هو الكرسي ذاته منذ أربعين عاما، يقول: “هناك أدوات منزلية أصبح الطلب عليها قليلا ولكن لا زلت أداوم على صناعتها مثل الشوبك وهي كلمة عامية لأداة خشبية تستخدم لفرد العجين وجعله قرصا دائريا كبيرا صالحا للخبز، وهناك أداة خشبية على شكل عصا تسمى بالعامية “المفراك” وهو يستخدم لتقطيع وهرس الطعام الناضج، وقد حل محله حاليا الخلاط الكهربائي”. ويقول بلبل بعد ذلك ببعض التفاؤل: “زاد الطلب حاليا على صناعة “الساطور” الذي يستخدم في تقطيع القطع الكبيرة من اللحم، وذلك بسبب حلول عيد الأضحى المبارك، وأعمل حاليا بصنع أعداد كبيرة من السواطير لتلبية طلبات الناس، ولا يستغرق صنع الساطور مني سوى ساعة واحدة فقط، حيث أقوم بنحت الذراع الخشبية ثم تركيب القطعة المعدنية الحادة لها، في حين أن المهباش يستغرق مني حوالي أسبوعا من العمل حتى يخرج من بين يدي بصورته المناسبة”. أما عن الأدوات التي كان يصنعها في السابق وانقرضت تماما فهي الضبة والمفتاح وهي أداة خشبية على شكل إشارة زائد وكانت تستخدم محل القفل في السابق، وكذلك الكراسي الخشبية التي تبطن مقعدتها بالقش، وكان يطلبها السياح وحاليا انقرضت تماما، فيما يحتفظ بلبل بعدد منها في محله الصغير الذي لا تتجاوز مساحته الثلاثة أمتار. وكان بلبل يصنع قديما المحراث الخشبي أيضا، وقد كان يستخدم خشب السدر في صناعته، ويشير بلبل إلى أن انقراض هذه الأدوات أثر كثيرا على عمله، وكذلك قيام الجرافات الاسرائيلية بتجريف الأراضي وقطع أشجار الزيتون والحمضيات أثر على عمله، حيث أصبح سعر الخشب مرتفعا
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©