السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقوق الجار

16 سبتمبر 2008 00:57
قال النبي (صلى الله عليه وسلم): ''من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله فليس ذلك بمؤمن، وليس بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه، أو تدري ما حق الجار: إذا استعانك أعنته، وإذا استقرضك أقرضته، وإذا أصابته مصيبة عزيته، وإذا مات اتبعت جنازته، ولا تستطل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذه بقتار (الدخان من المطبوخ) ريح قدرك إلا أن تغرف له، وإن اشتريت فاكهة فاهد له، فإن لم تفعل فأدخلها سرًا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده''· رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده والخرائطى فى مكارم الأخلاق· يتضمن هذا الحديث عددًا كبيرًا من اللآلئ النبوية الشريفة بينها الشيخ أحمد عبد الله باجور فى كتابه ''الأربعين حديثا النووية مع شرحها'' فقال إن السنة النبوية المطهرة تعرضت لحقوق الجار فى العديد من الأحاديث وأوضحت الأسس الصحيحة التى ينبغي أن تكون عليها العلاقة بين الجيران، وأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أوصى المسلمين جميعا بحسن العلاقة مع جيرانهم إذا كانوا مسلمين أو غير مسلمين· ويضيف انه في هذا الحديث الشريف يوصي الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالإحسان إلى الجار على هذا النحو سالف الذكر· وذلك لأن جارك أقرب إليك من أهلك وعشيرتك، وهو عونك وساعدك الأيمن في أفراحك وأحزانك· ولهذا كان النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يحذر دائما وأبدًا من إيذاء الجار فيقول: ''والله لا يؤمن·· والله لا يؤمن·· والله لا يؤمن'' قيل يا رسول الله لقد خاب وخسر·· من هذا؟ قال: ''من لا يأمن جاره بوائقه'' قالوا: وما بوائقه؟ قال: ''شره''· رواه البخارى· ولم تتوقف اللآلئ النبوية الخاصة بحقوق الجار عند هذا الحد، فيرصد محمد عبد الله الهدار باعلوى الحضرمي فى كتاب ''عجلة السباق إلى مكارم الأخلاق'' حقوق اخرى منها ما يوضحه قول الصادق الأمين، صلوات الله وسلامه عليه،''ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه، وهو يعلم'' رواه الطبراني والبزار وإسناده حسن· ويقول (صلى الله عليه وسلم): ''ليس المؤمن الذى يشبع وجاره جائع'' رواه الطبرانى وأبو يعلى والحاكم· وعندما جاءه (صلى الله عليه وسلم) رجل يقول له: يا رسول الله أكسني (أى أعطني ثوبا أستر به عورتي) أعرض عنه، فقال: يا رسول الله·· اكسني· فقال صلى الله عليه وسلم: ''أما لك جار له فضل (يعني له أكثر من ثوبين) ؟'' قال: بل غير واحد·· قال: ''فلا يجمع الله بينك وبينه فى الجنة (يعنى لن يدخل معك لإخلاله بحق الجوار)''· رواه الطبراني فى الأوسط· وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على ناقته الجدعاء (فى حجة الوداع يقول: ''أوصيكم بالجار'' حتى أكثر (أي بالغ فى الوصية وأكد فيها) فقلت إنه يورثه''· رواه الطبراني بإسناد جيد· وجملة حقوق الجار أن يبدأه بالسلام، ولا يطيل معه الكلام، ولا يكثر عن حاله السؤال، ويعوده فى المرض، ويعزيه فى المصيبة، ويقوم عنه فى العزاء، ويهنئه فى الفرح، ويظهر الشركة فى السرور معه، ويصفح عن زلاته، ولا يتطلع إلى عوراته، ولا يضيق طريقه إلى الدار، ويرشده إلى ما يجهله من أمر دينه ودنياه· ففي الحديث الشريف: ''من أراد الله به خيرًا عسله'' قيل: وما عسله قال: ''يحببه إلى جيرانه'' رواه أحمد· ينشر بالترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©