الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزواج السعيد 1/2

26 يونيو 2010 21:37
الأسرة هي نواة المجتمع ولبنته، وهي القوة الأولى في بنائه والمصنع الحقيقي لصناعة الأجيال وبرمجة أخلاقهم وموروثاتهم وسلوكهم وتصرفاتهم ونفسياتهم. ولذا على هذه اللبنة أن تنشأ بطريقة صحيحة وسليمة وقوية، وأن تكون مترابطة ومتفاهمة ومتعاونة، وهذا الأمر يأتي من بداية التفكير بالزواج وصولاً لتحقيق «الزواج السعيد». فعندما خلق المولى عز وجل آدم عليه السلام، خلق له بعد مدة حواء من ضلعه ليأنس بها ويخلد لها، وقد قال الله تبارك وتعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(الروم:21). فالآية الكريمة احتوت على كثير من المفردات التي تفصّل المعنى العميق والترابط القوي بين الزوجين، فكلمة «أنفسكم» تعني من النوع والصنف نفسه، وكلمة «أزواجاً» تعني التكامل (التضاد التكاملي)، وكلمة «لتسكنوا» الهدوء والسكينة والاستقرار وراحة البال والتآلف، وكلمة «إليها» إشارة إلى مكان السكون والهدوء، وكلمة «بينكم» تدل على وجود فجوة تحتاج لتملأ ليلتحم الاثنان، وكلمة «مودة» تعني محبة ومعزة، وهي المادة الأساسية للانجذاب ولخلق التآلف والاندماج خاصة في بداية الحياة الزوجية، وكلمة «رحمة» تعني العطف، وهي المادة الأساسية التي يحتاجها الزوجان عند الكبر، عندما تختفي مقومات الجذب التي كانت في مرحلة الشباب، وقد تكون الرحمة كذلك الأبناء والذرية، المشتقة من الرحم وصلة الأرحام. إذن فالهدف الحقيقي من الزواج هو تحقيق أسرة، هذه الأسرة تشكل جزءاً من المجتمع، ولكن عزيزي القارئ لماذا نجد أسراً مفككة وأسراً مستقرة وسعيدة؟!! فلابد من وجود ما يعكر صفو بعض الأسر، ووجود ما يساعد على تماسك الأسر الأخرى. إليك عزيزي القارئ بعض معوقات الزواج السعيد عند الفتيان والفتيات: المبالغة في المهر ولوازم العروس، وإقامة الحفلات مما يرهق كاهل الزوجين معاً. عدم معرفة كثير من الشباب معنى وقيمة الزواج، وهذا ما يجعل كثيراً من الأسر في معاناة في السنوات الأولى من الزواج. وجود بعض النماذج غير الجيدة في حياتهم كفشل الحياة الزوجية لآبائهم أو لأحد أقاربهم، أو أحد أصدقائهم، الأمر الذي يؤثر في طريقة التعامل والتخوف من المستقبل. عدم توعية وتثقيف الفتيان والفتيات على مفهوم الحياة الزوجية والحقوق المترتبة عليها. الشعور بالندية حيث تصبح العلاقة بين الأزواج علاقة خصم لخصم (عدو لعدو). عدم امتلاك فنون الحوار، وتركيزهم على سلبيات شريك الحياة. وللحديث بقية حول الفروق بين الذكر والأنثى ومقومات الزواج السعيد. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©