صافي الاستثمار الأجنبي في سوق أبوظبي يناهز المليار درهم في 10 أشهر

سجلت المشتريات الأجنبية للأسهم المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية أكتوبر الماضي تفوقاً على مبيعاتهم بصافي استثمار يناهز المليار درهم، بإجمالي قيمته 975.5 مليون درهم. وتتضمن فئة الأجانب في سوق أبوظبي كلاً من المستثمرين العرب وغير العرب باستثناء الخليجيين. وأظهرت البيانات الإحصائية الصادرة عن سوق أبوظبي، أن عمليات التداول والاستثمار الأجنبية عوضت التراجع المسجل في صافي استثمارات الخليجيين ومواطني الدولة في الأسواق المحلية. وبلغ صافي استثمار الخليجيين في سوق أبوظبي نحو 194.3 مليون درهم كمحصلة بيع، كما بلغت القيمة الصافية لاستثمارات المواطنين نحو 1.074 مليار درهم، كمحصلة بيع أيضاً. وساهمت عمليات الشراء الأجنبية التي ظهر نشاطها بوضوح في أسواق المال مطلع أغسطس الماضي في دعم توجهات السوق ارتفاعاً بعد تدرجها إلى السوق بشكل هادئ ومنظم بدءاً من مطلع إبريل الماضي، في محاولة منها للاستفادة من المستويات السعرية المتدنية التي وصلت الأسهم المحلية، وبخاصة بعد بلوغ مؤشرات الأسهم القاع المفترض في نهاية مارس الماضي. واستفادت المشتريات الأجنبية من عمليات تجميع نفذتها محافظ وصناديق استثمارية في محاولة لبناء مراكز سعرية مبكرة ومتدنية على أسهم قيادية ونشطة يتوقع أن تشهد ارتفاعاً في حال عودته إلى الأسواق. وتركزت عمليات شراء الأجانب في سوق أبوظبي خلال الفترة الماضية في فئة الاستثمار المؤسسي التي كانت تسيطر على مؤشر السوق وتوفر له الدعم خلال عمليات جني الأرباح التي كانت تقودها سيولة المضاربين الأفراد. تداولات المواطنين وبلغت قيمة عمليات الشراء الخاصة بمواطني الدولة في سوق أبوظبي خلال عشرة أشهر نحو 14.157 مليار درهم، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 15.23 مليار درهم. من جانب آخر، بلغت كمية الأسهم التي قام المستثمرون المواطنون بشرائها خلال عشرة أشهر نحو 7.343 مليار سهم، مقارنة بمبيعات حجمها 7.778 مليار سهم. وفي السياق ذاته، توزعت قيم وأحجام التداولات على 125.4 ألف صفقة شراء، مقابل 136.454 ألف صفقة بيع. تداولات الخليجيين وبلغت قيمة عمليات الشراء الخليجية في سوق أبوظبي خلال 10 أشهر نحو 860.4 مليون درهم، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم 1.054 مليار درهم. من جانب آخر، بلغ حجم الأسهم التي قام المستثمرون الخليجيون بشرائها خلال 10 أشهر نحو 502.6 مليون سهم، مقارنة بمبيعات حجمها 604.2 مليون سهم. وفي السياق ذاته، توزعت قيم وأحجام التداولات على 9.304 ألف صفقة شراء، مقابل 10.227 ألف صفقة بيع. تداولات الأجانب بلغت قيمة عمليات الشراء الأجنبية في سوق أبوظبي خلال ثمانية أشهر نحو 8.211 مليار درهم، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم 7.236 مليار درهم. من جانب آخر، بلغ عدد الأسهم التي قام المستثمرون الاجانب بشرائها خلال ثمانية أشهر نحو 3.833 مليار سهم، مقارنة بمبيعات حجمها 3.545 مليار سهم، وتوزعت قيم وأحجام التداولات على 84.775 ألف صفقة شراء، مقابل 76.424 ألف صفقة بيع. عودة الأجانب وتأتي نسب النمو المسجلة في سوق أبوظبي خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي لتؤكد على عودة المستثمرين الأجانب للسوق مجدداً بعد انسحابهم منها خلال الربعين الأخير من العام الماضي والأول من العام الحالي، بدافع حاجتهم لتغطية مراكزهم المكشوفة في الأسواق العالمية، إلى جانب تنفيذ عمليات بيع على المكشوف ساهمت في تعميق خسائر السوق خاصة في الثلث الأخير من العام الماضي. وكانت الأسواق المحلية قد تكبدت في العام 2008 خسائر قيمتها 460.76 مليار درهم بانخفاضها المستوى 363.87 مليار درهم مقارنة بالمستوى الذي انتهت عليه في العام 2007 عند 824.629 مليار درهم، إلى جانب تراجع في المؤشر العام بنسبة 57.57%، في حين بلغت نسبة التراجع في الربع الرابع وحده نحو 46%، ما يشير وبوضوح إلى عمق الانخفاض الذي تكبدته الأسواق في الأشهر الثلاث الأخيرة من العام 2008. في المقابل، تمكنت الأسواق من تعويض جزء من خسائرها، بمكاسب سوقية تقدر بنحو 90 مليار درهم خلال العام الحالي بعد تكبدها نحو 400 مليار في الثلث الأخير من العام 2008 جراء الأزمة. وساهمت نتائج الشركات المساهمة العامة المسجلة في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري في توجيه السوق نحو الاستقرار، حيث جاءت النتائج المحققة بحسب خبراء في حدود التوقعات وتجاوزت الأرباح المتوقعة في بعضها. وبلغت قيمة أرباح الشركات المساهمة المحلية في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري نحو 32.5 مليار درهم بنمو نسبته 28.5% مقارنة بأرباحها المسجلة في الفترة ذاتها من العام الماضي والتي بلغت 45.4 مليار درهم.