السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أكثر الحكام دفئاً

16 سبتمبر 2008 02:15
قذف السناتور والمرشح الرئاسي الجمهوري ''جون ماكين'' إلى غالبية ناخبي الحزب الجمهوري بسؤال لم يخطر ببالهم أن يواجهوه يوماً، كيف يمكن لهم التعامل مع البعد الجنسي لمرشحته لمنصب نائب الرئيس سارة بالين؟ وكانت حاكمة آلاسكا السابقة هذه، البالغة من العمر 44 عاماً، إحدى المنافسات في مسابقات ملكات جمال الولاية، وكثيراً ما التقطت لها الصور الفوتوغرافية وهي تحمل الأسلحة الأتوماتيكية؛ وهي فاتنة إلى حد جعل مواطني ولايتها يلصقون على سياراتهم ملصقات تقول ''أبرد الولايات··· أكثر الحكام دفئاً''· الحقيقة أن الناخبين الأميركيين عرفوا دائماً كيفية التعامل مع الساسة الذكور والحكم عليهم بصفات وتعابير متعارف عليها في لغة الشارع العادي؛ إلا أن المشكلة أنهم لم يضطروا مطلقاً إلى الحكم بل التعامل مع جمال الساسة الإناث؛ ليس المقصود هنا الإشارة إلى خلو السناتور ''هيلاري كلينتون'' أو وزيرة الخارجية ''كوندوليزا رايس'' من الجاذبية والجمال، إنما المقصود أن نساءنا اللائي بلغن أواسط الأربعينيات من العمر والخمسينيات أصبحن في غاية الفتنة والجمال -لست أدري إن كان لذلك صلة بتمارين اليوجا أم بتناول الغذاء العضوي أم العمل بنصائح الدكتور Oz- ولنا أن نكتفي بأمثلة مغنية البوب الشهيرة ''مادونا'' و''ديمي مور'' وغيرهما· أمام هذه الحيرة ربما كان من الحكمة تجاهل أنوثة ''سارة بالين'' وفتنتها، من أجل الحكم الموضوعي الصحيح على مواقفها من شتى القضايا الانتخابية المثارة في الحملة الرئاسية؛ فهناك من يعتقد أن تركيز النظر على البعد الأنثوي الجنسي لبالين يضر ضرراً بالغاً بموضوعية حكم الناخبين عليها بصفتها مرشحة لمنصب نائب الرئيس، ذلك أن التركيز على بعدها الأنثوي يصرف النظر تلقائياً إلى كفاءتها ومهاراتها القيادية، إلى جانب ما تفعله بها تلك النظرة من اختزالها إلى مجرد ''شيء'' بدلاً من كونها ذاتاً إنسانية؛ وحين ظهرت ''سارة بالين'' في حوار أجري معها في مجلة ''Vogue'' العام الماضي، قالت للصحفية التي أجرت معها الحوار، ضمن رسالة عامة بعثت بها إلى وسائل الإعلام المختلفة: ''أتمنى أن يستمع الصحفيون إلى آرائي في شتى القضايا التي يطرحونها معي، بدلاً من إهدار الوقت كله في مناقشة الحذاء الذي أرتديه''؛ وهذه وسيلة جيدة بالطبع للفت انتباه الصحفيين إلى ما تريد لهم ''بالين'' التركيز فيه· لكن وعلى رغم هذا الاعتقاد، إلا أنه لا مفر لنا من النظر إلى البعد الأنثوي لبالين؛ ومن وجهة نظري الخاصة، بصفتي كاتبة مهتمة بالقضايا النسوية، فإن ما يسمى بالبعد الأنثوي -بل لنقل الجنسي- ليس هو سوى تعبير عن خوف الذكور من إضفاء بعد جنسي على النساء اللائي نتعامل معهن بجدية، ويتضمن هذا الخوف شعور الذكور بعدم جاذبية السلطة والقوة الأنثوية، وبذلك عادة ما يميز الذكور بين النساء اللائي يرغبون في أنوثتهن والاستمتاع بهن لهذا الغرض وحده، وأولئك اللائي يرغبون فيهن بصفتهن شريكات فكريات ومثقفات في المقام الأول؛ وعليه فإن ''الفتنة'' الأنثوية لا تنطبق عادة في أذهان الذكور إلا على الشابات الضعيفات فكرياً وذهنياً· ومن ناحيتي فأنا أحلم بأن أعيش في عالم يشتهي فيه الرجال أن تكون شريكتهم امرأة تتولى منصب نائب الرئيس، بدلاً من امرأة تتولى عملاً أدنى من ذلك بكثير، وأحلم بمجتمع يكف فيه الذكور عن الخوف من المرأة القوية النافذة ويتآلف فيه الجمع بين النفوذ والجمال· وهذا ما دفعني إلى اتخاذ قرار باستغلال أنوثة ''سارة بالين'' إلى أبعد حد في هذه المعركة الانتخابية؛ وكم يروقني أن يبث لها شريط أنثوي ''غنوج'' يلفت النظر إلى فتنتها عبر شبكة الإنترنت، وضمن هذا الحلم توسلت إلى صديقي ''سكوت براون'' الكاتب بمجلة ''Entertainment'' الأسبوعية كي أرى ما إذا كانت لديه أي أغان عاطفية دافئة عن ''بالين''، ولحسن الحظ اكتشفت أن لديه أغنية تم تسجيلها سلفاً في شريط فيديو تحمل عنوان ''دريل دوان'' وقد بثت مؤخراً عبر أحد المواقع الإلكترونية· جويل شتاين كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©