الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسعار الكتب في ميزان الناشر والقارئ

أسعار الكتب في ميزان الناشر والقارئ
1 مايو 2014 23:15
رضاب نهار (أبوظبي) يشكل معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الرابعة والعشرين الممتدة حتى يوم 5 مايو الجاري، فرصة لعشاق القراءة والمطالعة، تمكنهم من الحصول على أنواع مختلفة من المطبوعات والمنشورات، من جميع أنحاء العالم، وبشتى المجالات الأدبية والفنية والعلمية والسياسية والاقتصادية وغيرها الكثير، وبأشهر اللغات العالمية. فقد بات المعرض، نقطة واضحة وضعت العاصمة الإماراتية على خريطة الثقافة العالمية، مؤكدةً أن للفكر وجوه كثيرة يمكنك تصفحها في قراءتك للكتب. والمعرض، وإذ يستقطب مشاركيه وزواره من داخل وخارج البلاد، مخاطباً بذلك شرائح اجتماعية وعمرية مختلفة ومن عدة جنسيات، كان لا بد أن يلتفت القائمون عليه إلى دراسة مناسبة للأسعار تناسب الجميع. حتى يستطيع المهتم والمتخصص أن يقتني ما يريده من الكتب الموجودة فيما لا يفوق عن طاقته. حيث أعلنت اللجنة المنظمة عن تخفيضات بنسبة 25 % على كل الكتب الموجودة، فضلاً عن توزيع قسائم شرائية بقيمة 3 ملايين درهم لطلبة الجامعات والمدارس. وبينما نتطرق إلى تقديم لمحة عامة عن أسعار المنتجات الموجودة من قبل أصحاب دور النشر، إنما نؤكد أنه لا يمكننا الوصول إلى حقيقة واحدة من خلال استطلاعنا لرأي بعض الناشرين وعدد من زوار المعرض. ففي حين يرى أحدهم أن سعر كتاب ما يبدو مناسباً، قد يراه الآخر باهظ الثمن أو على العكس. كما يجدر التنويه، إلى أن قياس نسبة البيع والشراء في المعرض، يتبع إلى مجموعة من الأسباب يأتي في مقدمتها نوعية المنتجات من حيث الجودة والمضمون، وغالباً ما يتدخل اسم الكاتب أو المؤلف في رفعها أو تخفيضها، أو حتى في الإقبال على اقتنائها، إلى جانب طبيعة الاهتمام والذائقة الخاصة بكل شريحة وبكل فرد على حده. ومن دار نشر «بلاتينيوم بوك» من الكويت، تطلعنا شمايل بهبهاني مديرة العلاقات العامة، على أن أسعار الكتب التي يشاركون فيها ويعرضونها للبيع في المعرض، يمكن وصفها عموماً بالمعقولة. إلا أن ذلك يختلف نوعاً ما، تبعاً لنوعية كل كتاب، فمن الطبيعي أن تختلف الموسوعة العلمية التي تحتوي الكثير من الصور وأحياناً المجسمات الورقية، عن الرواية الأدبية التي ستأتي حتماً أقل ثمناً. وتضيف بهبهاني: «منذ اليوم الأول من افتتاح المعرض، لاحظت حضوراً كبيراً من الراغبين حقاً في الشراء. وثمة من يأتي إلينا ويشتري مجموعات كاملة دون الدخول في سجالات «المفاصلة» على السعر، كما يحدث معنا في معارض أخرى. الشيء الذي يدل على وجود وعي ثقافي كبير في دولة الإمارات وفي إمارة أبوظبي على وجه الخصوص». ويطلعنا السيد عارف صالح الموجود في جناح «دار العين» من مصر، على أن الإقبال على كتبه في اليوم الأول من المعرض، لم يكن بالشديد. قائلاً إنه من الممكن أن يتغير في الأيام المقبلة. واصفاً أسعاره بالمتوسطة رغبةً منه بأن تكون جيدة تناسب كافة الاحتياجات والفئات الموجودة في الإمارات. مشيراً إلى أنهم في الدار ينشرون كل المواضيع التي تهم القارئ، وتحديداً في الأدب حتى أنهم اعتادوا على أن تكون من بين رواياتهم المنشورة واحدة على الأقل قد ترشحت للقائمة القصيرة في جائزة «البوكر». وبدوره، يشرح لنا السيد جهاد شبارو مدير «الدار العربية للعلوم ناشرون» من لبنان، أن الأسعار التي يفرضونها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، هي في الحقيقة أسعار المبيع بالإضافة إلى تكلفة بسيطة جداً جداً، ناتجة عن تكاليف الشحن وتخليص البضاعة. مبيناً إلى أنهم اضطروا في بعض الأحيان إلى الشحن عن طريق الجو، ما يعني تكلفة كبيرة وزائدة عن المعتاد، في حين أنهم لا يستطيعون رفع أسعار كتبهم أكثر من الحد المعقول والمشروع، من أجل التعويض. أيضاً، فإن المدير التنفيذي لمركز الكتاب الأكاديمي، السيد محمد صافي، يعلن عن وجود أسعار منخفضة للغاية بين الكتب التي يبيعها. ويقول: «مثلاً لدي منشورات قيمتها 10 دراهم فقط لأشجع على حركة الشراء»، في حين تسعى دور أخرى إلى رفع أسعارها. وترى السيدة الإماراتية ليلى أبو شهاب التي صادفناها تتجول في أجنحة المعرض وتقتني بعض الكتب، أن الأسعار بشكل عام، من خلال عدد من الأجنحة التي زارتها، جداً معقولة لا يوجد فيها أي ارتفاع يذكر، تماماً كما كانت في العام الماضي. وهذا لا ينطبق على الكتب الأدبية من شعر ورواية وقصص قصيرة فقط، بل ينطبق على الكتب العلمية والتعليمية وبعض الدراسات النقدية. كذلك تتوافق أسعار المعرض مع دخل طلاب المدارس والجامعات، فقد أخبرتنا الشقيقتان هدى وآمنة يوسف، اللتان تدرسان الهندسة التقنية، عن عدم وجود ارتفاع ملحوظ في ثمن الكتب التي قامتا بشرائها، وربما العكس حيث من الملاحظ بالنسبة لهما، أن دور النشر تفرض أسعاراً محددة ومدروسة تشجع على الاقتناء والقراءة، بينما كانت التوقعات أن تكون باهظة الثمن. أما الكاتبة الكويتية وأخصائية التغذية ليلى حسين آغا، فقد اختصرت لنا ما شاهدته على أرض الواقع في المعرض الذي جاءت خصيصاً للمشاركة به والاطلاع على كل ما هو جديد، فقالت: «فيما يخص حركة المبيع والشراء، فتجدر بنا الإشارة إلى وجود حركة كبيرة في اليوم الأول، فاقت التوقعات فعلاً. وهذا يرجع أولاً إلى نمط الحياة الاجتماعية والتشجيع على الثقافة من قبل الحكومة هنا، وإلى كون الأسعار متوسطة، تمكّن ذوي الدخل المحدود من شراء الكتب التي يريدها». سيد محمد عبد الرحيم ومحمد فتح من مصر، يؤكدان أن الأسعار داخل المعرض أخفض منها خارجه. لذا استطاعا شراء كل مطبوع بحاجته من كتب ثقافية واقتصادية وسياسية وحتى ترفيهية للصغار. ما أسهم في جعل رحلة التجول بين الأجنحة ممتعة، زادها المعاملة اللائقة والاحترافية من قبل المنظمين والعارضين والموظفين. إذاً وبشكل عام، نستطيع القول إن أسعار المشتريات من مطبوعات ودوريات وكتب متنوعة، كما أشرف عليها القائمون على المعرض جاءت معتدلة تناسب الزوار من الكبار والصغار، لتنوع المادة والموضوع. لتزيد بهذا من شغف القراءة وحب المطالعة، وهو الهدف الأساسي من هذا الحدث الثقافي الكبير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©