الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عيد العراق.. هواجس الأمن وصراعات الساسة وملابس الأطفال

عيد العراق.. هواجس الأمن وصراعات الساسة وملابس الأطفال
29 نوفمبر 2009 01:25
وسط استنفار أمني واسع النطاق من قبل قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية، قضى آلاف العراقيين يوميا ساعات طويلة من المرح واللعب والمتعة في الحدائق العامة والمتنزهات خلال أيام عيد الاضحى المبارك. ورغم أن ساسة العراق منشغلون بصراعاتهم لكن يبدو أن هذه الصراعات المرتبطة خصوصا بالانتخابات المقبلة، لم تجد لها مكانا في تفكير العراقيين الذين ملأت أصواتهم وحركتهم أروقة الأسواق داخل العاصمة وفي باقي المدن العراقية. ومنذ ساعات الصباح الأولى ليوم العيد، شهدت الشوارع المؤدية إلى المرافق السياحية والمتنزهات جموعا غفيرة من العراقيين رجالا ونساء وأطفالا وهم يلبسون أزياء فاخرة وجميلة ويحملون أمتعتهم ومستلزمات اللهو لقضاء أوقات جميلة. واحتفل العراقيون الشيعة أمس بأول أيام عيد الأضحى بعد أن كان أهل السنة قد احتفلوا أمس الأول بأول أيام العيد. واصطحب جلال صبري (48عاما)، أفراد عائلته صباح أمس إلى جزيرة بغداد السياحية بعد افتتاحها مؤخرا للمرة الأولى أمام الجمهور منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 حيث اتخذها هذا الجيش مقرا له لعدة سنوات. وتقع هذه الجزيرة وسط نهر دجلة في منطقة الفحامة شمالي بغداد وشيدت مرافقها على مساحة 500 دونم وبطاقة استيعابية تتجاوز20 ألف زائر وتضم برجا بارتفاع 60 مترا ومطعما ومسابح ومتنزهات وملاعب للأطفال وسينما صيفية ومسرح متعدد الفعاليات. وأعلنت أمانة بغداد الجهة المشرفة على الجزيرة افتتاحها مجانا من أجل جذب أعداد كبيرة من المواطنين لزيارة هذا المنتجع السياحي الذي أعيد افتتاحه قبل أسبوع من حلول عيد الأضحى المبارك. وقال صبري “ قررنا الذهاب إلى الجزيرة أنا وزوجتي وأولادي الثلاثة لقضاء أوقات جميلة والتمتع بالمناظر الخلابة في هذا المرفق السياحي”. وأضاف “ المساحة الخضراء في هذه الجزيرة تسمح لنا بالاستمتاع كما تسمح للأطفال باللعب بحرية خاصة أننا لم نشاهد هذا المكان منذ أكثر من 7 أعوام رغم أنه لا يبعد كثيرا عن منزلنا بعد أن استخدمه الجيش الأميركي مقرا لقواته العسكرية بعد الاحتلال “. وإلى جانب هذا المرفق السياحي، فإن جميع الحدائق والمتنزهات والمدن السياحية في أرجاء البلاد، فتحت أبوابها وتشهد اكتظاظا كبيرا وخاصة في حديقة الزوراء ببغداد حيث سارعت السلطات الأمنية إلى تغيير عدد من مسارات حركة السيارات بالقرب منها وأفسحت المجال لأعداد كبيرة بالسير مشيا على الأقدام للوصول إليها في ظل إجراءات أمنية مشددة وعمليات تفتيش لجميع الأشخاص حيث تضم هذه الحديقة مدينة للألعاب وأخرى للحيوانات من مواطن أفريقية وأميركية وآسيوية وكذلك الحال في مجمع مدينة الألعاب في الرصافة وجزيرة الجادرية ومجمع أبو النواس وحدائق أخرى شيدت في عدد من الأحياء مجهزة بالألعاب للأطفال ومطاعم للوجبات السريعة. وحرصت بعض العائلات العراقية على قضاء عطلة العيد في إقليم كردستان الذي يتمتع بالأمن والاستقرار للاستمتاع بالأجواء الخلابة والمناظر الطبية الجميلة. وتتحمل قوات الجيش والشرطة مسؤولية حماية العراقيين الذين غصت بهم الشوارع منذ ساعات الصباح الأولى باتجاه مدن الألعاب او باتجاه المقابر والمراقد المقدسة. وأكد ناظم علي (49 عام) أنه كان يتواجد في الأسواق يوميا منذ أكثر من أسبوع للبحث عن ملابس العيد لأطفاله بأسعار مناسبة لكنه كان حزينا لأن الراتب الذي يتقاضاه لايكفي لجميع مستلزمات العيد وهو مضطر لشرائها لأن الأطفال بحاجة لها ولذلك عليه أن يستعين بأحد أفراد عائلته من الأخوة لسد الفجوة في دخله الشهري. لكن أم فراس كان لها رأي آخر، فقد طالبت الحكومة العراقية بصرف عيديات للموظفين كنوع من الهدايا الحكومية للشعب وقالت “المالكي بعث برسالة للشعب العراقي عبر أجهزة الهاتف النقال في عيد الفطر وفي هذا العيد بعث برسالة تهنئة أخرى عبر أجهزة التلفزيون ونحن نريد تهنئة تفرح أطفالنا لأن المرتبات لاتكفي بين المواد الغذائية والملابس والوقود والاشتراك في خطوط الطاقة الكهربائية. مع ذلك، يبعث اجتماع آلاف الأسر والأشخاص في الحدائق يوميا، الأمل بأن هذا البلد بدأ يعيش حالة من الاستقرار الأمني. ويأمل العراقيون أن يكون عيد الأضحى المبارك فرصة جيدة وفسحة للمحبة والألفة ونبذ الخلافات والصراعات السياسية والدعوة إلى العمل معاً لتحقيق الاستقرار في أرجاء البلاد
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©