الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حراك المرأة العربية

29 نوفمبر 2009 23:51
تشهد المرأة في الشرق الأوسط حراكاً؛ خلال أقل من أربعين سنة انتقلت القاهرة من مدينة ذات طابع غربي إلى مدينة تلبس فيها غالبية النساء الحجاب أو حتى النقاب الذي يغطي وجوههن وكامل أجسادهن بما فيها أيديهن. ويعزو الكثيرون هذا التوجه إلى الأصولية الإسلامية المتنامية، المتأثرة بطراز من السلفية تم استيراده من المملكة العربية السعودية. إلا أن ملك المملكة العربية السعودية قام قبل فترة وجيزة بافتتاح جامعة جديدة تدرس فيها الفتيات إلى جانب زملائهن الفتيان دون أن يُفرَض عليهن لبس الحجاب. نتحول أولاً إلى الأحداث السياسية والعلمية والثقافية في شبه الجزيرة العربية؛ ففي الكويت تحدّت نائبتان في البرلمان فتوى (وهي رأي قانوني غير ملزِم) من قبل رجل دين محلّي يأمرهما بالاستقالة من منصبيهما لرفضهما تغطية رأسيهما حسب القانون الإسلامي للدولة، واعتبرتا الفتوى غير متناسقة مع القوانين الدستورية التي تحكم البرلمان، وهو ما أقرت لهما به المحكمة الدستورية. في هذه الأثناء وفي المملكة العربية السعودية، حقق الملك عبدالله ضمن محاولاته التي لا تلين للقيام بالإصلاحات في بلده، حقق حدثاً تاريخياً بافتتاحه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، التي لا يتوجب على النساء من الطالبات وعضوات الهيئة التدريسية تغطية رؤوسهن أو وجوههن، وسوف يُقِمن في الحرم الجامعي، يدرسنَ ويختلطن مع زملائهن الطلبة. تتعارض هذه الأحداث الإيجابية في شبه الجزيرة العربية والتي تضم نساء في السياسة والعلوم والآداب، وبشكل واضح مع أحداث في مصر خلال الفترة ذاتها؛ فقد امتعض المصريون وأعضاء البرلمان حول ملاحظات أبداها شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، عندما أشار أن النقاب، تقليد ثقافي لا علاقة له بالإسلام. عند مقابلة أحداث كهذه مع تلك في شبه الجزيرة العربية، تبرز أسئلة مهمة حول الأسباب وراء الاتجاهات المضادة في الشرق الأوسط المتعلقة بوضع المرأة. فلماذا إذن، عندما نرى التوجهات الأكثر تقدماً والمتعلقة بالمرأة تبرز في دول الخليج المفترض أنها محافِظة أكثر، نرى توجهاً معاكساً في دول مثل مصر، التي اعتُبِرت عاصمتها القاهرة في يوم من الأيام "باريس على النيل"؟ رغم أنه لا يوجد سوى القليل من الشك بأن الثروة أو انعدام وجودها، تساهم في التوجهات المتباعدة في المنطقة، إلا أن ذلك لا يفسّر سبب عدم رؤيتنا لما يدور في مصر تظهر في دول عربية أخرى مثل سوريا أو الأردن أو المغرب، التي تفتقر كذلك لثروات الخليج. تعود هذه التوجهات في مصر جزئياً لنظام تربوي ذي نوعية أقل على كافة المستويات. استثمرت مصر خلال العقود الأخيرة القليل في نظامها التعليمي وقامت بإدارته بشكل يفتقر إلى الكفاءة. من المبكر إصدار قرار حول ما إذا كانت أي من هذه التوجهات حول وضع المرأة في الشرق الأوسط سوف تستمر؛ إلا أن ما هو أكيد هو أن التطورات المتباعدة التي نشاهدها اليوم هي نتيجة لعوامل اقتصادية وتربوية واجتماعية كما هي نتيجة لتطورات دينية. شكّلت إدارة بوش تحالف الدول المستعدة لشن حرب على العراق، وتحتاج إدارة أوباما لأن تشكل تحالف من هم على استعداد لشن الحرب على الفقر والجهل في الشرق الأوسط. وبناء على ما سبق يتوجّب على الولايات المتحدة الأميركية البدء بإعادة تخصيص موارد وكالة الإنماء الأميركية المالية لمشاريع سوف تحسّن التعليم للجميع، ولكن للمرأة بشكل خاص، مما سيحول الموارد المالية من المؤسسة العسكرية إلى الجماهير تقديراً بين أفراد الشعب يشكل أكثر الأساليب فعالية لمحاربة التطرف الإسلامي. ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند» الاخبارية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©