''أحلام'' هو عنوان اختارته الفنانة الأوكرانية ايرينا باساليك الحوري لمعرضها الأول الذي أقامته في جاليري ''سورفاس ليبر'' في بيروت، وتضمن 31 لوحة من الحجم الوسط، ترجمت فيها أحلامها إلى رسوم بالألوان المائية تلامس الواقع من دون أن تشبهه·
في لوحاتها ترسم الحلم اللامعقول، ترسم حلما افتراضيا لواقع جميل صعب أن يتحقق إلا في الخيال·· انطلاق وحرية وابتسامة وصفاء بألوان هادئة لا تعرف الصخب، تغلفها إيقاعات الموسيقى الكلاسيكية ونغماتها الحنونة، فتأخذنا بعيداً إلى عوالم غريبة وطريفة وشخصيات حددتها الريشة واللون بأسلوب فني جديد·
ويمكن تقسيم اللوحات إلى ما هو من نسج خيال الطفلة التي مازالت إلى حد ما في إيرينا، والقسم الآخر يعود إلى المرأة التي في داخلها· فنرى شخصيات خارجة من أوراق اللعب أو من لعبة الشطرنج وآلات موسيقية تتحول إلى أم تحمل جنينها في أحشائها، أي أنها أرادت أن تقول من خلال ذلك أن الموسيقى عطية من الله سبحانه وتعالى· وفي لوحة أخرى تظهر الإنسان على هيئة أحجية تتصارع فيها مشاعره وعواطفه فيحاول تحجيمها· إنها رؤى مختلفة لفنانة مبتدئة لا يجمعها سوى الفكاهة الظاهرة في طريقة تقديم كل شخصية والعناصر المحيطة بها·
ولعل أهم ما يجمع بين لوحات إيرينا هو الموسيقى، وتحددها بالموسيقى الكلاسيكية حيث تقول: الموسيقى تحرك الخيال لأنها تنبع من القلب والروح وهذا هو الفن·
وتحتل كل آلة موسيقية لوحة كاملة· وتخبئ داخلها شخصيات وتحديداً نساء· وهنا جاء الخلط بين الموسيقى والفانتازيا لتأخذنا نحو عوالم وشخصيات إنسانية غامضة تطرح العديد من علامات الإستفهام والتعجب·
وتقول: ينظر المشاهد إلى لوحاتي ويتأمل فيها، ويحاول تفكيك تفاصيلها لفهم الفكرة التي أريد قولها· لذلك استعملت الألوان الدافئة مثل الأًصفر والأحمر والبرتقالي، حتى لا يتشتت المشاهد بين اللون والفكرة مع استعمال خلفيات فاتحة قد تكون متناقضة أحيانا مع الألوان الدافئة''·
يبدو أن هناك قلقا دائما في لوحات إيرينا، حيث تؤرقها أحزان وهموم تسيطر على هدوئها الفني· إلا أنها لم تستطع اختراقه لتكون لوحاتها أنثوية بامتياز·
عدد اليوم
