الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القسم بحياة النبي.. تعظيم وتشريف

20 مايو 2018 20:14
القاهرة (الاتحاد) ?أقسم القرآن الكريم بالنبي صلى الله عليه عليه وسلم مرَّتين، الأولى بعمره وحياته?، في قوله تعالى: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)، «سورة الحجر: الآية 72?»، والثانية كناية عنه ?قال سبحانه: (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَد * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَد)،? «سورة البلد: الآيات 1 - 2»، ?والإقسام بحياة المقسم به يدل على شرف حياته وعزتها، وأن حياته جديرة أن يقسم بها، ولم يثبت هذا لغيره صلى الله عليه وسلم، ?و?المُقْسم به هو العُمر، في قوله: (لعمُرك ...)، يقول الراغب: العَمر والعُمر اسم لمدة عمارة البدن بالحياة، فإذا قيل طال عمره فمعناه عمارة بدنه بروحه، وقال: والعَمر والعُمر بمعنى واحد لكن خصَّ القسم بالعَمر دون العُمر?، أما ?المقسم عليه? هو قوله: (... انَّهُمْ لَفي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون)، والمراد أُقسم بحياتك يا محمد، أنّهم لفي سكرتهم وانغمارهم في الفحشاء والمنكر متحيرين لا يبصرون طريق الرشد. ?قال ابن عباس: ما خلق الله تعالى وما ذرأ وما برأ نفسا أكرم عليه من محمد، وما سمعت الله تعالى أقسم بحياة أحد غيره، ووجه الصلة أنّه سبحانه بعث الأنبياء عامة، والنبي الخاتم خاصة لهداية الناس وإنقاذهم من الضلالة وإيقاظهم من السكرة التي تعم الناس، وبما أن القوم كانوا في سكرتهم يعمهون وفي ضلالتهم مستمرون، حلف سبحانه بعُمر النبي الذي هو الدليل إلى الصراط المستقيم.? و?قال القاضي عياض: أجمع أهل التفسير، أنه قسم من الله جل جلاله بمدة حياة محمد صلى الله عليه وسلم، ومعناه وبقائك يا محمد، وقيل وحياتك، وهذا نهاية التعظيم وغاية البر والتشريف.? أما القسم الذي ورد فيه الحلف كناية عن النبي فقد جاء في قوله سبحانه: (?لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَد * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَد * وَوالدٍ وَما وَلَد * لَقَد ْخَلَقْنَا الإنْسانَ في كَبَد?)، «سورة البلد: الآيات 1 - 4»، ?والحِلُّ بمعنى المقيم وكأنه سبحانه يقول: وأنت يا محمد مقيم به، وهو محلك وهذا تنبيه على شرف البلد بشرف من حلّ به وهو النبي، وإخلاص عبادته، وبيان أنّ تعظيمه له وقسمه به لأجله ولكونه حالاً فيه.? وقال ابن عاشور، هو خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم وقد خصصه النبي بيوم الفتح، فقال: «وإنما أحلت لي ساعة من نهار»، وثبت عن النبي أنه قال: «إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام إلى أن تقوم الساعة، فلم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©