تعرض الاقتصاد الأميركي لركود مفاجئ خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث لم يشهد الاقتصاد نمواً تقريباً خلال هذه الفترة وذلك حسبما أفادت وزارة التجارة الأميركية أول من أمس.
وأشارت الوزارة إلى أن إجمالي الناتج القومي الأميركي لم يحقق نمواً خلال الفترة يناير- مارس الماضيين سوى بنسبة 0,1% فقط مقابل نمو بمعدل 2,6% في الربع الأخير من عام 2013 بحسب مكتب التحليل الاقتصادي بوزارة التجارة.
ويعزو كثير من الخبراء هذا الركود المفاجئ للشتاء القارس الذي تعرضت له الولايات الشرقية الأميركية إلى جانب تباطؤ الإنفاق الاستثماري للشركات والصادرات الأميركية وكذلك تباطؤ وتيرة نمو المخزون. وساهم انخفاض الإنفاق العسكري الاتحادي، وتراجع إنفاق الولايات والحكومات المحلية الأميركية في ضعف النمو الاقتصادي، في حين ظل الإنفاق الاستهلاكي نقطة مضيئة في الاقتصاد.
وجاء نمو الاقتصاد الأميركي أقل كثيراً من متوسط توقعات 83 محللا استطلعت وكالة بلومبيرج للأنباء الاقتصادية رأيهم حيث كان 1,2% من إجمالي الناتج المحلي. كان معدل نمو الاقتصاد الأميركي خلال الربع الأخير من العام الماضي 2,6% سنوياً.
يمثل الربع الأول من العام الحالي ثاني مرة خلال أكثر من عام التي يقترب فيها الاقتصاد الأميركي من حد الركود. ويذكر أن الاقتصاد الأميركي مازال يحاول التعافي من الركود الذي تعرض له خلال الفترة من 2007 إلى 2009. وقد شهد الربع الأخير من 2012 نمواً اقتصادياً بمعدل 0,1% من إجمالي الناتج المحلي.
كان الاقتصاد الأميركي قد سجل خلال العام الماضي نمواً سنوياً بمعدل 1,1% من إجمالي الناتج المحلي في الربع الأول وبمعدل 2,5% في الربع الثاني والربع الثالث بمعدل 4,1% وفي الربع الأخير بمعدل 2,6% من إجمالي الناتج المحلي.
وبلغ معدل نمو أكبر اقتصاد في العالم خلال العام الماضي ككل 1,9% بعد نموه بمعدل 2,8% في 2012. وقال جاسون فورمان رئيس المجلس الاستشاري الاقتصادي للرئيس الأميركي باراك أوباما في تدوينة للبيت الأبيض «الربع الأول من 2014 شهد طقساً قاسياً بشكل استثنائي بما في ذلك انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية مع العواصف الثلجية وهو ما يفسر جزئياً الاختلاف النسبي بين معدل النمو فيه ومعدل النمو في الفصول السابقة».
وأشار إلى أن «العديد من المؤشرات الرئيسية» كانت منخفضة في شهري يناير وفبراير الماضيين ثم تحسنت المؤشرات بقوة في مارس الماضي، وهو ما يشير إلى الطقس السييء الذي أثر فقط في بداية الفصل الأول من العام الحالي. في الوقت نفسه فإن موجة تكوين الشركات لمخزون كبير خلال النصف الثاني من العام الماضي تلاها تراجع كبير في الربع الأول من العام الحالي.
ووفقاً لمؤسسة مايكروإيكونوميك أدفايزورس الخاصة للاستشارات الاقتصادية فإن الطقس السيء خصم 1,4 نقطة مئوية من نمو الاقتصاد الأميركي خلال الربع الأول.
من ناحية أخري، أعلن مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي أول من أمس تقليص برنامج شراء سندات الخزانة الأميركية بمقدار 10 مليارات دولار إلى 45 مليار دولار شهرياً اعتباراً من شهر مايو الحالي.
جاء قرار لجنة السياسة النقدية في المجلس باستمرار تقليص ما يسمى برنامج «التخفيف الكمي» غير التقليدي الذي بدأ بشراء سندات حكومية بقيمة 85 مليار دولار شهرياً ولكن تم خفض حجم البرنامج 4 مرات متتالية بقيمة 10 مليارات دولار في كل مرة.
وأبقى المجلس على سعر الفائدة قريباً من مستوى صفر في المائة دون تغيير لما يقرب من 5 سنوات. وجاء ذلك عقب إعلان مكتب التحليل الاقتصادي بوزارة التجارة أن إجمالي الناتج القومي الأميركي لم يحقق نمواً خلال الفترة من يناير- مارس الماضيين سوى بنسبة 0,1% فقط مقابل نمو بمعدل 2,6% في الربع الأخير من عام 2013.
ويعزو كثير من الخبراء هذا الركود المفاجئ للشتاء القارس الذي تعرضت له الولايات الشرقية الأميركية إلى جانب تباطؤ الإنفاق الاستثماري للشركات والصادرات الأميركية وكذلك تباطؤ وتيرة نمو المخزون.. كان مجلس الاحتياط قد أطلق برنامج شراء سندات الخزانة في أواخر 2012 بهدف تحفيز الاقتصاد الأميركي. (واشنطن - د ب أ)
زيادة طلبات إعانة البطالة الأميركية
ارتفع عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة بطالة على غير المتوقع الأسبوع الماضي، لكن الاتجاه العام ما زال يشير إلى تحسن الأوضاع في سوق العمل. وقالت وزارة العمل الأميركية أمس، إن عدد الطلبات الجديدة زاد 14 ألفاً إلى مستوى معدل في ضوء العوامل الموسمية يبلغ 344 ألف طلب للأسبوع المنتهي في 26 أبريل. وتلك أعلى قراءة منذ فبراير. وعدلت الوزارة عدد الطلبات للأسبوع المنتهي في 19 أبريل لتظهر ألف طلب إضافي عن التقدير السابق. وتوقع اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم تراجع عدد الطلبات الجديدة للحصول على إعانة بطالة إلى 319 ألفاً الأسبوع الماضي. والطلبات متذبذبة في هذا الوقت من السنة بسبب توقيت عيد القيامة وعطلات عيد الفصح اليهودي وعطلة الربيع للمدارس، وهو ما يجعل من الصعب تعديل الأرقام لأخذ العوامل الموسمية في الحسبان. وزاد متوسط أربعة أسابيع الذي يقدم صورة أدق لسوق العمل ثلاثة آلاف طلب فقط إلى 320 ألفاً. (واشنطن - رويترز)
عدد اليوم
