الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرحلة المراهقة (1)

23 ابريل 2011 20:35
لكل مرحلة من المراحل العمرية للإنسان صفات وخصائص وتطورات نفسية وبيولوجية واحتياجات، ومرحلة المراهقة من المراحل المهمة والحرجة والتي دائماً ما نتلقى شكاوى الأمهات والآباء حول سلبية سلوك وتصرفات الأبناء معهم، فكثير منهم لا يدرك الحالة الانفعالية التي يكون عليها المراهق. ولذا أحببت أن أضع لك عزيزي القارئ جزءاً من بحث قمت به حول هذا الموضوع ليساعدك على فهم هذه المرحلة العمرية. فمصطلح المراهقة تعني «التدرج نحو النضح الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي»، وهي مرحلة تقع بين الطفولة وسن النضوج (الرشد) يسهل تحديد بدايتها ويصعب تحديد نهايتها، فهي مرحلة نمائية انتقالية من عالم الطفولة إلى عالم الكبار، فقد قال عنها مندرس: «فترة من الحياة المتشنجة»، وقال عنها بوهلر إنها «فترة سلبية»، ووصفها علماء آخرون بأنها «فترة عاصفة ومحنة مليئة بالمشكلات بل هي بداية ظهور المشكلات في حياة الفرد». وهناك باحثون يصفونها بأنها مرحلة الصراعات الداخلية في نفسية المراهق الناتجة عن رغبته في الاستقلال عن والديه وعن حاجته لهما، كما ينتج عن دوافعه الجنسية التي تتطلب إشباعاً في الوقت الذي يمنعه الضمير من ذلك. ولعلنا نبين هنا للأمهات والآباء على ضرورة مراعاة هذا الأمر، والتماشي مع هذه المرحلة بهدوء وروية وحكمة فالمراهقة لا تعني البلوغ والشباب فهي تعني مجموعة التغيرات (مثل العقلية والجسدية والانفعالية والاجتماعية) التي تحدث وتميز هذه المرحلة. كما أنها تعتبر ميلاداً حقيقياً للفرد كذات فردية، وميلاداً للعالم الجنسي. أما البلوغ يعني الجانب العضوي للمراهقة من حيث نضوج الوظيفة الجنسية (نضوج الغدد التناسلية)، حيث يقول العالم هاريمان عن البلوغ بأنه: «مرحلة النمو الفسيولوجي العضوي التي تسبق المراهقة، وتحدد نشأتها، وفيها يتحول الفرد من كائن لاجنسي إلى كائن جنسي قادر على أن يحافظ على نوعه واستمرار سلالته». والشباب هو الجانب الاجتماعي للمراهقة وخاصة في نهايتها حيث يمتاز بمناقضته للجيل الناضج. وتحدد مرحلة المراهقة من 12-21 سنة حيث يأخذ مسار النمو حوالي من 12-13 سنة معدلاً أسرع وتغيرات أعمق ومظاهر أوضح وأميز، فعند بدايات هذه المرحلة مع البلوغ يأخذ الاتزان الجسمي والنفسي في الاختلال النسبي، وتطرأ تغيرات عضوية عميقة تعطي للجسم بنية مغايرة وأكثر وضوحاً وتظهر الوظيفة التناسلية، وتختفي العادات الطفولية تدريجياً، وتبرز اهتمامات جديدة تشهد على وجود رغبة في توسيع مجال الحياة الذي كان يقتصر في الغالب على نطاق الأسرة والمدرسة، وتزيد أحلام اليقظة إلى الحد الذي قد تصبح معه عائقاً للدراسة. وللحديث صلة إن شاء الله. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©