الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمود عبود يرسم المرأة في تجلياتها المتعددة

محمود عبود يرسم المرأة في تجلياتها المتعددة
26 يونيو 2010 21:48
في معرضه الذي أقيم مؤخرا في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بالشارقة وحمل عنوان «ما تبقى من الحكاية» قدم الفنان التشكيلي العراقي محمود عبود، المرأة في حلاتها المختلفة وتجلياتها المتعددة، حيث رسمها في ست عشرة لوحة تحمل ثيمة واحدة شديدة التنوع هي: المرأة. وهذا الانطباع الأول الذي يبدو في اعمال عبود، عند النظر إليها، ربما يكون مصدره الغموض الذي يحيط بالمرأة كما لو أنه هالة، لكنه غموض يثير اهتمام العين، فالمرأة هنا ذات مقاييس جمالية تشبه تلك التي كانت سائدة في تماثيل النساء في حضارات المنطقة القديمة. كما هي الحال في لوحتي «الجميلة»، و»عشتار في الأحمر»، إنها امرأة ممتلئة الجسد وتكاد تكون بلا تفاصيل سوى تلك الخطوط التي تشير إلى طبيعة الجسد الأنثوي، لكن الفنان في لوحات أخرى يضيف عناصر قليلة توحي بأن هذه المرأة هي امرأة تحيا في هذا العصر أيضا، مثل ما يشبه الكتابا، وماكينة خياطة تملكها من النوع الذي تملكه امرأة في حي شعبي، هما العنصران اللذان يجعلان الناظر إلى اللوحة يشعر بذلك. لكن عبود محمود يضيف في أعمال أخرى الديك، لا بوصفه عنصرا جماليا فحسب، بل عنصرا ترميزيا أيضا، حيث للديك معان كثيرة في حياة المجتمعات القديمة، ويحمل صورتين متناقضتين الأولى تتصل بامتلاكه المعرفة، والثانية تتمثل بـ»الفحولة»، وهو في اختلاف صوره ـ أي الديك ـ في لوحات محمود عبود يمتلك جماليته الخاصة، فهو لونيا، وبالتالي شعوريا، وامتداد للمرأة، وعبره يخلق الفنان توزانا وتناغما يجعل اللوحة تحتاج من الناظر إليها إلى أكثر من مِراس وأكثر من تجربة جمالية واحدة لإدراك هذه العلاقة التي تبدو علاقة «حلمية» بين المرأة والديك، في اللوحة بالطبع. وبدءا من عنوان المعرض «ما تبقى من حكايات» مرورا بعناوين اللوحات، يلحظ المرء أن «شهرزادا» من كل الأزمنة والأمكنة هي الحاضرة بسطوع على السطح التصويري. وهنا لجأ الفنان في بعض أعماله إلى تجريدية تعبيرية في مسعى ربما للكشف عن جوّانيات لامرأة واحدة، لكنّ حضورها متعدد، حتى كأنها قادمة من مخيلة قديمة، أو ربما هي امرأة محلوم بها ولديها حكاية تقولها، حيث بحسب تأويل هذه الأعمال، فإن شهرزاد هي كل امرأة، وحيث الحكاية هي المرأة ذاتها وقد تطابقتا. ومن الواضح أن الفنان محمود عبود قد خلق توازنا بين الكتل اللونية على السطح التصويري الذي خلى من الضربات السريعة والحادة التي تصنع الملمس الخشن والخط القاسي الحاد، واستعاض عن ذلك بتناغم لوني مريح للعين مثلما أنه جاذب للبصر.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©