الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزهر : السوق المشتركة تمهد الطريق إلى تكامل الأمة اقتصادياً

الأزهر : السوق المشتركة تمهد الطريق إلى تكامل الأمة اقتصادياً
1 مايو 2014 20:24
أحمد مراد (القاهرة) دعا علماء الأزهر إلى ضرورة قيام السوق الإسلامية المشتركة، باعتبارها عاملاً رئيسياً في تحقيق الوحدة الإسلامية، وهذا ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما هاجر من مكة إلى المدينة، حيث بنى للمسلمين سوقاً، ووضع الضوابط اللازمة لها، لأنها أساس الاقتصاد والإعمار الذي تقوم عليه المعاملات الصحيحة وعصب الحياة وشريانها النابض. وأكدوا أن الأمة الإسلامية تشترك في وحدة العقيدة والعبادة والقبلة والدستور والمنهج والتاريخ والمصالح، لذلك يجب أن تتحد وتتضامن اقتصادياً، حتى تصبح القوَّة الاقتصادية درعاً منيعاً للمحافظة على المسلمين، وعلى أموالهم وسيادتهم وعزتهم، حيث أوضح الدكتور حسين شحاتة أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر أن السوق الإسلامية المشتركة صيغة تتم بمقتضاها المعاملات بين المسلمين من دون عوائق، أو قيود، أو حواجز، وفقاً لأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، بهدف تحقيق التنمية الشاملة والعزة للأمة الإسلامية، وأهم أهداف إنشاء السوق الإسلامية المشتركة هو تحقيق التكامل والتنسيق الاقتصادي بين الدول الإسلامية. صيغ الاستثمار السوق الإسلامية المشتركة، وفقاً لرأي الدكتور حسين شحاتة تحقق التكامل والتنسيق في عدة مجالات، منها انتقال العمالة بين الدول الإسلامية، وتهيئة أسباب وظروف العمل، فلا يجوز تفضيل وتشغيل غير المسلم على المسلم ما لم توجد أسباب يجيزها الشرع في هذا الأمر، وكذلك انتقال رؤوس الأموال، واستثمارها في الدول العربية والإسلامية في ضوء صيغ الاستثمار الإسلامي. التكتل والوحدة ويرى أن السوق الإسلامية المشتركة هي الجسر الذي نعبر عليه لتفادي الخسائر الفادحة التي ستصيبنا، بعد أن وقعت البلاد الإسلامية النامية على اتفاقية الجات الدولية، إذ يجب أن تتفق على حد أدنى من حرية التجارة فيما بينها، وتأتي حتمية إنشاء السوق الإسلامية المشتركة من عدة موجبات، أهمها أن هذا العصر هو عصر التكتلات، والدول العربية والإسلامية أحوج إلى التكتل والوحدة خاصة في مجال الاقتصاد، لتقف أمام الدول الأخرى موقف الند للند للدفاع عن مصالحها وتحقيق الرفاهية والرخاء والكرامة لشعوبها، كما أنَّ الوضع الدولي المعاصر يفرض على الدول العربية والإسلامية أن تتعاون فيما بينها لتحافظ على مصالحها لأن الانعزالية أصبحت خطراً على أي دولة مهما أوتيت من القوة ومن الإمكانات الطبيعية والبشرية. ويشدد على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول العربية والإسلامية في المجالات الاقتصادية والتقنية العلمية والثقافية والروحية المنبثقة من تعاليم الإسلام الخالد لمصلحة المسلمين والبشرية جمعاء، مشيراً إلى أنَّ العالم الإسلامي لديه كل مقومات إنشاء السوق الإسلامية المشتركة، حيث يتسم بترامي أطرافه شرقاً وغرباً، ومن ثمَّ تنوع المناخ والتربة والتضاريس وما يرتبط بذلك من ثروات طبيعية أو موارد أولية، فهُناك الدول العربية والإسلامية البترولية، والتي يرتفع فيها متوسط الدخل إلى المستويات العالمية، كما يوجد تفاوت واضح في توزيع السكان على مستوى الدول العربية والإسلامية، حيث نجد بعض الدول، مثل أندونيسيا، وباكستان، وماليزيا، ومصر، وبنجلاديش، وغيرها تعتبر من الدول المزدحمة بالسكان، بينما توجد دول أخري قليلة السكان، وهذا التنوع في الموارد الطبيعية يساعد في تحقيق التكامل، كما أنَّ تنوع الموارد الطبيعية وتنوع المناخ يؤدي إلى تنوع مماثل في النشاط الاقتصادي. حجر عثرة وعن معوقات إنشاء السوق الإسلامية المشتركة يقول الدكتور شحاتة: رغم أن مقومات إنشاء سوق إسلامية موجودة، ولكن حتى الآن لم تنشأ، وهذا يرجع إلى مجموعة من المعوقات، من بينها التخلف التقني لمعظم الدول العربية والإسلامية، واختلاف النظم السياسية والمذاهب الاقتصادية المطبقة، ووجود الأنانية وتفضيل التعامل مع غير المسلمين أحياناً، وهذا كله يقف حجر عثرة في سبيل إنشاء السوق الإسلامية، ولا يعني ذلك أن الدول العربية والإسلامية تستطيع الاستغناء تماماً عن غيرها، ولكن لا يجوز أن تكون دائماً دولاً استهلاكية لإنتاج غيرها. غايات سامية أما الدكتور منصور مندور من علماء الأزهر، فيقول إن السوق الإسلامية المشتركة من الموجبات الشرعية وفقاً للقاعدة «ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب»، ومن غاياتها السامية دعم اقتصاد الأمة الإسلامية، وتحقيق عزتها والمحافظة على كرامتها، وتمتلك الدول الإسلامية كل مقومات هذه السوق، ولكن هناك بعض المعوقات والمشكلات التي يمكن التغلب عليها إذا خلصت النوايا لتطبيق قول الله تبارك وتعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، «سورة الأنبياء: الآية 92»، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا». ولفت إلى أن الأمة الإسلامية تشترك في وحدة العقيدة والعبادة والقبلة والمنهج، لذلك يجب أن تتحد وتتضامن اقتصادياً. كما أن هذه الأمة تمتلك كل مقومات الوحدة الاقتصادية، ومنها عوامل الإنتاج الاقتصادية والبشرية التي لو استغلت استغلالاً رشيداً في ضوء أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية لحققت للمسلمين الحياة الطيبة الرغدة، ولأصبحت القوة الاقتصادية درعاً منيعاً للمحافظة على المسلمين ،وعلى أموالهم وسيادتهم وعزتهم. المعاملات الصحيحة أوضح الدكتور عبدالمقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر أن الإسلام اهتم بأمر السوق ووضع الضوابط اللازمة لها، لأنها أساس الاقتصاد والإعمار، الذي تقوم عليه المعاملات الصحيحة وعصب الحياة وشريانها، ومن المؤكد أن قيام السوق الإسلامية المشتركة عامل رئيسي في تحقيق الوحدة الإسلامية المنشودة. وأشار إلى أن المصالح المشتركة بين الأمم قاطبة في الفكر الاقتصادي الوضعي تدور في تلك المصالح المادية البحتة، أما المصالح المشتركة بين الدول العربية والإسلامية، فإنها مصالح عقدية أخلاقية سلوكية بالدرجة الأولى، فغيرتنا على ديننا تدفعنا لأن نكون خير أمة أخرجت للناس، مؤكداً أن عقيدتنا وأخلاقنا هي المصلحة العليا، والدفاع عن ديننا هو سبيلنا للبقاء مرفوعي الهامات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©