الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المركز الوطني ينجح في إكثار 1600 حبارى في الأسر

المركز الوطني ينجح في إكثار 1600 حبارى في الأسر
15 سبتمبر 2008 01:48
تمكّن المركز الوطني لبحوث الطيور هذا العام من إكثار 986 طيراً من طيور الحبارى الآسيوية المهددة بالانقراض بزيادة بلغت 20% عن العام الماضي، واضعاً ضمن خططه للعام المقبل إكثار 1600 طير من الحبارى في الأسر، في وقت توقع فيه المدير الإداري بالمركز الوطني لبحوث الطيور محمد البيضاني إطلاق الصندوق العالمي للحفاظ على ''الحبارى'' رسمياً نهاية العام الحالي· ولاقتران رياضة الصيد بالصقور بطائر الحبارى المهدد بالانقراض نتيجة عمليات الصيد الجائر، دأبت إمارة أبوظبي ومن خلال المركز إلى إكثار الحبارى في الأسر، في مسعى نحو الحفاظ على هذه الرياضة لما تمثله من قيم وتراث عريق يعشقه الإماراتيون ومواطنو دول مجلس التعاون الخليجي من جهة، وللمحافظة على الحبارى الآسيوية المعروفة ''بسحرها'' لدى الصقارين من جهة ثانية· وتشكّل رياضة الصيد بالصقور أحد المكونات الرئيسية لشخصيات هواة القنص في الدول العربية وتراثهم، وعادة تراثية قديمة يصعب التخلي عنها، واستمرايتها مقترنة بوجود طير الحبارى الذي يعتبر الطريدة المفضلة لرياضة الصيد بالصقور· وتكمن المتعة في صيد الحبارى، وفق الصقار حمدان الخييلي (37 عاماً)، كونه طائراً خجولاً وبارعاً في التخفي وعملية اصطياده ليست بالسهلة، وهو ما يتطلب من الصقار مهارة عالية في تدريب الصقر على صيد الحبارى المتعارف على تسميتها بـ''الطريدة''· وأضاف أن صيد الحبارى ترافقها متعة لا يمكن توافرها في أي من الطرائد الأخرى والتي تتجسد في البحث عن الطريدة وإيجادها، والمطاردة الشيقة التي تحدث بين الصقر والحبارى، إضافة إلى مذاق لحمها· وقال الخييلي، وهو ممارس لرياضة الصيد بالصقور منذ 29 عاماً إن فترات صيد الحبارى تترافق وموسم هجرتها إلى الدولة والتي تمتد من شهر سبتمبر وحتى نهاية آذار من كل عام· وارتبط صيد الصقور بالحبارى باعتبارها أكثر الطرائد التي كانت توجد في فصل الشتاء، وفقاً للصقار الشيخ ماجد الخاطري، الذي أشار إلى أن صيد الحبارى يخلق أجواء من المنافسة بين الصقارين على تدريب صقورهم على صيد هذا الطائر، سيما وأن لديه القدرة على إصابة الصقر بإصابات والهرب منه، فضلاً عن الأجواء التي تخلقها رحلات صيد الحبارى والتي تتماهى في إطارها الألقاب والرسميات· ولفت الخييلي إلى الجهود التي تبذلها هيئة البيئة أبوظبي من خلال المركز الوطني لبحوث الطيور للحفاظ على الحبارى، مؤكداً اقتران استمرارية رياضة الصيد بتوافر الحبارى وعدم انقراضها، وهو ما يتطلب بحسبه التزام الصيادين بفترات الصيد والتي لا تكون في أشهر الإكثار· وللتوعية بالمخاطر التي تتهدد طيور الحبارى والمحافظة على ديمومة وجودها، يشارك المركز الوطني لبحوث الطيور في فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية (أبوظبي 2008) الذي ستنطلق أعماله في الثامن من أكتوبر المقبل· وقال محمد البيضاني المدير الإداري في المركز الوطني لبحوث الطيور إن المركز سيعرض أمام زوار المعرض من محبي طيور الحبارى ورياضة الصيد بالصقور تجاربه وأبحاثه التي قام بها منذ بدء برامج إكثار طيور الحبارى في الإمارات· ويعد المركز، التابع لهيئة البيئة - أبوظبي، أحد المراكز المهمة في المنطقة نسبة للدور المتميز الذي يلعبه في مجال حماية الطيور، حيث ساهم في وضع استراتيجية عامة للحفاظ على الحبارى والصقور والتنمية المستدامة· وأكد البيضاني أن مشاركة المركز في معرض الصيد إنما هي دليل واضح على أنه لا يزال الرفيق الأمثل لمحبي رياضة الصيد بالصقور، مشيراً إلى أن هدفه ومنذ تأسيسه هو الحفاظ على هذه الرياضة وما تمثله من قيم عريقة، لم تكن يوماً وبالاً أو عدواً للبيئة· وما يقوم به المركز الآن ما هو إلا محاولة للعودة لتلك القيم الأصيلة بعد أن كاد الصيد الجائر ''يفقدنا تلك الرياضة وهذه القيم''· وتمنى التعاون من الصيادين بقوله إن ''كل الجهود التي بذلت وستبذل لا يمكن أن يكتب لها النجاح إذا لم يبادر الصقارون بالتعاون معنا لإنجاحها''، وذلك عبر الالتزام باللوائح والقوانين المحلية والدولية، وإيجاد بدائل لتدريب الصقور، ومنح طيور الحبارى الفرصة للتكاثر سيما وأنها مهددة بالانقراض وأعدادها تشهد تدهوراً حاداً في البرية· وقال إن أهمية برنامج إكثار الحبارى في الإمارات يكمن في إيجاده بدائل للصقارين لصيدها حماية للأعداد البرية من الحبارى ووقف عمليات تهريبها، فضلاً عن دعم الأعداد البرية من خلال حقنها بمجموعات تم إكثارها في الأسر· وذكر البيضاني أن المشاركة في معرض الصيد والفروسية تعتبر من أهم الأحداث التي ينتظرها المركز للتواصل مع الصيادين وتبادل المعلومات عن مناطق وجود الحبارى ومؤشرات نجاح الإكثار، وتوعيتهم بالفترات التي لا يجوز فيها صيد الحبارى وهي مواسم الإكثار، وتعريفهم بنتائج الدراسات التي يقوم بها المركز ومعرفة آخر الأخبار عن رحلات صيدهم، سيما وأن المعرض يشهد إقبالاً من قبل دول الخليج العربي التي يقبل مواطنوها على رياضة الصيد بالصقور· وسيتضمن المعرض لهذا العام جناحاً يشترك فيه كل من المركز الوطني لأبحاث الطيور، ومركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية المعني بإكثار الحبارى في شمال أفريقيا والذي يتخذ من مدينة ميسور في المغرب مركزاً له· وفي سابقة تعد الأولى من نوعها، سيخصص في معرض الصيد والفروسية لهذا العام ركن للأطفال سيتم من خلاله تعريفهم بأهمية طيور الحبارى وضرورة الحفاظ عليها، عبر استحداث شخصية كرتونية اسمها ''حبور'' وألعاب للأطفال تشمل صوراً إلكترونية وتركيب صور الصقور والحبارى· وتوقع البيضاني أن تكون الانطلاقة الرسمية للصندوق العالمي للحفاظ على الحبارى ومباشرة أعماله نهاية العام الحالي· وأوضح أن الصندوق، الذي صدر مرسوم بتأسيسه من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سيكون مسؤولاً عن مراكز إكثار الحبارى كافة التي تؤسس من قبل حكومة أبوظبي، ووضع استراتيجياتها وإدارتها ووضع اتفاقيات مع جميع الدول المعنية بطيور الحبارى، وإدارة كل ما يتعلق بشأن الحبارى وفي جميع مراكز انتشارها وإنشاء مراكز للإكثار والتنسيق بينها· وأفاد البيضاني بأن المركز، ومن خلال الإكثار في الأسر، نجح في إكثار 986 طير حبارى خلال العام الحالي، بزيـــادة بلغت نسبتها 20% عن العام الماضي· وأكد أن المركز سيكون أكثر استعداداً العام المقبل، وبالتالي إكثار 1600 طير بالأسر كما هو مخطط له، لافتاً إلى أن المركز سيشهد العام المقبل إضافة مباني إكثار جديدة لتحقيق الأرقام المطلوبة· ويشار إلى أن برنامج الإكثار في الأسر بدأ في المركز الوطني لبحوث الطيور في عام 1993 بعدد من طيور الحبارى التي تبرع بها أفراد ومؤسسات، وجرت عدة محاولات بهدف الوصول إلى أنسب الطرق لإكثار الحبارى في الأسر، حيث نجح المركز في إقامة منشآت متطورة يتم فيها التحكم بالعوامل البيئية المختلفة لمساعدة الحبارى على إكمال نموها حتى سن البلوغ· وتعتبر درجة الحرارة وكمية ومدة الضوء عوامل أساسية في تهيئة الظروف البيئية الملائمة لتكاثر الطيور، بالإضافة إلى التغذية المناسبة وحجم وهيكل الأقفاص· وأوضح أن المركز يسعى من خلال الإكثار في الأسر للحبارى الآسيوية إلى إعادة توطينها لاستعادة المجموعات المحلية المنقرضة، وتعزيز أعداد طيور المجموعات الأخرى الموجودة بأعداد قليلة، فضـــلاً عن زيـــادة أعــــداد الطيـــور في مناطـــق ومواسم الصيد (ضع وخذ)· كما يسعى برنامج الإكثار في الأسر إلى توفير طيور لتدريب الصقور لتقليل جدوى عمليات الصيد غير المشروع والتهريب، والحفاظ على بقاء سلالات نقية من الحبارى في الأسر من خلال الإدارة الجينية الدقيقة التي تحرص على الأصول الوراثية، والمساهمة في إعادة التوازن المختل نتيجة التناقص السريع في أعداد الحبارى البرية عبر إطلاق طيور حبارى مكاثرة في الأسر من أصول وراثية نقية، إضافة إلى اقتراح وتنفيذ استراتيجيات عالمية شاملة تهدف إلى المحافظة على الحبارى الآسيوية· إطلاق الحبارى المكاثرة في الأسر في البرية أكد البيضاني نجاح عملية إطلاق الحبارى وتوطينها في البرية، مشيراً إلى توجه المركز إلى إطلاق 230 حبارى في موسم الشتاء المقبل· وكان المركز أطلق في البرية 244 حبارى من مشروع الإكثار في الأسر منذ نهايـــة 2004 وحتى العام الحالي، وتشير عمليات التتبع للحبارى المطلقة إلى أن 50% من الطــــيور الـــتي تم إطلاقها لا تزال على قيد الحياة· وفي عام ،2007 جرت أول عملية تعشيش ناجحة للطيور التي تم إطلاقها، حيث قامت ثلاث إناث من المجموعة التي تم إطلاقها نهاية 2005 بالتعشيش، وفقس البيض في عشين وخرجت منهما 4 أفراخ، بينما قامت الأنثى الثالثة بهجر عشها مما اضطر العاملين إلى نقل البيض إلى المركز، حيث حصل المركز على فرخين منه، وتم دمج الصغيرين في المجموعات التي سيتم إطلاقها مستقبلاً في البرية· ولمراقبة نجاح علمية الإطلاق، عمد المركز إلى صيد 10 أفراخ كانت قد تكاثرت في الطبيعة هذا العام بعد بلوغها مرحلة الطيران ليتتبع إن كانت ستختلط مع المجموعات البرية المهاجرة أم لا، وكيفية تأقلمها مع الظروف المحيطة، بحسب البيضاني، الذي قال إن بيانات الأقمار الصناعية تشير إلى أن أفراخ الحبارى في حالة جيدة وتتنقل في محيط المنطقة التي ولدت فيها، مرجعاً ذلك إلى عامل حرارة الجو وهو ما يمنعها من الانتقال كثيراً، إلا أنها متكيفة مع الظروف الصعبة المحيطة بها· وبعد نجاح عملية الإطلاق والتوطين في الدولة والتي هي في الأصل ليست بلد تتكاثر فيه طيور الحبارى، فقد أضافت الدولة منطقتين في المنطقة الغربية لتوطين الحبارى إلى جانب منطقة بينونة· المخاطر التي تهدد طيور الحبارى من الأمور التي تتهدد طيور الحبارى، أوضح البيضاني أن الإنسان يشكّل أحد المخاطر الرئيسية التي تهدد طيور الحبارى، حيث يقتل ما نسبته 20% من إجمالي أعدادها سنوياً من خلال الصيد الجائر غير المنظم والتجارة غير المشروعة من قبل بعض الدول وتهريبها إلى دول الجزيرة العربية بغرض تدريب الصقور عليها· وأضاف أن التوسع العمراني واستصلاح الأراضي الزراعية والدخول إلى المناطق الطبيعية لطيور الحبارى من العوامل التي تهدد طيور الحبارى، مشيراً في هذا الإطار إلى أن بعض دول وسط آسيا الواقعة في مسار هجرة طيور الحبارى تهدد أعدادها بشكل كبير جداً· وتنتشر طيور الحبارى الآسيوية بين شبه صحراء سيناء في مصر والجزيرة العربـــية غرباً، وحتى منغوليا والصين شرقاً· وتعد طيور الحبارى الآسيوية التي تستوطن آسيا الوسطى والصين ومنغوليا طيوراً مهاجرة، بينما لا تعتبر بعض مجموعات الحبارى الآســـيوية في الشرق الأوسط (إيران، العراق، باكستان، السعودية، عمان، اليمن) ضمن الطيور المهاجرة· وحسب تقديرات حديثة، فإن القنص والأسر مسؤولان عن 73,5% من إجمالي فاقد الحبارى الآسيوية االمهاجرة، وفي حال استمرار المعدل الحالي للقنص والمعدل الضعيف لتكاثر الحبارى البرية، فإن الطيور ستتناقص سنوياً بمعدل 8% تقريباً، وعليه فإن الأعداد الحالية ستنخفض بنسبة كبيرة خلال السنوات المقبلة، وطي صفحة من تراث الصيد بالصقور المرتبط بهذه الطيور· إحصاء زيادة أو نقصان أعداد الحبارى أكد البيضاني أنه من الصعب إحصاء أعداد تناقص أو زيادة الحبارى بشكل دقيق سيما وأن مناطق تكاثرها ووجودها واسعة فهي تمتد من منغوليا وحتى جنوب غرب آسيا، وتحديد الأعداد يتطلب إجراء مسوحات في جميع مراكز انتشارها· وفي هذا الإطار، قال البيضاني إن المركز عقد اتفاقية مع كازاخستان في 98 تقوم من خلال فرقها المنتشرة في أرجاء الجمهورية كافة لرصد الطيور في فترة الخريف والربيع ولمدة شهر واحد ابتداءً من 14 أبريل إلى 14 مايو ومن 15 سبتمبر إلى 15 أكتوبر، وهو ما يعطي مؤشراً على زيادة أو نقصان أعداد الحبارى في المنطقة والظروف التي تتعرض لها· ويهدف المركز الوطني لبحوث الطيور إلى الحفاظ على طيور الحبارى والموازنة بين متطلبات الصيد والصقور والاستخدام المستدام للحبارى والصقور في مناطق انتشارها· ويسعى المركز إلى تنفيذ مهامه عبر برامج الإكثار في الأسر وتقديم المشورة وإجـــراء البحوث العلمية والتعاون الدولي من أجل حماية البيئات الطبيعية للحبارى والصقور في مناطق انتشارها، إضافة إلى التعاون مع الصقارين من أجل حماية الحبارى والصقور وأنواع أخرى من الطيور من خطر الانقراض· ولفت البيضاني إلى تواصل المركز مع الدول التي يوجد فيها الحبارى بما في ذلك باكستان وكازاخستان والصين واليمن، عبر إجراء دراسات بيئية عن الظروف المحيطة بالحبارى وتنقلاتها، إضافة إلى التخطيط لإطلاق الحبارى في الطبيعة بعد إكثارها في المركز مع الأخذ بعين الاعتبار أصول الطيور، وإعادة توطينها· ومن أجل الحفاظ على مستقبل رياضة الصيد بالصقور على النحو الذي تمارس به حالياً، فلا بد من تعاون الصقارين والحكومات في دول انتشار الحبارى في آسيا، والعمل المشترك من أجل تبني سياسة حكيمة لاستخدام الحبارى·
المصدر: سويحان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©