السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لا مساومة مع الكلاسيكو

19 ابريل 2012
صدقاً أشفق على جوارديولا ومورينيو مدربي برشلونة وريال مدريد، فما ترمي به الأيام من صدامات كروية أشبه ما يكون بكرات من نار، وما حكمت به البرمجة من معارك ضارية تستنفر العقل، يفرض على الرجلين معا أن لا يستسلما ولو ليوم واحد لنوم عميق من دون أن تأخذهما الكوابيس إلى أبعاد يختلط فيها ما هو حقيقة وما هو خيال. بمجرد أن يكون الرجلان معا قد وضعا من على كتفيهما عبئا ثقيلاً، وقد خرج كلاهما من موقعة ذهاب دوري أبطال أوروبا، حيث واجه برشلونة السيد المطاع في مملكة الإبداع بملعب “ستامفورد بريدج” الشرس والحربائي تشيلسي الإنجليزي، وحيث مشى ريال مدريد هناك بأليانز أرينا في ميونيخ في طريق من نار وهو يصطدم بأمير بافاريا باييرن ميونيخ.. سيكون عليهما أن يدخلا رأسا إلى كهفهما الانفرادي لوضع آخر اللمسات الفنية على عرض كروي ثقيل في ميزان الإبداع والإثارة، على الكلاسيكو الأكثر كونية، على مباراة الغريمين برشلونة وريال مدريد. والشفقة على جوارديولا ومورينيو ليست رثاء، لأن الرجلين من معدن فكري وبصلابة عود يجعلانهما أهلا لكل التحديات وأهلا للسباحة أحيانا ضد التيار، ولكن الشفقة هي من هذا الذي يمكن أن تأتي به هذه المباريات كلها وهي على درجة كبيرة من المصيرية من حمم حارقة، وهي شفقة نسقطها نحن معشر العرب على أنفسنا، لأن تدبيرنا لمثل هذه المصادفات القوية كان حتما سيكون مختلفا. أتصور ناديا عربيا يوضع مكان برشلونة وريال مدريد، تقضي الصدف وأحكام البرمجة بأن يلعب مباراة عن نصف نهائي دوري قاري للأبطال وبعدها بثلاثة أيام يلاقي غريما تقليديا في لقاء ديربي أو كلاسيكو على ضوئه يتحدد مصير اللقب، ويستحيل مع ذلك أن لا يتحرك النادي إياه ويحرض الإعلام الموالي له للضغط على الاتحاد المحلي لأن حائطه قصير، وترتفع الأصوات منادية باسم مصلحة الوطن بتأجيل الديربي أو الكلاسيكو، لأن النادي إياه سيكون في مهمة سفير لأحلام الشعب. ولا أتصور بفعل قوة الصوت وبفعل هواية اتحاد الكرة أن لا يذعن هذا الاتحاد لمطلب الأمة ويؤجل ما هو من صميم اختصاصه. بإسبانيا حيث يتجذر الفكر الاحترافي وحيث لا يساوم أحد في قيم وأحكام مثبتة ومتوافق عليها، وحيث لا يعمل بالتنازلات التي تورث سوابق، لم يرتفع ولا صوت واحد ينادي بتأجيل الكلاسيكو، لأنه أصلا موعد في هيئة عيد وما هو عيد لا يقبل بالتأجيل حتى لو كان ذلك باسم مصلحة الوطن. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©