«فرسان الإرادة» يستعرضون تجاربهم لقهر المستحيل

أبوظبي (الاتحاد) استعرض 3 من أبطال الإمارات من ذوي الاحتياجات الخاصة تجاربهم المبهرة في أول ورشة عمل مصاحبة للبطولة والتي عقدت أمس في إحدى قاعات صالة «آيبيك أرينا» تحت عنوان «ذوي الاحتياجات الخاصة على رأس أولويات لعبة الفن النبيل»، حيث تحدث أحمد البلوشي بطل رفع الأثقال، وسارة السناني بطلة ألعاب القوى، وزياد الحارثي البطل الأولمبي، عن تجاربهم المميزة مع الرياضة، وقدرتهم على تحدي الإعاقة والانتصار على كل التحديات بفخر واعتزاز. ورحب فهد علي الشامسي، المدير التنفيذي لاتحاد الجو جيتسو في بداية الورشة بأبطال نادي أبوظبي لذوي الاحتياجات الخاصة، وفرسان الإرادة أصحاب الإنجازات، مشيراً إلى أن الهدف من تنظيم الورشة الاحتفاء بفرسان الإرادة، وتشجيعهم على ممارسة لعبة الجو جيتسو، واستعداد الاتحاد ومؤسسة زايد للرعاية الإنسانية للتعاون المشترك في المرحلة المقبلة من أجل توفير المناخ الملائم لاكتشاف وصقل وتأهيل المواهب في اللعبة من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقال: «أقل شيء يمكن أن نقدمه لمتحدي الإعاقة أن نشد على أيديهم، ونشيد بنجاحاتهم، ونقترب منهم بقدر المستطاع حتى نتعلم قوة الإرادة والإصرار والعزيمة في تجارب كل منهم، كما أننا في الاتحاد نستهدف هذه الفئة من المجتمع، ونود أن نوفر لها كل عناصر الدعم والمساندة في المرحلة المقبلة، ولدينا خطط للتعاون المثمر مع مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية في المرحلة المقبلة». وطلب فهد علي الشامسي، المدير التنفيذي للاتحاد، أن يلتقط لنفسه صوراً متعددة مع أبطال الإمارات من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكداً اعتزازه الكبير بتلك الفئة المهمة من المجتمع. وفي البداية، تحدث البطل أحمد البلوشي عن بداياته مع رفع الاثقال، حيث أكد أنه حقق العديد من الميداليات على المستويات الإقليمية والقارية، والمحلية، مشيراً إلى أنه وجد في الرياضة المنصة التي انطلق منها لتحقيق السعادة في الحياة، وتعزيز الثقة بالنفس، وتمثيل الدولة بشرف، ورد الجميل للوطن وللقادة الذين لم يدخروا أي جهد في توفير البيئة المناسبة للإبداع لدى كل أبناء الإمارات وكل الفئات، بما في ذبك فئة الاحتياجات الخاصة. وقال: «ما زلت أمارس لعبة رفع الأثقال وطموحاتي بلا حدود، رغم أن اللعبة التي اخترتها من أصعب الرياضات، لكنني كنت حريص على التحدي، والتأكيد للجميع على أن لا فارق بين المعاقين والأسوياء، فلكل منهم أسرار إبداع في شخصيته يجب أن يبحث عنها». وعن قيمة ومدى تأثير نادي أبوظبي للاحتياجات الخاصة على تطور مسيرته، قال: «بالفعل كان الدعم الكبير الذي وجدته في النادي هو نقطة التحول الرئيسية في حياتي، فقد تم تبني مواهبي، وتوفير المدربين، وكل أشكال الدعم في المباريات، وفرص الاحتكاك والمعسكرات الداخلية والخارجية». وعن توقعاته لأبطال الإمارات مونديال الصغار، وفي بطولة أبوظبي العالمية للمحترفين، قال: «تعودنا مع الجو جيتسو على الرقم 1، وأتوقع أن يكون أبناء الإمارات على قدر المسؤولية، وأن يحققوا لنا الميداليات في مختلف الفئات». من جهتها، أكدت سارة السناني أن الرياضة أضافت لها الكثير في الحياة، مشيرة إلى أنها حققت العديد من الإنجازات في ألعاب القوى على المستويات كافة، واستطاعت أن تثبت بانه لا فارق بين الأسوياء وبين ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى أنها لا تعترف بمصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لأن الأسوياء أيضاً لهم احتياجات خاصة. وقالت سارة التي نالت كلمتها رضا وإعجاب كل الحضور: «عندما كنت بالمدرسة كانت المدرسات لا يصدقن أنني أستطيع أن أفعل أي شيء؛ لأنني كنت في مدرسة الأسوياء، لكنني أثبت لهن من خلال الرياضة أنني قادرة على تحقيق ما يعجز عنه الأسوياء، وعندما قدمت لهن 3 ميداليات ذهبية في أول مشاركة لي، فوجئ الجميع وعرفوا أنني أملك قدرات كبيرة، وتوالت مسيرتي مع الإنجازات من عام 2011، واستمرت في 2012 في الكويت، ثم التشيك ببطولة العالم، ثم حققت ميدالية برونزية في أولمبياد لندن، ولدي مشاركات كثيرة جداً في المرحلة المقبلة، في بطولة عالم، وبطولة الخليج، وبطولة غرب آسيا، وأتمنــى أن تستمــر إنجازاتي حتى أحقق الأرقام القياسية للإمارات التي تستحق منا كل التضحيــات، وللقادة والشيوخ الذين يوفرون كل الدعم». وأضافت: «دور الأهل مهم للغاية في حياتي، فوالدي ووالدتي لم يعاملاني أبداً على أنني من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل بالعكس يعاملاني على أنني من الأسوياء، وكان دعمهم المستمر نقطة انطلاق مهمة في حياتي، وأنا دائماً أقول نحن لسنا ذوي الاحتياجات، بل نحن فرسان الإرادة، وأنا من جهتي أشكر كل من ساندني في نادي أبوظبي لذوي الاحتياجات الخاصة، وفي المدرسة، وفي اتحاد المعاقين، وأعد الجميع ببذل أقصى جهد لتحقيق المزيد من الإنجازات». دعا زملاءه للتألق في «عالمية أبوظبي» زياد الحارثي: أفخر بانتصاري على الإعاقة أبوظبي (الاتحاد) قال زياد الحارثي بطلنا الأولمبي في ألعاب القوى صاحب ذهبية لندن، إنه فخور بالتواجد في البطولة، موجهاً الشكر والتقدير إلى اتحاد الجو جيتسو على توجيه الدعوة له، من أجل نقل تجربته التي يفخر بأنها كونه انتصر على الإعاقة بتحقيق إنجازات عديدة. وقال: «أمارس ألعاب القوى في رمي القرص والصولجان منذ 6 سنوات، وبفضل دعم شيوخنا وقادتنا ورعاية اتحاد المعاقين ونادي أبوظبي لذوي الاحتياجات الخاصة، والمدربين أصبحت بطلاً أولمبياً، وشاركت في العديد من البطولات الإقليمية والعالمية والدولية، في الكويت وفرنسا ولندن، وكان هدفي من البداية هو أن أثبت نفسي وأتحدى الإعاقة؛ لأن البعض كان يفكر في أنني غير قادر على أن أتحرك، ولكن بالعزيمة والإرادة، والتحدي والإصرار، أثبتنا أننا قادرون على فعل المستحيل، خصوصاً عندما حققت الميدالية الذهبية في أولمبياد لندن الأخيرة، ونحن في قطاعنا نستطيع أن نحقق ما لم يحققه غيرنا». وأضاف: «ما زلنا في بداية الطريق، وسوف نكمل الحلم للنهاية، وبالنسبة للاعبين المشاركين في منافسات الجو جيتسو أقول بأنهم مطالبون بالتحدي، والإصرار والتألق، يجب ألا يتوقف الشخص عند أول تحد».