الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مراكز تضيء درب المعاقين بجهود ذاتية وتطوعية

مراكز تضيء درب المعاقين بجهود ذاتية وتطوعية
23 ابريل 2011 20:31
مراكز المعاقين الخاصة لعبت دوراً عظيماً على مدار السنوات الماضية، في خدمة ذوي الإعاقة وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع الإماراتي، وكذلك في تغيير النظرة إلى المعاق نحو الأفضل. ويشهد أولياء أمور ومتطوعون لمركز “النور” للمعاقين، بأنه حمل اسمه منذ افتتاحه، فكان الشعاع الذي أنار الطريق لأبنائه وأهاليهم على حدّ سواء وصولاً إلى برّ الأمان، وذلك بفضل جهود القائمين عليه وتعاون أولياء الأمور ودعم المتطوعين في نفس الوقت. في فيلا صغيرة تقع بجانب كورنيش القرم يوجد "مركز النور للمعاقين"، وهو من أقدم مراكز رعاية المعاقين في أبوظبي حيث تأسس في العام 1988 وضم حينذاك 38 طالبا وطالبة تضاعف عددهم خلال السنوات الماضية ليصل إلى 98 منتسباً. ويواصل مركز "النور" تقديم خدماته لفئة المعاقين بالاعتماد على كادره ومساعدة أولياء أمور ومتطوعين، متفائلا بأن يكون الغد أفضل بالنسبة لهؤلاء المعاقين بحيث يستطيعون الالتحاق بمقر المركز الجديد الذي ما زال مجسمه حبيس الزجاج، بانتظار توفر الدعم اللازم لبنائه. إعاقات مختلفة أشارت سعاد حسن، مديرة المركز، إلى أنه يضم حاليا 98 طالبا وطالبة من مختلف الإعاقات الذهنية والحركية، مضيفة أن جميع الإعاقات الموجودة في المركز تنضوي تحت أمراض التخلف العقلي والتوحد، والإعاقة الحركية، و"متلازمة داون"، والاضطرابات السلوكية وعيوب اللغة والكلام. وأوضحت أنه يوجد في المركز 9 صفوف دراسية، تشرف على التدريس فيها 13 معلمة مؤهلة، تتولى كل منهن مهمة تعليم الطلاب أكاديميا وسلوكيا، بالإضافة إلى قسم العلاج الطبيعي، وصف تعليم الموسيقى، لافتة إلى الدور الكبير الذي يلعبه المركز أو المدرسة، بشكل خاص، في الأخذ بيد المعاقين وتعديل سلوكياتهم الخاطئة واستبدالها بأخرى صحيحة، مضيفة أن المعاقين يبدون تجاوباً كبيراً مع المدرسات في المركز وذلك نتيجة لعلاقة المودة والمحبة التي تربطهم ببعض، وهي الأساس في التعامل مع المعاق وكذلك من أجل تجاوبه مع الآخرين. من جانبها، قالت مها حامد، وكيلة المركز، إنه يضم مجموعة من الورش تشمل ورشة خاصة بالنجارة، وورشة الخياطة للبنات، وورشة الكمبيوتر، مضيفة أن من شأن هذه الورش أن تحقق مجموعة فوائد في آن معا، فهي تعلمهم أولا كيفية الاعتماد على النفس وتعزز ثقتهم بأنفسهم وبأنهم أفراد منتجون في المجتمع كغيرهم من تعليم الطلاب على مهن مختلفة لكي يعيشوا منها في المستقبل إذا ما احتاجوا للعمل. إلى ذلك، ذكرت حامد أنه يتم اصطحاب الأطفال بشكل دوري إلى رحلات خارج المدرسة تعتبر بمثابة مكافأة لمن يحسن التصرف منهم، حيث يتم اصطحابهم إلى العديد من الأماكن الترفيهية والثقافية، ليتم تعليمهم من خلال الترفيه، مشيرة الى أنه قد تم اصطحابهم من قبل إلى سوق السمك والقرية التراثية والسينما والمطاعم، حيث تعمل هذه الرحلات على تعزيز العلاقة بين الطلاب أنفسهم وبين الطلاب والمدرسين، وتجعلهم على احتكاك بالمجتمع الخارجي في الوقت نفسه. تعديل السلوك من جانبها، قالت وجيدة يوسف، وهي معلمة صفّ في المركز، إنها لا تشعر بأن ثمة فرقا في التدريس أو المعاملة بين المعاقين والأسوياء، فهي تعلّم الأطفال ما بين عمر العاشرة والرابعة عشرة، وهؤلاء يبلغ عمر عقولهم ما بين الرابعة والسادسة أي أنهم ما يزالون في مرحلة رياض الأطفال قياساً بالأسوياء، مشيرة إلى أنها كمعلمة تقوم بدورين في آن معا، فهي تقدم لهم الحب والحنان وتشعرهم بأنها والدتهم لكي تتقرب منهم وتنال ثقتهم حتى يتقبلوا منها المعلومة، إلى ذلك فإنها تقدم لهم السلوكيات الصحيحة وتعلمهم الاقتداء بها، وتبين لهم السلوكيات الخاطئة وتنهاهم عنها. وأضافت أن حب المعاق للمعلمة والمدرسة له دور كبير في تقدمه وتقبله للمعلومة، كما أنه يساعد كثيراً في مسألة دمجه مع المجتمع والآخرين، لافتة إلى أنها يوجد لديها 14 طالبا في الصف، تقوم بتعليمهم على الحروف والكلمات، إلى جانب تعليمهم من خلال الأعمال الفنية كالأشغال بالجبس، وتعديل السلوكيات والنظام والاستئذان قبل الدخول، ونظافة الجسد والأسنان وغيرها، وأن الطلاب قد أبدوا تجاوبا وتقدما كبيرين منذ انتسابهم للمركز، حيث أصبح بعضهم قادرا على حلّ واجباته لوحده، والقراءة، فضلا عن تركيب الكلمات في جمل بسيطة، وهو أمر لم يكن الطلاب يجيدونه من قبل. من جهتها، قالت بشرى أبو فردة، وهي معلمة أشغال يدوية، إنه يوجد لديها في الورشة حاليا 5 طالبات مقيمات، فضلا عن 10 طالبات أخريات يأتين للورشة على مدار الأسبوع في فترات متفاوتة. وأضافت بشرى إنها تقوم بتعليم الفتيات على أعمال الخياطة، والتطريز والأشغال اليدوية، وتلوين الفخار وغيره من الأعمال التي تشغل وقت فراغهن، وتجعل لهن مهنة في المستقبل، بحيث يتمكن من العيش بفضلها في أي وقت من الأوقات، فضلاً عن أنها تعطيهن الثقة بالنفس وتشعرهن بكيانهن ووجودهن في المجتمع. دور الموسيقى روت كنزة القادري، وهي متطوّعة في تعليم الموسيقى للمعاقين في المركز، تجربتها في العمل مع فئة ذوي الإعاقة قائلة "سمعت عن المركز عن طريق مؤسسة "نهتم" للمسؤولية الاجتماعية، الذين دعوني لحضور فعالية صباحية لصالح المركز، وعندما شاهدت الأولاد رقّ قلبي لهم وشعرت بحاجتي للبكاء". وأضافت "لم أعتبرهم معاقين، بل رأيتهم أولاداً طبيعيين، وعندما انتهت المناسبة أخذت أفكر في أي طريقة أستطيع من خلالها تقديم المساعدة لهؤلاء الأطفال، صحيح أنه ليس لدي تخصص في تعليم المعاقين، ولكنني أم وأحب مساعدة هؤلاء الأطفال، ثم توصلت إلى فكرة تعليمهم العزف على البيانو، وهي هوايتي التي أجيدها منذ الصغر، وبدأت العمل على ذلك بالفعل". وتابعت "كان في المركز آلة بيانو قديمة، فأصلحناها وبدأنا بتعليم الأطفال، والآن أقوم بتعليم طفلين من المركز سوف يشاركان في حفل التخريج آخر السنة". وعن أهمية تعليم الموسيقى، قالت كنزة إن "الموسيقى غذاء الروح، وقد تفاجأت بأن الأولاد قد أحبوا دروس الموسيقى وبدأوا يتفاعلون معها، كما أنهم أحبوني أنا أيضا". وأضافت "أصبت بالذهول عندما جئت للمركز وعزفت أول مرة أمام الأولاد، وبدأت فتاة تدعى، هالة، بالرقص، ثم طلبت مني أن تعزف هي، وبدأت بالعزف، فاعتقدت أنها تجيد عزف البيانو من قبل، ولما توقفت أخبرتني المعلمات بأن الفتاة صماء، عندها بدأت بالبكاء". وقالت القادري إنها تأتي إلى المركز مرة بالأسبوع، حيث تقوم بتعليم طفلين من الأطفال، وهما عادل وأسماء، الموسيقى، حيث سيقدمان فقرة موسيقية خلال الحفل السنوي الذي يقام في الشهر المقبل. وتمنت القادري ألا يكون المعاقون عالة على المجتمع أو حتى عارا على أهلهم، وأن يصل الجميع إلى أنهم عبرة وأن لهم رسالة في المجتمع ودوراً يؤدونه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©