الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

جلسات الأجداد تستعيد ذكرى البدايات

جلسات الأجداد تستعيد ذكرى البدايات
27 يونيو 2017 22:43
خولة علي (دبي) يرى الأجداد، أن العيد له لذة فريدة بالرغم من بساطته، فهو يحمل مشاهد وصورا، ومظاهر ظلت مؤرخة في ذاكرة من عاصر حقبة الماضي، حيث كانت الأبواب مشرعة والعيون تترقب قدوم الضيف، الجار الأهل والأحبة من الأطفال والكبار، والناس في حال استنفار في التوجيب وتقديم التهاني والتبريكات، فظلت الدور والبيوت قديما متأهبة فازدانت برائحة العود والبخور الممزوجة برائحة القهوة العربية، في إشارة إلى الحفاوة وكرم الضيافة. وفي أروقة الماضي وبين زقاق الفرجان القديمة كان الماضي حاضرا، بكل تفاصيله في مركز الحرف التراثية في الشارقة مع الوالدة مريم راشد الباحثة في مركز الحرف والتي وصفت جمال العيد وبساطته بقولها: بالرغم من بساطة معيشتنا قديما إلا أنها كانت زاخرة بالحب والتراحم والود، فلا تهدأ الأبواب من دخول المهنئين ولا تستكين السكيك من جري الأطفال طلبا للعيدية، فالأجواء كانت نشطة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني، كأن الفرح يدأب في أوصال كل جزء وركن من المكان. وتتابع: أذكر حينها وأنا طفلة كنا نجهز ملابس العيد البسيطة قبل يوم العيد، لارتدائها في الصباح الباكر، في تلك الليلة لم يهدأ لنا بال ولم يغمض لنا جفن ونحن ننتظر بزوغ فجر العيد، ذلك الإحساس يفتقده الجيل الحالي، الذي يرتدي كل يوم الملابس الجديدة.. ويصحبنا الأهل لصلاة العيد فكانت الجموع غفيره وكلهم من حي وفريج واحد، فيبدو الكل أهلا وأصحابا، ومع انتهاء صلاة العيد يتسابق الجميع إلى تبادل التهاني والتبريكات، ويدعون بعضهم البعض للضيافة. وتبدأ الزيارات بين الجيران والأهل، والأصحاب بتجمع الرجال في مجلس خاص بهم عادة ما يكون بابه بجانب الباب الخارجي ومفصول عنه بجدار حتى يحجب الداخل عن الخارج في حين جاء مجلس النسوة في الداخل، حيث يتم تجهيز الفوالة البسيطة التي عادة ما تختلف من بيت إلى آخر، إلا أن النسوة قدميا كن يبذلن كل ما في وسعهن في تقديم الأطباق الشعبية لإعطاء العيد طابعا مختلفا عن الأيام العادية، حيث يحرصن على تبادل الزيارات مع الجيران، وتناول ما عد لهم من الفوالة البسيطة في ذلك الوقت وما تجود به الأسر قديما، من هريس وخبيصة والزلابيا وبعض الفواكه المعدودة النوع كالموز والتفاح والبرتقال ومنهم من يقدم الفواكه المعلبة التي كانت سائدة وبكثرة في تلك الحقبة الزمنية. وتضيف: في عصر يوم العيد يجتمع أهالي الفرجان تحت سدرة وارفة الظلال خلف حصن عجمان وهو متحف عجمان حاليا، حيث يدار تحته مهرجان العيد قديما، ويصدح المكان بالأهازيج التراثية القديمة كالعيالة ونحوه، وعلقت «المريحانة» على أغصان السدر، فيما انتشر الباعة من النسوة في بيع المكسرات والحلويات. ولا يختلف الأمر عند الوالدة موزة عبدالله التي سرعان ما تنهدت هي تستعيد ذكرياتها في العيد: لا يمكن أن أنسى صوت دوي المدفع قديما، إشارة لبداية يوم العيد الذي جلب معه السعادة والفرحة والبهجة، مطوقا الفرجان القديمة بالألفة والود والمحبة. وتروي: الفرحة كانت تبدأ عندنا نحن الصغار عندما نراقب ونشارك في أحيانا كثيرة استعداد الأمهات للعيد من خلال تجهز ملابس العيد بحياكتها منذ فترة أو إعطاء القماش لإحدى النسوة المشهود لها بالحياكة الجيدة، ثم تجهز الحبوب وتنظف استعدادا لعمل بعض الأطباق الشعبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©