الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صالـح كرامـة: كلما قرأت كتاباً أدركت مدى جهلي

صالـح كرامـة: كلما قرأت كتاباً أدركت مدى جهلي
28 يونيو 2017 01:43
رانيا حسن (دبي) صالح كرامة العامري كاتب ومخرج مسرحي وسينمائي من مواليد أبوظبي 1961، ومن مؤسسي مسرح أبوظبي 1977. قراءته المتنوعة عمقت معرفته، وجعلته ينظر للأعمال المسرحية على أنها نصوص أدبية يجب قراءتها في البداية، والبحث في جوهرها ورسالتها. وهذه القراءات ساهمت في اكتسابه أدوات فنية ومعرفية انعكست على إبداعاته المختلفة. يؤكد كرامة في بداية حديثه لـ«الاتحاد» دور الدولة في انتهاج استراتيجية تقود نحو قيام مجتمع متطور، من خلال الحث على القراءة، وفتح باب المشاركة لكافة الأعمار، ويضيف: «هذا النهج سوف ينعكس مستقبلاً على نحو إيجابي عبر إيجاد جيل قوي، لديه وعي بما يدور حوله، وجيل مواكب لكل المتغيرات التي تحدث الآن أو في المستقبل». كما يعتبر كرامة أن المبادرات التي أطلقتها الدولة، ومنها مبادرة «تحدي القراءة العربي» من المبادرات الخلاقة التي تصب في مصلحة النشء للنهوض به فكرياً، ويكمل: «استمرار هذه البرامج والمبادرات ليس وقتيّاً، بل يظل متواصلاً عبر أجيال مختلفة وتدعمه مؤسسات تضع له الأسس السليمة لاستمراريته». ويوضح كرامة أن القراءة شيء خلاق ومهم في حياة كلٍ منا، فهي تلعب دوراً قوياً في تنمية الوعي، أما عن تجربته في القراءة وعلاقتها بالمسرح، فيقول: «إنها جزء متصل بما أفكر به؛ لذا ساعدتني على تنمية مفاهيم كثيرة؛ لأنها كانت صديقتي الحميمة منذ زمن بعيد، نهلت منها عبر المكتبات العامة الموجودة في أرجاء مدينة أبوظبي التي ترعرعت بها، بالإضافة للمسرح/‏‏ المقر الذي ضم نخبة من المثقفين. إنها الجزء المكمل لما أفكر به، وأحاول بناءه على صعيد النص الكتابي سواء في بناء القصة أو الرواية أو المسرحية». ويتذكر أول خيط ربطه بالقراءة، فيقول: «كان ذلك من خلال ملحمة جلجامش، ويستطرد بعدها استمررت في النهل من القراءة، فتعرفت إلى أبوحيان التوحيدي في (مثالب الوزيرين) والمقابسات وطرقت أبواب المتنبي، ثم أحمد حسن الزيات، وتعرفت أيضاً إلى المفكر والفيلسوف ميشال فوكو في كتبه (حفريات المعرفة)، أيضاً عشقت روايات الأدب الروسي فقرأت لتولستوي وتشيخوف ودوستويفسكي، ثم أثرتني روايات ماركيز لدرجة أنني قرأت (مائة عام من العزلة) خمس مرات، كذلك (الحب في زمن الكوليرا)، ثم (خريف البطريريك)، فضلاً عن قراءاتي للفيلسوف بوشنر، ثم عشقت كتابة يوسف إدريس للقصة القصيرة، ونجيب محفوظ بروائعه، وهكذا تطورت المخيلة لديّ مع كل كتاب أقرؤه». ويسترسل: «الكتاب بالنسبة لي هو الولع والشغف؛ لأنه نوع أخاذ من المغامرة انعكس على سلوكي وساعدني في تطوير أدواتي؛ فتحية مني لكل من يقرأ، ومن يشجع على القراءة». ونوه بضرورة القراءة عند النشء لكونها تزيد من غزارة مكتنزاته المعرفية، وإثراء المخيلة لديه، من خلال الحرص على المداومة على القراءة، والتعرف إلى أمَّات الكتب، خاصة المعنية بالتراث الغنية بالمفردات البليغة. ويذكر كرامة أن المسرحي سواء أكان مخرجاً أو مؤلفاً أو ممثلاً أو كلا من يعمل في جنباته لا بد أن يكون قارئاً ومطلعاً؛ لأن المسرح لا يقبل السطحية في طرح الأفكار من خلال النص، وإنما يتجاوب مع العمق والغوص في أعماق الظاهرة بل النبش داخلها، وهكذا تكمن أصالة المسرح الذي لا يرضى أبداً بالاستسهال. ويواصل: «القراءة تدفع الممثل؛ لأن يكون متأملاً، وينعكس هذا على أدائه وتقمصه للشخصية بسهولة، ثم تمنح المؤلف نوعاً من المراقبة واكتشاف الأشياء واستكشاف الواقع، وهي تفتح آفاقاً عديدة للمخرج وتجعل له رؤية إخراجية واضحة على خشبة المسرح»، ويعترف كرامة: «أقرأ بنهم حتى أدافع عن مشروعي المسرحي، وكلما قرأت كلما أدركت مدى جهلي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©