الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الظهوري: مقتنياتي التراثية تجسد البادية الإماراتية

الظهوري: مقتنياتي التراثية تجسد البادية الإماراتية
16 أغسطس 2016 21:40
السيد حسن (الفجيرة) كلنا نحب الوطن ونجتمع على حبه، ولكن كل منا له طريقته في التعبير عن هذا الحب، فالبعض يعبر عن حبه بقصيدة شعرية، أو أغنية في حب الوطن، أما المواطن عبدالله علي راشد الظهوري (74 سنة)، المعروف بـ«أبو عبدالله» من منطقة دفتا برأس الخيمة، فيعبر عن حبه للوطن بإحياء مفردات التراث الشعبي، والحفاظ عليها من الاندثار والتلاشي. حول أبو عبدالله، ابن البادية الأصيل، بيته إلى متحف شعبي، يضم المفردات التراثية الشعبية التي كانت تحيا في بادية الإمارات وجبالها الموغلة في القدم. وما إن تأتيه بطاقة لدعوة من مدرسةٍ ما، حتى يقف على قدميه وقد شرع أبواب داره على مصراعيها، مستقبلاً الطلاب الذين هم الأجيال الجديدة، وتجده ببساطته المعهودة، يحتوي أولاده القادمين من قاعات الدرس، ليشاهدوا أمامهم تراثهم التليد في جنبات الدار، وقد شعروا بنوعٍ من الحنين استدعته جيناتهم الوطنية الأصيلة، فراحت أعينهم تجول وتصول في أرجاء المكان، وقد أصغت آذانهم إلى كل كلمة وهمسة وإشارة تخرج من أبي عبدالله، راعي تراث الأجداد في متحفه الصغير. زمن البساطة حين يدور الحكي، ويستبد الشوق للبداية، يأخذك أبو عبدالله إلى زمنٍ كان أهم ما يميزه البساطة والشهامة والطيبة والأصالة، يغوص بك من بادية إلى بادية وهو يجهز بعيره للرحيل، يجمع السبطان والشقاد والمحدبة والمحوى وحيزة، وجميعها أشياء ومشغولات يتم وضعها على ظهر البعير، حين يشرع الرجل في بدء رحلته وتجواله. يقول أبو عبد الله: «جميع هذه الأشياء الأولية، أقوم بصناعتها بنفسي حتى الآن، وقد تعلمتها من والدي والبيئة المحيطة قبل دخول عصر النفط، حيث كنا نحيا في بادية رأس الخيمة والمنطقة الشرقية، وكل شيء كنا نصنعه بأنفسنا، ولأننا كنا نعتمد على الناقة والبعير في تنقلاتنا بين المناطق والإمارات المختلفة في السابق، لذا كنا نقوم بصناعة كل المستلزمات التي يتم وضعها على ظهر البعير لضمان ركوبة غير متعبة، أو التي يتم وضعها على ظهره وتحمل الكثير من الأكل والشرب لنا جميعاً». الموروث الشعبي وذكر أبو عبدالله أن الشداد الخشبي، يعد من احتياجات الإبل للركوب عليها، «وهذا الشداد الخشبي لا أقوم شخصياً بصناعته، وإنما يوكل أمره إلى نجار محترف في هذا الأمر، وأقوم أنا بوضع تصور لهذا الشداد بينما يقوم النجار بصناعته، وجميع المفردات التراثية الموجودة لدي في متحفي الخاص ببيتي، ليست للبيع والتجارة، وإنما أردت أن أقوم بدور في إيصال رسالة إلى المجتمع المحلي، وهذه الرسالة تؤكد أهمية غرس قيمة الموروث الشعبي ومفرداته التراثية لجميع الأجيال، وقد اعتمدت على رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله) ثراه للتراث والموروث الشعبي بكل أشكاله وألوانه». رحلات مدرسية يقول أبو عبد الله:«سعادتي تنبع من قيامي بتقديم معلومات تراثية وشعبية للأجيال القادمة، الذين يأتون إلى متحفي المتواضع من خلال رحلات مدرسية رسمية. ودوري لا يقتصر فقط على دفتا وما يجاورها من مناطق في محيطها وبعيداً عنها، ولكن يمتد حتى إمارة الشارقة، عندما أحمل أدواتي التراثية مشاركاً بها في معرض تراثي محلي أو خليجي أو عربي، وهنا تكون درجة الاستفادة بالنسبة للأجيال المختلفة أكبر وأعمق وأشمل، فإذا كانت الرحلات تأتيني بالعشرات، فإن مشاركات المعارض التراثية تمكن المئات من رؤية مقتنياتي التراثية بعمق وأريحية». الفخاريات القديمة يخصص عبد الله علي راشد الظهوري قسماً خاصاً للفخاريات داخل متحفه الخاص، فإذا ما جلست في هذا القسم، شعرت وكأنك في مجلس عمره مئة عام وربما أكثر من ذلك بكثير، وحول فخارياته المتنوعة، ويشرح أبو عبدالله:«الخرس واليحلا وكوز الماء هي أدوات قديمة جداً، عاشت في بالبادية وفي الجبال وحتى داخل البيئة البحرية، وفي الخروس كانوا يخزنون الماس أو الأرز أو التمر، ومن الخروس الكبير والصغير، وإنسان الإمارات يستخدم الفخاريات من آلاف السنين، وقد أثبتت ذلك تنقيبات الفرق الأثرية في أماكن عديدة براس الخيمة والفجيرة والإمارات الأخرى، ويتم صناعة الخروس من الطين، ثم يقومون بحرقه لعدة أيام متتالية، حيث يوقد عليه الخشب حتى ينضج تماماً، كما يوجد بالمتحف العديد من الصور الأثرية والتراثية القديمة لأشخاص أو لأماكن تراثية لها تاريخ كبير في المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©