الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحابة رسولنا جيل مبارك قام على أكتافهم الإسلام

صحابة رسولنا جيل مبارك قام على أكتافهم الإسلام
1 مايو 2014 20:25
الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:- أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قَالَ عِمْرَانُ: فَلا أَدْرِي أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاثًا - ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذُرُونَ وَلا يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ »، (أخرجه البخاري). هذا الحديث حديث صحيح أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، في كتاب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-، باب فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-. قال الإمام ابن حجر - رحمه الله - في كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري حول شرح الحديث السابق ما نَصّه: «... والمراد بقرن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين-، ثم الذين يلونهم، أي القرن الذي بعدهم وهم التابعون، ثم الذين يلونهم، وهم أتباع التابعين، فهذه القرون الثلاثة المفضلة، وأفضلها قرن الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين-، وليس المقصود بالقرن هنا ما يُعرَّف اصطلاحاً بأنه مائة عام، وإنما المراد المدَّة من الزمان، فقرن النبي - صلى الله عليه وسلم ينتهي بوفاة أبي الطُفَيْل - رضي الله عنه - سنة مائة وعشرين للهجرة، وأما قرن التابعين، فإن اعتبر من سنة مائة كان نحو سبعين أو ثمانين، وأما الذين بعدهم، فإن اعتبر منها كان نحواً من خمسين، فظهر بذلك أن مدة القرن تختلف باختلاف أعمار أهل كل زمان والله أعلم»، (فتح الباري بشرح صحيح البخاري للإمام ابن حجر العسقلاني 7/8). فضل الصحابة في القرآن الكريم لقد ذكر القرآن الكريم فضل الصحابة الكرام - رضي الله عنهم أجمعين - في عدد من الآيات القرآنية، منها: قول الله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)، «سورة الفتح: الآية 29». * وقوله تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)، «سورة الفتح: الآية 18». * وقوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، «سورة التوبة: الآية 100» فضل الصحابة في السنة النبوية كما وذكرت السنة النبوية الشريفة فضل الصحابة الكرام - رضي الله عنهم أجمعين- في عدد من الأحاديث النبوية، منها: أخرج الإمام الترمذي في سننه، في كتاب المناقب، باب فيمن سَبَّ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم-، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفّلٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي، لا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ، وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ»، «أخرجه الترمذي». المبشرون بالجنة من الصحابة من المعلوم أن عدد المبشرين بالجنة من الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - كثير، ولكن أبرزهم هؤلاء العشرة الذين جاء ذكرهم في الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام الترمذي في سننه في كتاب المناقب، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف الزُّهري - رضي الله عنه-، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ»، (أخرجه الترمذي). فضائل بعض الصحابة لقد بَيَّن - صلى الله عليه وسلم - فضلَ عددٍ من الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - كما جاء في الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام الترمذي في سننه في كتاب المناقب، باب مناقب معاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأُبيّ بن كعب، وأبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنهم-، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ بن عفّان، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بن كَعْبٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ»، (أخرجه الترمذي). هؤلاء هم صحابة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الذين نُحبهم ونجلهم، ونحترمهم ونقدرهم، الذين أشاد الله بهم في قرآنه، وأثنى عليهم في كتابه، ومدحهم في تنزيله، والذين نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الإساءة إليهم، وحذّر من التعرض لهم بسوء. إنَّ صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم الجيل المبارك الذين قام على أكتافهم هذا الدين، فقد بذلوا أموالهم وأرواحهم وقدموا أولادهم في سبيل الله تبارك وتعالى، حتى انتشر الإسلام في أرجاء المعمورة، فقد أخرج الإمام أحمد أن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ»، (أخرجه أحمد). ومما يُؤسف له أن بعض الناس يتطاولون في هذه الأيام على الصحابة الكرام ويقولون: إنهم رجال ونحن رجال، ونحن نقول لهم: الحديد معدن، والذهب معدن، وشتان ما بين الذهب والحديد، فعلينا أن نعرف للصحابة الكرام فضلهم، كما قال الطحاوي - رحمه الله تعالى - «ونحب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نُفرط في حبّ أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم. وفي نهاية المقال نردد قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)، «سورة الحشر: الآية 10». بقلم الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©