الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ضحايا الألغام الأفغان يواجهون حياة صعبة

ضحايا الألغام الأفغان يواجهون حياة صعبة
30 نوفمبر 2009 01:14
كان موسى خان في طريق عودته من يوم عمل طويل في منجم للنحاس إلى الجنوب من كابول يفكر في ابنه الذي فقده في انفجار لغم قبل أسبوع وأثناء عودته هو أيضا انفجر فيه لغم أرضي. بعد مرور 7 أشهر كان خان ما زال يحاول حفظ توازنه وهو يقف على ساق اصطناعية حلت محل ساقه التي فقدها في انفجار اللغم. وقال خان (50 عاما) “عندما سمعت الانفجار وجدت نفسي ملقى على بعد 9 أمتار. حسبي الله ونعم الوكيل فيهم”. وقال “ما من أحد يعلم من الذي زرع تلك الألغام.. هل هم الروس أم الشيوعيون أم طالبان”. وقالت الحملة العالمية لحظر الألغام إن عدد ضحايا الألغام في العام الماضي وحده بلغ 5197 شخصا في العالم ثلثهم من الأطفال. وتجتمع الدول في قرطاجنة بكولومبيا في 29 نوفمبر لحضور مؤتمر مراجعة رئيسي لمعاهدة أوتاوا لحظر الألغام والتي صدقت عليها 156 دولة. ولم تصدق عليها دول كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا وكذلك دول نامية مثل باكستان والهند . لكن في أفغانستان ما زالت مناطق شاسعة مغطاة بالألغام. وسجل مركز للأجهزة التعويضية تديره اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كابول 842 حالة بتر خلال أول 10 أشهر من 2009 ثلاثة أرباعهم من ضحايا الألغام الأرضية. ويقدم المركز الأطراف الاصطناعية ويصمم الكراسي المتحركة والعكاكيز. وقال نجم الدين هلال وهو مدير مركز الأجهزة التعويضية وهو نفسه من ضحايا الألغام إن أكثر من 90 في المئة من العاملين بالمركز من المعاقين. ومضى يقول إن الموظفين الذين بترت أحد أطرافهم هم الأكثر قدرة على التواصل مع المرضى لأنهم مروا بأنفسهم بتجربة التعايش مع طرف اصطناعي. وقال “ليس من السهل تقبل فقد أحد أعضاء الجسم. عندما يأتي المرضى هنا عادة ما يكونون في حالة من الإحباط والاكتئاب”. وتابع “رؤية معاقين آخرين قادرين على الحصول على طرف اصطناعي والمشي مرة أخرى مصدر عون .. إنه أمل بالنسبة لهم.. هذا يعينهم نفسيا.. يدركون أن الحياة لن تتوقف”. ويجري تشجيع المرضى على مواصلة التعليم وتعلم مهنة في المركز إذا كان هناك مكان لهم. ويتيح المركز قرضا صغيرا قيمته 600 دولار يسدد على 18 شهرا لمن يريدون بدء مشاريع خاصة. وقال بلال “العثور على فرصة عمل لغير المعاقين في أفغانستان من شبه المستحيل.. يزداد الأمر سوءا مع الإعاقة”. وقال شهاب حكيمي رئيس المركز الأفغاني لرصد الألغام عن بالكلاب إن نحو 650 كيلومترا من أفغانستان ما زالت تتناثر بها الألغام. ويدرب المركز الكلاب البوليسية ويقوم بأعمال خطيرة من إزالة الألغام. إنها مساحة تعادل مساحة مدينة نيويورك. وفي قرية تانجي سيدان إلى الجنوب من كابول يستعين فريق من نحو 20 من مزيلي الألغام معدات لرصد الألغام والكلاب المدربة لكشف الألغام. إنها عملية خطيرة إذ لقي ما بين 30 و35 من العاملين في المركز حتفهم خلال أداء عملهم كما أصبح 25 منهم من المعاقين. ولا يعلم الفتى نور رحمن من الذي زرع اللغم الذي انفجر فيه قبل 4 أشهر .. وقال رحمن الذي ما زال يحلم بأن يصبح مهندسا “فقدت ساقي فقط.. عدا هذا أنا على حالي.. أمامي مستقبل براق” وبالنسبة لهلال فإن تفاؤل رحمن هو السبب الذي يجعله يقوم بعمله هذه الفترة الطويلة. وكان هلال قد فقد كلا ساقيه قبل نحو 30 عاما عندما كان عمره 18، وكان قد تخرج لتوه من المدرسة وكان يتمنى الالتحاق بالجامعة، وقال “ظننت أن حياتي انتهت.. شعرت بيأس تام” وذلك حتى مجيئه إلى مركز اللجنة الدولية للصليب الأحمر حيث تم تركيب ساقين اصطناعيين له وطلب منه العمل هناك. وأضاف “عندما أرى الناس يأتون دون سيقان أو يزحفون ثم يغادرون المركز بسيقان جديدة أفرح .. عندما يأتي بعض الناس للمركز يعتبرونه مكانا كئيبا.. لكنه في الواقع مكان مفعم بالسعادة”
المصدر: كابول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©