الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حضوراً لافتاً في تظاهرة ميسينا الإيطالية

15 سبتمبر 2008 00:15
ميسينا جنوب إيطاليا - شكلت المساهمة الخليجية حضوراً لافتاً في تظاهرة بحر السينما العربية التي نظمت مؤخراً في ميسينا الإيطالية،على مستوى عدد الأفلام المشتركة أو على مستوى الحضور، فقد نوه المهرجان بأهمية منجز الكاتب السينمائي أمين صالح، الذي اشترك مع زميله المخرج بسام الذوادي في الندوة التي تلت عرض الفيلم الروائي ''حكاية بحرينية'' ليتحدثا عن تجربتهما ويجيبا على أسئلة الجمهور الإيطالي· ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، فقد أعلن المدير الفني للتظاهرة عرفان رشيد في حديث خاص بـ''الاتحاد'' عن عزم المهرجان استضافة دولة الإمارات كضيفة على الدورة القادمة وقال: خططنا بالاتفاق مع مدير مهرجان الخليج ودبي الزميل مسعود أمر الله كي تكون الإمارات دولة ضيفة على التظاهرة بعد الجزائر والعراق، ولنوفر بهذا الاختيار فرصة جيدة للجمهور الإيطالي ليتعرف عن قرب على المنجز السينمائي الإماراتي، وخاصة الوثائقي والقصير منه، الى جانب عرض بعض الجوانب الثقافية من شعر وموسيقى ضمن فعاليات مهرجان (هورتشينوس فيستفال الثقافي) الذي تنظمه بلدية صقلية، سنوياً· وعن سبب اختاره فيلم المخرج سعيد سالمين المري ''بنت مريم'' من بين الأفلام الإماراتية قال عرفان: اخترته، لسبب بسيط، لأنه فيلم جميل، ومنجز سينمائي وثقافي ومجتمعي رائع· عندما شاهدته في مهرجان الخليج كنت ومع بقية الزملاء من المدافعين عن هذا العمل وبالذات عن الطاقة الشابة، الممثلة التي لعبت دور البطولة، والتي فازت بجائزة أفضل ممثلة على الرغم من طراوة عودها· كان حضورها رائعاً وأداؤها جميلاً· كما أن حضورها السلس أظهر قدرة المخرج ومدير التصوير على إدارة هذة الممثلة· وأضاف: ما أثار انتباهي في التجربة الإماراتية هو الصلة الخاصة التي يملكها الشباب مع العمل السينمائي وروح الحماسة التي كانوا يتناقشون بها العروض السينمائية· هذا بتقديري يعطيهم القدرة على بناء أسس سينمائية حقيقية· وعن مدى تطابق الأفلام الخليجية مع ثيمة التظاهرة ''الكوكب امرأة'' أكد عرفان وجود الانسجام بين الموضوع والأفلام الخليجية المختارة واعتبر الفلمين البحرينيين ''عشاء'' لحسين الرفاعي و''غياب'' لمحمد علي بوراشد أفلام تمس صلب الموضوع، وقال: عندما نتحدث عن الكوكب امرأة فإننا لا نتناول المرأة فقط بل كل النساء، فانتظار الأم للغائب، ربما هو انتظار لأبن لم يعد موجوداً· معاناة الأم هنا، هي أشد حزناً وثقلاً عليها من أي فرد آخر من أفراد العائلة· وفيلم ''بنت مريم'' يتناول قضية الطفلة التي تزوج الى رجل عجوز لتصبح أرملة وهي لم تتجاوز سن الثانية عشرة· وحتى ''عشاء'' على الرغم من تلفزيونية الأداء عند بعض ممثليه، اتصف بجرأة تناوله موضوع يمس الخطأ الذي يتحول الى خطيئة، وتحاكم البنت على أساسه· وعلى العموم لاحظ عرفان في الأفلام الخليجية إطارين لمعالجتها: الأول داخل المنزل، في أجواء مغلقة بعيدة عن المدينة المتطورة· أو خارج حدود المدينة، في الريف، الجبل· وينبه الى ضرورة خلق أواصر جديدة تجمع الأمكنة الجديدة: قد تكون المدينة الخليجية عاجزة عن استيعاب هذة المشاكل وأعتقد ان على السينمائيين الخليجيين إيجاد أواصر جديدة مع المدينة المتطورة الجديدة، لأنها ستفرض نفسها واشكالياتها عليهم في النهاية، بعد ما أصبحت خليطاً من الأجناس، والبشر، ينقلون معهم مشكلات جديدة لم تألفها المدينة من قبل· وإذا لم تعالج هذة الظواهر في السينما أو في مجالات الإبداع الأخرى كالمسرح والأدب، فقد يجد المبدعون أنفسهم مستقبلاً في مواجهة قضايا اجتماعية غير مؤهلين على قراءتها بشكل صحيح· أما عن فيلم بسام الوادي ''حكاية بحرينية'' فقال: فيلم الذوادي قراءة لمرحلة سياسية تدور عبر مسارين: الأول عبر الجور الذي يقع على البنت الشابة، والتي أجبرت بالزواج من رجل عنيف وانفصلت عن حبيبها، وبالتالي عن النشاط الاجتماعي، وأدخلت في سجن منزلي حجب حرياتها· والمسار الثاني: الصبي الذي أجبرته الأحداث على العزلة، وفقد بذلك حريته المنشودة وأحلامه المرموز لها بالحمام الطائر· فنحن، إذن، إزاء جيلين مغيبين· جيل البنت المقموعة، وجيل الطفل المعزول· جرأة الذوادي تكمن في كشف هذين المسارين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©