الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وكالة إعلانية فرنسية تبث الحياة في مهنة «ساعي البريد»

وكالة إعلانية فرنسية تبث الحياة في مهنة «ساعي البريد»
26 يونيو 2010 21:35
رغم أن الرسائل البريدية قد ودعت عصرها الذهبي الذي عرفت به في النصف الثاني من القرن العشرين مع انحسار استخدامها لحساب البريد الإلكتروني ووسائل التراسل الهاتفية، إلا أن التطور الذي كانت وصلت إليه البنية التحتية لشبكات البريد الشخصي في بعض البلدان تجعل القيمين عليها يفكرون بسبل جديدة لتوظيف واستثمار هذه الشبكات بطرق عصرية واقتصادية مربحة وبشكل يرسخ ويعيد الحياة إلى مهنة ساعي البريد. وتمتلك المؤسسة العامة للبريد في فرنسا (لا بوست) شبكة نادرة من الموزعين يبلغ عددهم 13 ألفا و500 ساعي بريد، وهي تمتد إلى عدد من بلدان الجوار الأوروبية وتستخدم أكثر سبل المواصلات سرعة وتطوراً بما فيها القطارات السريعة، وكان آخر ما تفتق عنه ذهن المسؤولين الفرنسيين للاستفادة من هذه الجيش من الموزعين هو إنشاء وكالة إعلانات متخصصة تسمى “ميديا بوست بوبليسيتي” (Mediapost Publicité ) تم الإعلان عنها في 16 الشهر الجاري . وقالت “لا بوست” في بيان صحفي على موقعها على الإنترنت (http://www.mediapost.fr ) إن إنشاء هذه الوكالة يهدف إلى ترويج وسائل الإعلان المنزلية “هوم ميديا” التي تشمل الرسائل الموجهة بأسماء أشخاص بعينهم والمطبوعات الدعائية الموزعة على العلب البريدية إضافة إلى البريد الإلكتروني والرسائل الهاتفية النصية، على أن يكون المولود الجديد شريكا لوكالات الدعاية والإعلانات ووسائل الإعلام الأخرى في إثراء استراتيجيات المعلنين. واعتبرت أنه باستحداث الوكالة الجديدة تكون الرسائل البريدية قد تحولت إلى وسيلة إعلامية (سابعة) قائمة بذاتها. ولأن سوق الإعلانات كان في السنوات الأخيرة “عرضة لانقلابات كثيرة بعد ظهور الإنترنت والهاتف النقال والتعديل الذي طرأ على العادات الإعلامية للمستهلكين” فإن الوكالة المستحدثة تنسجم مع بحث المعلنين “عن دعائم جديدة تخدم فعالية رسائلهم الإعلانية “حيث إن مهمتها تتركز في إيجاد أفضل الحلول التي يمكن أن يقدمها “الإعلام المنزلي” لهم وتقديم دراسات وخدمات تدمج مميزاته في الخطط الإستراتيجية للمعلنين وحملاتهم التسويقية. واستنادا إلى بيان “لا بوست” فإن 81% من الفرنسيين يقومون بالاتصال بنقاط البيع إثر توزيع الرسائل البريدية (وفق مسح شركة “سوفريس” للعام 2008) التي يعتبرها المستهلكون مصدراً لا بد منه في اتخاذ قراراتهم التسويقية، وتتطلع الوكالة الجديدة إلى أن تلعب هذه الرسائل دورا مكملاً لوسائل الإعلام الأخرى التقليدية والرقمية، وقد تعهدت بأن تقدم للوكالات الإعلانية وللمعلنين “أفضل الخدمات في مجال المطبوعات والأدوات الرقمية الإعلانية”. ويذكر أن خدمات “لا بوست “ تشمل أيضاً إيصال الطرود السريعة والشحنات التجارية إلى جانب النشاط المصرفي وهي خدمات شهدت تطورات متلاحقة منذ الجذور الأولى التي تعود إلى القرن الخامس عشر حين بدأت في عهد لويس الرابع عشر بإيصال الرسائل العسكرية. وقد تحولت “لا بوست” في العام 1991 إلى مؤسسة عامة مستقلة وانفصلت كليا عن وزارة الاتصالات، أما آخر حلقات هذا التطور فجاء مع مطلع مارس الفائت بتحولها إلى شركة مقفلة وبإضافة 2,7 مليار يورو (نحو 3,24 مليار دولار) إلى رأسمالها وذلك استعدادا لانتقال قطاع البريد في فرنسا وأوروبا عامة إلى الانفتاح والمنافسة المشرعة الأبواب.وبلغ رقم مبيعات “لابوست” في العام الماضي 20,5 مليار يورو (24,6 مليار دولار) وهي تستخدم نحو 287 ألف موظف وعامل. وبينما بلغ حجم النشاط التجاري للمنشورات الدعائية في “لابوست” حالياً 480 مليون يورو فقط (نحو 576 مليون دولار) فإن قيمة السوق الإعلاني الفرنسي الذي يشمل المنشورات الدعائية والرسائل الإلكترونية يبلغ أكثر من سبعة مليارات يورو (نحو 8,5 مليار دولار ) في السنة، وسيكون من مهمة الوكالة الجديدة قطف حصة أكبر من هذا السوق. في هذا الصدد، قالت رئيسة الوكالة نتالي اندريو في تصريحات صحفية “يجب علينا التحدث بنفس لغة الوكالات التي تشتري المساحات الإعلانية والدعائية”، مشيرة إلى أن الوكالة تمتلك مفتاحاً سحرياً ألا وهو عناوين ملايين الفرنسيين بشكل يجعلها في موقع مميز في خريطة التسويق هذا إضافة إلى ستة ملايين عنوان بريد إلكتروني في قاعدة بيانات “لابوست” مما يمكن الوكالة من الوصول إلى 26 مليون وحدة سكنية في أسبوع واحد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©