الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حقوقيون: الشعب السوري مصمم على المطالبة بالحرية

23 ابريل 2011 00:09
أكد حقوقيون سوريون أن الشعب السوري مصر على المضي قدما في المطالبة بالحرية، وأنه لن يتراجع بعد أن “سالت دماء الضحايا واتهموا السلطات السورية باستخدام عناصر خارجة عن القانون للهجوم على المتظاهرين”، فيما رأى آخرون أن قضية إسقاط النظام في سوريا لم تتحول حتى اللحظة الراهنة لمطلب شعبي يتفق عليه الجميع. ورأى رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان السورية عمار القربي أن الشعب السوري “بكل طوائفه ومكوناته الدينية والعرقية وأطيافه السياسية مصمم على المضي في المطالبة بالحرية والديمقراطية ولن يتراجع أبدا خاصة بعد سقوط عدد كبير من القتلى واعتقال مئات في الاحتجاجات الأخيرة”. وقال القربي، لوكالة الأنباء الألمانية، إن “كيفية تحقيق مطالب السوريين هو أمر يعود للسلطات السورية، فاما أن تتحقق مطالب الشعب بقرارات جريئة من قبلها أو عبر مزيد من التظاهرات والاحتجاجات والتضحيات من جانب أبناء الشعب”. وأضاف القربي، المقيم حاليا بالقاهرة، أن “الإصلاحات التي أعلنت من إلغاء الطوارئ وأمن الدولة والسماح بالتظاهر هي مجرد بداية، بل وبداية متأخرة خمسين عاما، الشعب لا يزال ينتظر ماذا ستقدم السلطات فيما يتعلق بقضية تداول السلطة وقوانين الأحزاب و الاعلام ومشاركة المجتمع المدني وعودة المنفيين للوطن، فضلا عن تبييض السجون والإفراج عن كل المعتقلين وتشكيل لجان تحقيق لمعاقبة قتلى المتظاهرين بما يعني سقوط ونهاية النظام الأمني بسوريا وهذا هو مطلب كل السوريين”. وذكر رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان السورية عمار القربي “ولا يجب أن يتم النظر للمظاهرات التي ستخرج بالمستقبل على أنها تتعارض مع ما أعلنته السلطات من إصلاحات لأن التظاهرات هي أداة ضغط ومراقبة على الحكومة والسلطات للإسراع بتنفيذ وعودهما”. ونفى القربي اتهامات السلطات بوجود عوامل طائفية تحرك الشارع السوري قائلاً “هذه مجرد تخويفات تبعث بها مصادر قريبة من السلطة لإعطاء الاحتجاجات أبعاداً مخالفة لحقيقتها”. وتابع “ لقد جرى الحديث عن الإسلاميين، وتحديداً السلفيين رغم أنه من المعروف أن سوريا في الفترات القريبة الماضية كانت معبرا، وليست أماكن تواجد ونشاط للعناصر السلفية فهذه الثقافة غريبة على المجتمع السوري”. ورأى الناشط الحقوقي غايث نعيسة أن وجود مؤامرات خارجية ضد سوريا هو “أمر لا يرتبط ولا علاقة له بخروج الشعب السوري في تظاهرات واحتجاجات سلمية”. وقال نعيسة، “ رفعت التظاهرات في البداية شعار الحرية والمطالبة بالإصلاحات الديمقراطية ولكنها تحولت مؤخرا للمطالبة بإسقاط النظام بسبب تلكؤ السلطات السورية في تنفيذ وعودها وبسبب العنف الذي قوبل به المتظاهرون من قتل واعتقال”. ورفض نعيسة حديث السلطات السورية عن وجود مجموعات متمردة مدعومة من أطراف خارجية تقوم بمهاجمة المتظاهرين، متهما السلطات نفسها باستخدام عناصر خارجة عن القانون (الشبيحة) للهجوم على المتظاهرين بكل عنف وبلا رادع ولا خوف وذلك في مقابل عدم المساس اطلاقا بالتظاهرات التي تخرج لتأييد النظام. وفي رده على سؤال حول إمكانية أن تكون إسرائيل هي العامل المحرض لما يحدث في سوريا الآن، ولو بشكل جزئي، باعتبار أن الأخيرة دولة ممانعة وحماية للمقاومة، قال نعيسة “سياسات الحكومات المتتابعة بسوريا أدت إلى أن تكون الجبهة السورية الاستراتيجية هي أكثر الجبهات هدوءا منذ ثلاثين عاما”. وأضاف “نعم هناك خطاب للسلطات السورية ممانع ويقول إنه مؤيد للمقاومة وهذا نحن نقدره ولم نقل يوما أننا ضد هذا الخطاب أو ضد المصالح الاستراتيجية لسورية كوطن وشعب في الوقوف أمام العدو الصهيوني الذي يحتل جزءاً من أراضينا وجزءاً من أراضي بلد شقيق هو لبنان لكن لا يمكن أن يكون هذا الموقف حجة لقهرنا كسوريين لمدة خمسين عاماً، لايمكنك أن تقاوم بفاعلية إلا اذا كان شعبك حراً فهذا شرط المقاومة الحقيقية”. بدوره، قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي من العاصمة البريطانية لندن، إن قضية إسقاط النظام بسورية لم تتحول حتى اللحظة الراهنة لمطلب شعبي يتفق عليه الجميع بسوريا. وأضاف “بعض العناصر بالفعل يطالبون بذلك عند خروجهم في التظاهرات ولكنهم لايزالون يمثلون أقلية في تلك التظاهرات التي تنادي أغلبية عناصرها بالحرية وبإصلاحات ديمقراطية”. وأوضح أن شعار إسقاط النظام كان مصدره بعض الشباب المتحمس الراغب في التغيير، نافيا أن يكون الشعار موجها من طائفة أو فئة محددة من الشعب السوري كالأكراد أوالإسلاميين أو القوميين أو الشيوعيين أو أي فئة أخرى. وأشار إلى أن الشعار تركز بشكل كبير في المناطق التي سقط بها ضحايا من المتظاهرين خاصة مدن درعا وبانياس وحمص، عن مناطق ومدن أخرى اقتصر فيها المتظاهرون بالمطالبة بالحرية. وأوضح أن استخدام العنف ضد المتظاهرين هو “العامل الوحيد الذي قد يزيد من اتساع مساحة شعار المطالبة بإسقاط النظام في سوريا”. وتابع “كلما سالت الدماء أكثر كلما تأزمت الأمور أكثر ولكننا نأمل خيرا أن لا يكون هناك عنف بالأيام القادمة خاصة بعد رفع حالة الطورائ وبالتالي فمن المفترض أن يكون تعامل الشرطة مع المتظاهرين على نحو حضاري لا على نحو يزيد من عدد الضحايا الذين سقطوا حتى الآن سواء من المتظاهرين أو من رجال الأمن لأن الدم السوري غال علي الجميع”.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©