أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
أكد السفير بارك كانج هو، سفير جمهورية كوريا الجنوبية، لدى الإمارات أن العلاقات بين بلاده ودولة الإمارات العربية المتحدة وصلت إلى مستوى أعلى لتصبح علاقات شراكة استراتيجية، مشيراً إلى التعاون مع الإمارات لإنشاء مجموعة استشارية بمجالي الدبلوماسية والدفاع، لافتاً إلى أن 170 شركة كورية تعمل في الإمارات بمجالات الصناعة والطيران والمالية والتأمين.
وقال السفير الكوري، في حوار خاص مع «الاتحاد»، إن زيارة رئيس كوريا الجنوبية إلى دولة الإمارات فرصة «مهمة» لتعميق وتطوير العلاقات بين البلدين من مرحلة الشراكة الاستراتيجية الحالية، التي تم تعزيزها عام 2009، إلى مستوى أعلى لتصبح علاقات شراكة استراتيجية خاصة، مشيراً إلى أن المستقبل سوف يشهد التعاون في مجالات جديدة وتوسيع نطاق التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية.
قال السفير الكوري بارك كانج هو: «أرسينا الأسس لتحقيق التعاون الحقيقي في المستقبل، بما فيها إنشاء مجموعة استشارية في مجالي الدبلوماسية والدفاع، وعقد اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة سنوياً، وتفعيل الحوار الاستراتيجي»، مشيراً إلى أن الدولتين حققتا العديد من الإنجازات، خصوصاً التعاون في مجالي النفط والغاز، والعمل والبحث المشترك في الانخراط في الأسواق العالمية في مجال الطاقة، والتعاون في تطوير الميناء والبنية التحتية، والزراعة والصحة، والتعاون في مجال الثورة الصناعية الرابعة وغيرها.
وأضاف: تشهد العلاقات بين البلدين أفضل حالاتها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية. وستبذل سفارة جمهورية كوريا في هذا شأن أقصى جهودها لتتخذ الإجراءات والخطوات اللازمة في مختلف المجالات من أجل مواصلة هذا الزخم.
آفاق التعاون
وعن مستقبل التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا في مجالات التجارة والاستثمار والمشاريع الضخمة، قال السفير الكوري: إنه خلال هذه الزيارة، اتفقت الدولتان على توسيع نطاق التعاون في مختلف المجالات التي تتضمن مجال المشاريع الضخمة بما يضمن المصالح المشتركة بين البلدين، لافتاً إلى أن هذه المشاريع تشمل النفط والغاز وتخزين النفط الخام ومصنع إنتاج النفط، والصناعة اللاحقة (صناعات التكرير والتصنيع) والطاقة المتجددة، والميناء، والمجمعات الصناعية، والدخول إلى الأسواق الجديدة.
وأضاف أنه من المتوقع أن يجتمع عدد من مسؤولي الحكومات والشركات من كلا البلدين لمناقشة سبل التعاون في مشاريع واسعة النطاق في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن الحكومة الكورية وقعت على مشاركتها في معرض إكسبو دبي 2020، سعياً إلى الإسهام في نجاحه من خلال بناء وتنظيم وتشغيل جناح كوريا في المعرض. كما تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون لإعداد نظام متطور لإدارة البراءات في دولة الإمارات، واتفاقية بشأن إنشاء برنامج لتمويل الصادرات للاستفادة من خبراتنا ومعرفتنا في عملية التنمية الاقتصادية مع دولة الإمارات.
حقوق الملكية الفكرية
وأكد أن مذكرة التفاهم بشأن التعاون لإعداد نظام متطور لإدارة البراءات في دولة الإمارات ستساعد بشدة في تحويل الإمارات إلى مركز رئيس في مجال حقوق الملكية الفكرية في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تهدف فيه الإمارات إلى الانتقال إلى الاقتصاد القائم على المعرفة. كما ستسهم اتفاقية التعاون بين صندوق أبوظبي للتنمية وبنك الصادرات والواردات الكوري في تنويع الصناعات وزيادة الصادرات الإماراتية، من خلال إنشاء قسم مختص بتمويل الصادرات.
التبادل التجاري
وبين السفير الكوري أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 14.93 مليار دولار أميركي في عام 2017، حيث تعتبر الإمارات الشريك التجاري السادس عشر في قائمة أكبر شركاء كوريا التجاريين في العالم، مشيراً إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري في 2017 بنسبة 16.5%، مقارنة بعام 2016، حيث تعد دولة الإمارات أكبر سوق للصادرات الكورية ورابع أكبر سوق للاستيرادات الكورية في منطقة الشرق الأوسط، وتأتي الإمارات في المرتبة الثالثة عشرة بحجم الواردات الكورية، وفي المرتبة الحادية والعشرين بحجم الصادرات الكورية.
ولفت إلى أنه بحسب إحصاءات رابطة التجارة الدولية الكورية «كيتا»، تظهر أن الصادرات الكورية إلى دولة الإمارات في عام 2017 بلغت 5.384 مليار دولار أميركي، فيما بلغت قيمة الصادرات الإماراتية إلى كوريا 9.545 مليار دولار وهو ما شكل إجمالي حجم التبادل التجاري في العام الماضي والذي بلغ 14.93 مليار دولار أميركي.
اتفاقيات جديدة
وقال السفير هو، إنه تم توقيع خمس مذكرات تفاهم في مجالات عدة بين البلدين بمناسبة زيارة الرئيس الكوري الأخيرة إلى دولة الإمارات، في مجالات العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والابتكار، والطاقة المتجددة وطاقة الأعمال الجديدة، والتعاون لإعداد نظام متطور لإدارة البراءات.
صناعات المستقبل
وأضاف: «نتطلع إلى مزيد من التعاون في صناعات المستقبل ومنها الطب، والفضاء، أشباه الموصلات، والثورة الصناعية الرابعة. ويمكننا تعزيز التعاون في تطوير الميناء والبنية التحتية ضمن المجالات المختلفة التي تم تناولها في الزيارة. بالإضافة إلى ذلك، أبدى الطرفان رغبتهما في توسيع نطاق التعاون إلى مجال الزراعة في الإمارات. وأصبحنا شريكاً تعاونياً في مجال الرعاية الصحية، حيث يقوم مستشفى جامعة سيؤول الوطنية بكوريا الجنوبية بتشغيل وإدارة مستشفى الشيخ خليفة التخصصي رأس الخيمة منذ 2014. كما يتعالج في كوريا الكثيرون من المرضى الإماراتيين. ومن المنتظر توسيع نطاق التعاون المتبادل لتعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية في دولة الإمارات، من خلال تبادل الخبرات بين الكوادر الطبية وتسهيل عمليات التسويق للمستحضرات الصيدلانية، والأجهزة الطبية، والخدمات الطبية».
الشركات الكورية
وعن الشركات الكورية التي تعمل في الإمارات، أوضح أن عددها يبلغ حوالي 170 شركة في مختلف المجالات، حيث وصل عدد الشركات في قطاع الصناعة 60 شركة، و50 شركة في قطاع الشركات الكبرى والشركات الصغيرة والمتوسطة، وباقي الشركات في قطاع التصنيع والطيران والمالية والتأمين، مشيراً إلى أن هذه الشركات تتوزع بين 100 شركة تعمل في دبي و70 شركة في أبوظبي.
وأضاف: نتطلع إلى أن يعمل مزيد من الشركات الكورية في الإمارات في وقت تمضي إمارة أبوظبي فيه قدماً في تحقيق المزيد من الإنجازات المميزة، وفقاً للرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030 التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام، مع التركيز على الإنتاج ذي القيمة المضافة المرتفعة، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات الكورية في الإمارات يمكن أن يقدر حتى الآن بمليار و483 مليون دولار أميركي، فيما يبلغ حجم الاستثمارات الإماراتية في كوريا ملياراً و428 مليون دولار أميركي.
عدد اليوم
