السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشافي».. رب العالمين يعالج أمراض القلوب والأبدان

«الشافي».. رب العالمين يعالج أمراض القلوب والأبدان
1 مايو 2014 20:26
أحمد محمد (القاهرة) «الشافي» اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على القدرة الإلهية في علاج ما تشتكيه النفوس والقلوب من الأمراض، وما تشتكيه الأبدان من الآفات، هو الذي يبرئ ويعافي على وجه الحقيقة. لم يرد هذا الاسم صراحةً في القرآن الكريم، وإنما جاء على صيغة الفعل في قوله تعالى: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)، «سورة الشعراء: الآية 80»، فالأمراض تعتري النفوس، كما تعتري الأبدان، وفي هذا توسيع لمفهوم «الشفاء» الذي تضمنه اسم الله الشافي، فالله سبحانه وتعالى هو الشافي للأرواح والقلوب، والشفاء يشمل شفاء الأبدان، وشفاء الصدور من الشبه والشهوات. أسباب الشفاء وقال ابن كثير رحمه الله، أسند إبراهيم عليه الصلاة والسلام المرض إلى نفسه وإن كان عن قدر الله وقضائه، ولكن أضافه إلى نفسه أدبا، ومعنى ذلك، إذا وقعت في مرض، فإنه لا يقدر على شفائي أحد غيره بما يقدر من الأسباب الموصلة إلى الشفاء. وقال سبحانه داعياً الناس إلى الاستشفاء: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا)، «سورة الإسراء: الآية 82»، قال الإمام الطبري، وننزل من القرآن ما هو شفاء يستشفى به من الجهل ومن الضلالة، ويبصر به من العمى للمؤمنين، ورحمة لهم دون الكافرين به، لأن المؤمنين يعملون بما فيه من فرائض الله، ويحلون حلاله ويحرمون حرامه فيدخلهم الجنة وينجيهم من عذابه. وورد اسم الله الشافي صراحة في السنة المطهرة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضاً يقول: «أذهب الباس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً»، وفي الحديث طلب الشفاء من جميع الأمراض، وليس من ذاك المرض الذي أصيب به المريض، والله تبارك هو الشافي الحقيقي لكل آفة وعاهة ومرض بدني ونفسي. أمراض القلوب قال القرطبي، فيجب على كل مكلف أن يعتقد ألا شفاء على الإطلاق إلا من الله وحده، وقد بين ذلك رسول الله بقوله: «لا شافي إلا أنت»، فيعتقد الشفاء له ومنه وبه، وأن الأدوية المستعملة لا توجب الشفاء أو سواها ولو شاء ربك لخلق الشفاء دون سبب، ولكن لما كانت الدنيا دار أسباب جرت السنة فيها بمقتضى الحكمة، على تعليق الأحكام بالأسباب. ويشرع للمسلم أن يقول: «يا شافي اشفني»، فالله عز وجل يشفي من أمراض القلوب، كالغل والحسد والشهوات، ويشفي من أمراض الأبدان، ولا يدعى بهذا الاسم سواه، وإن الله تعالى هو الشافي، ولا شافي إلا هو، ولا شفاء إلا شفاؤه، ولا يرفع المرض إلا هو، سواء كان مرضاً بدنياً أو نفسياً، قال تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، «سورة الأنعام: الآية 17»، والله تعالى هو الشافي، لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء، وله أسباب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أنزل الله داء إلا وأنزل له شفاء». علل الأبدان والقرآن، كما أنه شفاء للأرواح والقلوب، فهو شفاء لعلل الأبدان، ويشفي الله تبارك وتعالى بهذا القرآن من الأسقام البدنية والأسقام القلبية لأن القرآن يزجر عن مساوئ الأخلاق وأقبح الأعمال ويحث على التوبة النصوح التي تغسل الذنوب وتشفي القلوب. قال ابن القيم رحمه الله ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة، فما الظن بكلام رب العالمين الذي فضله على كل كلام كفضل الله على خلقه الذي هو الشفاء التام والعصمة النافعة، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ...)، «سورة الإسراء: الآية 82». والله عز وجل يشفي صدور المؤمنين بنصرهم على أعدائهم وأعدائه قال سبحانه: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، «سورة التوبة: الآيتين 14 - 15». والله عز وجل هو الشافي من أمراض الأجساد وعلل الأبدان قال عز وجل: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، «سورة النحل: الآيتين 69 - 68».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©