السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احفظ الله بامتثال أوامره.. واجتناب نواهيه

19 مايو 2018 18:42
أحمد محمد (القاهرة) اصطفى الله تعالى هذه الأمة من بين سائر الأمم، ليكتب لها التمكين في الأرض، وهذا لا يتحقق إلا بوجود تربية إيمانية جادة تؤهلها لمواجهة الصعوبات، في سبيل نشر هذا الدين، وإقامة شرع الله في الأرض، ومن هذا المنطلق حرص النبي، صلى الله عليه وسلم، على غرس العقيدة في النفوس المؤمنة، وأولى اهتماماً خاصاً للشباب، فهم اللبنات القوية والسواعد الفتية التي يعوّل عليها لنصرة هذا الدين، وتحمّل أعباء الدعوة. عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال كنت خلف النبي، صلى الله عليه وسلم يوماً، فقال: «يا غلام، إني أُعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف». قال العلامة ابن باز، هذا حديث عظيم، احفظ الله في طاعته والاستقامة على دينه يحفظك من كل شر، احفظ الله تجده تجاهك يعني أمامك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، هذا مشروع للمؤمن أن يعتني بهذا وأن يحفظ حدود الله ومحارمه، وأن يؤدي الواجبات ويجتنب كل ما نهى الله عنه، فهذا من أسباب حفظ الله له، ومن أسباب توفيقه، وكذلك ينزل حاجته بالله، يسأل الله ويستعين به، كل هذا من أسباب التوفيق، يسأل ربه كل حاجة، فييسر له، ويعطيه ويرحمه، ويكفيه شر الذنوب ويعينه على الطاعة، ويرزقه الرزق الحلال، ويحفظ الله بحفظ طاعته وترك معصيته. وقال ابن رجب الحنبلي، قوله، صلى الله عليه وسلم: «احفظ الله»، يعني احفظ حدوده، وحقوقه وأوامره ونواهيه، وحفظُ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتناب، وعند حدوده، فلا يتجاوز ما أمر به، فمن فعل ذلك، فهو مِنَ الحافظين لحدود الله الذين مدحهم في كتابه: (هَ?ذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَ?نَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ)، «سورة ق: الآيات 32 - 33»، ومن أعظم ما يجب حِفظه من أوامر الله الصلاة، وقد أمر الله بالمحافظة عليها، وكذلك الطهارة، فإنها مفتاح الصلاة، ومما يُؤمر بحفظه الأيمان. وحفظ الله لعبده يدخل فيه حفظه له في مصالح دنياه، في بدنه وولده وأهله وماله، واعلم أن سائر المخلوقين، لو اجتمعوا كلهم على أن ينفعوك بشيء، على خير الدنيا والآخرة، لم ينفعوك بشيء من الأشياء، إلا بما قد كتبه الله لك، وأثبته في اللوح المحفوظ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©