أفاد دبلوماسيون أميركيون أن الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيطلقان في الأسابيع المقبلة مبادرات جديدة لإحياء عملية السلام المجمدة بين الدولة العبرية والفلسطينيين. وفي الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوتر الاسرائيلي-الفلسطيني، فإن عرقلة الولايات الولايات المتحدة مبادرة أوروبية للخروج من المأزق، وجهود الفلسطينيين للحصول على اعتراف دولي بدولتهم، زادت التوقعات المنتظرة من الزعيمين. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن اوباما سيتحدث عن هذا الموضوع قريبا. واضاف هذا المسؤول، «نتوقع ان يتحدث الرئيس في غضون أسبوعين بالتفصيل عن الشرق الاوسط وشمال افريقيا». وخلال اجتماع مجلس الأمن امس الأول كررت السفيرة الاميركية سوزان رايس ان الولايات المتحدة ترى ان على القيادة الفلسطينية ان تستأنف المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين المتوقفة منذ سبتمبر بسبب الاستيطان الاسرائيلي. وقالت رايس في مجلس الأمن ان «المفاوضات بين الاطراف تبقى الوسيلة الوحيدة لإيجاد حل لكل المسائل واقامة دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة الى جانب دولة اسرائيلية آمنة»، من دون ان تأتي على ذكر خطط اوباما. وسيقوم نتانياهو من جانبه بمحاولة جديدة لإعادة الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات، وذلك خلال زيارة الى الولايات المتحدة في مايو. ودعا الحزب الجمهوري الاميركي رئيس الحكومة الاسرائيلية الى التحدث في اجتماع مشترك لمجلسي الشيوخ والنواب.
بدوره دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس الاميركي الى تقديم مقترحات للتوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل قبل سبتمبر المقبل وذلك في حديث لصحيفة «لو فيجارو» الفرنسية. وقال عباس إن «الولايات المتحدة وبصفتها قوة عظمى من واجبها تقديم مقترحات. فهم الذين يستطيعون إقناع اسرائيل. وطالما تركت الولايات المتحدة لهذا الطرف او ذاك ان يفعل ما يحلو له فلن يكون هناك حل». وقال «ننتظر من الولايات المتحدة ان تفعل شيئا. وننتظر من الرئيس باراك اوباما ان ينفذ ما وعد به في سبتمبر الماضي برؤية الدولة الفلسطينية عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة».
على صعيد متصل دعا الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الحكومة الاسرائيلية أمس لتقديم خطة سلام خاصة بها حتى لا تبادر دول اخرى وخصوصا الولايات المتحدة بأخذ هذه المبادرة. ونقلت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن بيريز قوله للصحفيين خلال زيارة الى جنوب اسرائيل «اذا كنا لا نريد خطط سلام أجنبية، فالطريقة الأمثل هي تقديم خطتنا، وان قمنا بذلك فسيمتنع الآخرون عن تقديم خطتهم». واضاف بيريز «المسألة ليست في اقتراح خطط للسلام بل في تحقيق السلام». ورفض بيريز الرد مباشرة على سؤال حول خطة للسلام يعدها الرئيس الاميركي باراك اوباما وتحدثت عنها صحيفة «نيويورك تايمز» قائلا ان هذه الأشياء حتى اللحظة مجرد «تكهنات».
إلى ذلك دعت الأمم المتحدة إلى «خطوات جريئة وحاسمة» لاستئناف عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال وكيل الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو وسفراء الدول الرئيسية في مجلس الامن الدولي ان من المهم كسر الجمود قريبا مع اقتراب انتهاء مهلة للتوصل إلى اتفاق بحلول سبتمبر. وقال باسكو في اجتماع شهري لمجلس الأمن بشأن الشرق الاوسط «ينبغي اتخاذ خطوات جريئة وحاسمة لحل هذا الصراع المستمر منذ عقود مع تحلي جميع الأطراف المعنية بالزعامة والمسؤولية». وأضاف انها مسألة مثيرة للقلق ان «يتخلف المسار السياسي عن التقدم الكبير» الذي احرزته السلطة الفلسطينية في استعداداتها لأن تصبح حكومة جاهزة لإقامة دولة. وقال سفير ألمانيا بيتر فيتيج في كلمة امام اجتماع المجلس ان بلاده تتطلع إلى خطاب اوباما وان الأمر «يتطلب قيادة أميركية قوية». وقال السفير الفرنسي جيرار ارود إن «وقت تصور حلول مؤقتة جديدة قد مضى».
عدد اليوم
