الطيران السعودي يستأنف قصف مواقع «الحوثيين»

استأنف سلاح الطيران السعودي امس قصف مواقع مختلفة للحوثيين فوق جبل فيفاء في جازان بعد ورود معلومات استخباراتية عن تجمعات للمسلحين الحوثيين في أماكن متفرقة في المنطقة. ووفق معلومات أدلى بها شهود عيان فإن فرق الاستطلاع السعودية أشارت إلى تواجد مئات من الحوثيين بالقرب من الحدود السعودية مع اليمن في محاولة منهم للتسلل إلى داخل الأراضي السعودية على الحدود السعودية اليمنية وانهم يتحصنون في المواقع الجبلية المتاخمة لقرى حدودية سعودية. في غضون ذلك كشفت مصادر سعودية عن اعتزام العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز زيارة منطقة جازان خلال الأسبوعين القادمين “للاطلاع على الوضع والاطمئنان بنفسه على القوات السعودية هناك وتفقد مراكز إيواء النازحين. إلا أن المصادر التي اشترطت عدم الإفصاح عن هويتها رفضت تحديد موعد الزيارة “لدواع أمنية”. وأكد الملك عبدالله في حديث توجه به إلى قياداته الأمنية في الحج مساء الجمعة الماضي أن بلاده “لن تسمح لكائن من كان أن يدنس شبرا من أراضيها” مضيفا أن “لا خيارات مفتوحة للدفاع عن النفس سوى النصر بعزة وكرامة أو الشهادة في سبيل الله ثم الوطن” . وجاء تصريح العاهل السعودي هذا على خلفية المعارك الدائرة بين قوات بلاده والمسلحين الحوثيين عند المناطق الحدودية مع اليمن. وعلم من مصادر أمنية أن عددا من كبار المسؤولين السعوديين زاروا المنطقة وتفقدوا القوات السعودية على الشريط الحدودي. من ناحيته حذر أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز مواطني القرى الحدودية “من عدم الإبلاغ عن أي أمر يشتبه به وعدم التستر أو التعاطف مع أي متسلل أو مخالف لأنظمة الإقامة”. وأعلن مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية السعودي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز عن أسر القوات السعودية 75 أثيوبيا و70 صوماليا خلال العمليات العسكرية التي تنفذها على الشريط الحدودي مع اليمن. وأكد الأمير خالد في تصريحات صحفية نشرت في الرياض أن القوات المسلحة سيطرت على جبل الدود وقممه بصورة كاملة والذي يعتبر من “أهم المناطق استراتيجيا” مؤكدا أن القوات السعودية ستقوم بتطهير وتدمير أي قوة معادية موجودة. ونفى أنباء عن تسلم المملكة لخمسة من جنودها من الجيش اليمني لكنه عاد وأكد أن هناك تسعة مفقودين تم الإعلان عنهم بالأسماء لم يعرف مصيرهم بعد. وأشار الى عدم استعجال القوات المسلحة لإنهاء العمليات العسكرية التي تنفذها والتركيز بقدر الإمكان في الحفاظ على الأرواح والوضع القتالي مع تقليل الخسائر البشرية وإلحاق أكبر خسائر ممكنة بالعدو. وقال الأمير خالد “إن القوات المسلحة تنفذ ما أمر به خادم الحرمين الشريفين وهو تطهير كل شبر في أرض الوطن، وعدم الاعتداء على أحد ولو بشبر واحد”. وأضاف محذرا “أي شخص أو متسلل، أو قناص يدخل هذه المنطقة، فإن أمامه القتل أو الاستسلام”. وقال الأمير خالد إن القوات السعودية تحاول تقليل الخسائر عند الحد الأدنى وعدم استدراجها الى حرب في الجبال. الى ذلك خاض الجيش اليمني والمتمردون الحوثيون معارك شرسة على مشارف مدينة صعدة امس غداة إحباط الجيش محاولة للحوثيين لدخول المدينة، وسط محاولات متكررة لهم بالسيطرة على منطقة القصر الجمهوري والمناطق المتاخمة له. وأشارت مصادر عسكرية الى أن هجمات الحوثيين انطلقت من ثلاثة اتجاهات، إلا أن قوات الجيش المرابطة في المنطقة تمكنت من التصدي لها، وهاجم الحوثيون المدينة بمختلف الأسلحة واستهدفوا القصر الجمهوري ومبنى الأمن المركزي بعدد من القذائف. واعتبرت المصادر أن الهجمات الحوثية المتكررة على المدينة تسعى الى فك الحصار المطبق على الخلايا الحوثية في مدينة صعدة القديمة، فيما اشترك الطيران الحربي في ضرب تجمعات حوثية كانت تتحضر لشن هجمات جديدة على المدينة. كما شن الحوثيون هجوماً على الملاحيظ واشتبكوا مع الجيش مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المتمردين. وفي منطقة حرف سفيان جرت معارك طاحنة، وتمكن الجيش من تطهير مناطق السواد وواصل القصف على العمشية. وشن الطيران الحربي غارات جوية على مناطق ضحيان وبني معاذ والخفجي والمقاش والعند، كما تركز القصف الجوي أيضاً على مديريات ساقين وحيدان والملاحيظ والحصامة على خط الحدود مع السعودية. وأدت هذه المواجهات الى مقتل وجرح العشرات من الحوثيين، ولقي ثلاثة عشر من رجال القبائل الموالين للدولة مصرعهم وجرح آخرون في حرف سفيان والملاحيظ جراء المواجهات. وكشفت مصادر مطلعه في صنعاء عن معلومات سرية تؤكد قيام الحوثي بتجنيد خلايا تنسيقية، وأخرى للدعم اللوجستي داخل عدد من دول الخليج، وعن تورط شخصيات تجارية وسياسية معروفة في أنشطة مناهضة للسعودية. وأفادت المصادر لموقع “نبأ نيوز” المقرب من السلطة أن هناك ما لا يقل عن 5 خلايا تعمل لحساب الحوثي في دول الخليج، مبينة أن جميع أعضاء هذه الخلايا هم من العناصر اليمنية التي لجأت إلى دول الخليج بعد حرب الانفصال 1994