الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رجالك يا شام» دراما سورية تدور في أجواء «بوليسية»

«رجالك يا شام» دراما سورية تدور في أجواء «بوليسية»
23 ابريل 2011 20:35
يعود المخرج السوري المخضرم علاء الدين كوكش إلى أجواء الحارة الشامية في عمله الجديد “رجالك يا شام”، وهو مسلسل تلفزيوني يتألف من ثلاثين حلقة، تتناول الحياة الدمشقية في ثلاثينيات القرن الماضي أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، وذلك من خلال حكاية شعبية عن البطولة والوفاء والتضحية، كتبها السيناريست طلال مارديني، ويجسد شخصياتها الرئيسية عدد من أبرز نجوم الدراما السورية. تدور أحداث العمل في حي ساروجة الدمشقي، ويروي حكاية “عبود” عبد الرحمن أبو اللبن الثائر والمناضل ضد الاحتلال الفرنسي، والذي اتهم ظلماً بقتل زعيم الحارة “أبو شكري”، وذلك بعد أن لفق له هذه التهمة الخائن “أبو سليم” بالتعاون مع الفرنسيين، ليجعلوا أهل الحارة ينقمون عليه، وقد تم لهم ذلك بالفعل، وحكم على عبود بالإعدام، وصار مطارداً من قبل أهل الحارة والفرنسيين في الوقت نفسه، وكادوا يلقون القبض عليه، لولا شجاعة أحد شباب الحارة، الذي يعرف “عبود” جيداً ويدرك أنه بريء، فدافع عنه بشراسة، ليتمكن من الهرب، وكانت النتيجة أن استشهد الشاب على أيدي الفرنسيين، فقرر عبود الانتقام له. أحداث مثيرة توارى عبود عن الأنظار واختار ملجأ بعيداً عن المدينة، وراح يقنص الفرنسيين ويجمع أسلحتهم، ومن ثم يرميها لأهالي حي ساروجة، الذين كانوا يفاجأون بهذه الأسلحة ولا يعلمون مصدرها، وظل الأمر على هذه الحال، حتى انكشفت الحقيقة فجأة، وعرف أهالي الحي ولاسيما الزعيم الجديد “نوري” أنهم قد ظلموا عبود كثيراً، فراحوا يرسلون إليه الأخبار لكي يعود إلى حيه معززاً مكرماً، لكنه أبى ذلك، لأنه اعتاد العيش في البراري. قصة العمل تتضمن الكثير من الأحداث الشائقة والمثيرة، والتي تتداخل فيها الخطوط الدرامية والحكايات الفرعية وتتشابك، لتجسد فصلاً من فصول الصراع التقليدي بين نوازع الخير والشر، حيث ينتصر الخير أخيراً، ويركز العمل كسائر الأعمال التي تتناول البيئة الشامية على العادات والتقاليد الأصيلة والقيم النبيلة، ويدعو للحفاظ عليها، لكنه ينفرد لأول مرة في دراما البيئة الشامية بأجوائه البوليسية الشائقة. بعيداً عن التاريخ مخرج العمل علاء الدين كوكش هو الأب الحقيقي لدراما البيئة الشامية ورائد هذه الأعمال، فهو من أخرج مسلسل “أبو كامل” عام 1990 ليفتح الباب أمام أعمال البيئة الشامية كلها، ثم قدم بعد ذلك مسلسل “أيام شامية” الذي حاز على جماهيرية واسعة، ومن ثم مسلسل “أهل الراية” الذي استقطب نسبة عالية من المشاهدة، كما شارك في إخراج حلقات من مسلسل “باب الحارة”. وهو يعتبر أن دراما البيئة الشامية مازالت تستوعب الكثير من الأعمال، فالمخزون الشعبي الشامي غني بالحكايات والقصص، وهي تلقى ترحاباً واهتماماً من الجمهور، ولاسيما أنها تبرز القيم والتقاليد الأصيلة، وتذكر بها في زمن ازدادت فيه النوازع الاستهلاكية والمادية في المجتمعات، فضلاً عن أن الحارة ما تزال تشكل حتى الآن بنية أساسية من بنى مجتمعنا العربي. النهاية مفتوحة وعن النص الذي قدمه طلال مارديني يقول كوكش إنه أعجب به منذ قراءته للصفحات الأولى، ويصفه بالنص المحكم والشائق الغني بالشخصيات والخطوط الدرامية التي تتقاطع مع بعضها بعضاً في حبكة درامية مقنعة. ويضيف: القصة تجري في حي ساروجة الدمشقي في ثلاثينيات القرن الماضي، فنحن حددنا إطاراً زمانياً ومكانياً للحدث، لكننا لا نهدف من وراء عملنا إلى سرد التاريخ السياسي، ولذلك تنطلق الحكاية لتأخذنا إلى عوالمها، نحو آفاق واسعة من الخيال. وعما إذا كان ذلك نوعاً من التحرر من الوثيقة التاريخية، يقول كوكش إننا نقدم في هذا العمل حكاية شعبية، وليس تاريخاً، فكما هو الحال في “ألف ليلة وليلة” التي هي عبارة عن حكايا من التراث الشعبي، القصص تبدأ دائماً بالمكان والزمان فتقول شهرزاد مثلاً كان يا مكان في بغداد أيام الخليفة هارون الرشيد، فتضع بذلك إطاراً مرجعياً للحدث، لكنها تدخل بعد ذلك في عوالم الحكاية، لأن الحكاية الشعبية لا تتطلب المطابقة التاريخية، كما أننا لا نريد للمشاهد أن ينشغل بهذه المطابقة التي هو بغنى عنها، وإنما نريد أن نجذبه إلى عالم الحكاية ونصرفه إلى عوالم شخصياتها، وعن سبب ترك النهاية مفتوحة في المسلسل الجديد يقول كوكش: إن ذلك متعمد لكي نترك مجالاً لتقديم جزء ثان من المسلسل في العام التالي، وهذا يعتمد على النجاح الذي نحققه وعلى الجماهيرية التي يحصدها. نجوم وشخصيات يعود النجم رشيد عساف إلى الشاشة الصغيرة في هذا العمل بعد غياب، ويشارك للمرة الأولى في أعمال البيئة الشامية، حيث يلعب في “رجالك يا شام” شخصية “نوري أبو الدهب” زعيم الحارة الجديد الذي يتولى الزعامة بعد مقتل عمه “أبو شكري” على يد الخائن “أبو سليم”، وتربط نوري علاقات مهمة مع رجال الثورة، حيث يقوم بتزويدهم بالسلاح والمؤن، كما يضع نصب عينيه الانتقام من “عبود” الذي يتهمه بمقتل عمه، ليتبين فيما بعد أنه مظلوم. بينما يلعب الفنان قصي خولي شخصية عبد الرحمن أبو اللبن “عبود”، وهو شاب يتيم ومن رجالات الحارة الشجعان، يتعرض لمؤامرة من قبل “أبو سليم” ويتهم بقتل زعيم الحارة، فيحكم عليه بالإعدام، ويطارده أهل الحارة والفرنسيون، لتتبين فيما بعد براءته وأنه مناضل وثائر ضد الاحتلال الفرنسي. أما الفنانة الكبيرة منى واصف فتؤدي دور أم نوري، وهي امرأة حكيمة، تدافع عن الحب في ظل التقاليد والعادات الصارمة، وتلعب الفنانة ميسون أبو أسعد دور فاطمة التي تربطها قصة حب بأحد شباب الحارة “ياسين”، وتعاني كثيراً من تبعات هذا الحب، فيما يؤدي دور هذا الشاب الفنان ميلاد يوسف، وهو مدرس هاجسه الدائم نشر العلم والمعرفة، بين الأطفال والكبار على حد سواء. الفنان حسن دكاك يلعب شخصية “أبو أحمد” اللحام، وهو أحد رجالات الحارة الذين تربطهم علاقات وطيدة مع الثوار في الغوطة، ويقومون بمدهم بالسلاح، بينما تلعب الفنانة ليليا الأطرش دور “ليلى” زوجة الزعيم. حشد من النجوم تنتج “رجالك يا شام” شركة “غزال” للإنتاج الفني، وتشارك فيه نخبة من نجوم الدراما السورية منهم: منى واصف، أسعد فضة، عبد الرحمن آل رشي، رشيد عساف، عبدالرحمن أبو القاسم، قصي خولي، ميلاد يوسف، ندين تحسين بيك، إياد أبو الشامات، نادين خوري، سليم كلاس، صالح الحايك، ناهد حلبي، علي كريم، عبد الفتاح المزين، نزار أبو حجر، محمد خير الجراح، ليليا الأطرش، أنطوانيت نجيب، نسرين الحكيم، إمارات رزق، وائل زيدان، شادي زيدان، دينا هارون. وتذكر مصادر الشركة المنتجة للعمل أن عنوان “رجالك يا شام” هو عنوان مؤقت للعمل، وقد يتم استبداله بعنوان آخر، أما العرض فسيكون على عدة قنوات تلفزيونية في رمضان القادم.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©