الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صحافة الموجو» تزدهر في إقليم آسيا-المحيط الهادئ

«صحافة الموجو» تزدهر في إقليم آسيا-المحيط الهادئ
26 يونيو 2010 21:34
تتفاوت أهمية تكنولوجيا الاتصال في العمل الصحفي بين بلد وآخر تبعاً للظروف الخاصة التي يعيشها العاملون في عالم نقل وبث الأخبار، وفي هذا السياق يبدو أن صحافيي إقليم آسيا - المحيط الهادئ هم من بين الأكثر استفادة من بعض أدوات الثورة الرقمية، لاسيما الهواتف الذكية حيث أخذ ينتشر مفهوم جديد يعرف باسم “صحافة الجوال” (Mobile Journalism أو MoJo اختصاراً). دور حاسم نشرت مجلة “News Irrawaddy” المتخصصة في شؤون بورما وجنوبي شرق آسيا مؤخراً تحقيقاً كتبه كارا كانتوس بعنوان “صحافة الجوال تزدهر في آٍسيا” وهو يربط بين الدور الحاسم لاستخدام وسائط تكنولوجيا الاتصالات الجديدة والاهتمام العالمي غير المسبوق بالتطورات التي حصلت في آسيا مؤخرا مثل موجة الاحتجاجات التي شهدتها بورما والتفجيرات في جاكرتا والأعاصير التي ضربت كتسانا في الفلبين وعدداً آخر من دول الإقليم، وجاء في التحقيق “احتلت الهواتف الجوالة حيزا مهما في سرعة انتشار تطورات هذه الأحداث فمع الهواتف الذكية والإنترنت أصبح باستطاعة صحافيي الجوال وضع أي أخبار بسهولة غير مسبوقة في وسائل إعلامهم محررة بالكامل وبات بإمكان الصحفيين في الوقت نفسه تزويد قصصهم بصور ورسومات”. وفي بورما، التي تسمى رسميا ميانمار، وعلى الرغم من الرقابة الشديدة، أثبتت الهواتف النقالة فعالية خارقة من خلال بث ونشر أخبار إلى الرأي العام المحلي والأجنبي في آن، كما يقول مندوب وكالة الصحافة الفرنسية في بورما مون مون ميات، الذي يضيف “من المأمون أن تنقل ما يجري عبر الهاتف النقال، إنه أقل خطورة بالنسبة لنا. كما يمكن بسهولة إخفاءه إذا استدعى الأمر ذلك”. ويقول خبراء الإعلام في المنطقة إن الهاتف النقال أصبح بسرعة قياسية أداة لنشر الأخبار في آسيا، وإن تغطيات الأخبار الهاتفية أصبحت مستخدمة عبر شبكات البث الرئيسية مثل الجزيرة وأدت هذه الظاهرة إلى نشوء ما يسمى “صحافة الجوال” أو “موجو” وهو مصطلح يعني استخدام تكنولوجيا الاتصال والإعلام وضمنها الهاتف النقال من أجل نقل ونشر القصص الإخبارية والصور والفيديو على شبكة الإنترنت في غضون ثوان من إعدادها. وعادة ما يستخدم هذا النوع من الأخبار في مواجز الأخبار التي تتناول دولاً تخضع فيها وسائل الإعلام لقيود مشددة. نمو تاريخي لفتت هذه الظاهرة أستاذ الصحافة في جامعة ديكان في استراليا، دكتور ستيفن كوين الذي ألف كتاب “موجو - صحافة الجوال في إقليم آسيا” وذكر فيه أن أكثر من أربع بلايين ومائتي مليون جهاز هاتف كانت تستخدم في منتصف العام 2009 وأن نحو 43 % منها تستخدم في إقليم آسيا. ويقول اتحاد الاتصالات العالمي (ITU) إن الهاتف الجوال هو أداة الاتصال الأسرع نموا في التاريخ حيث إن النسبة المئوية لزيادة المستخدمين في العالم النامي قفزت من 18% في عام 1997 إلى 97% في عام 2007. ولأن الهواتف النقالة منتشرة بشكل عادي في الدول النامية عامة فإن من السهل على الصحفيين الاختباء وسط الجماهير أو التمويه على عملهم ،في الفلبين من المعتاد أن يستعمل الجوال في أخذ والتقاط الصور وتسجيل الكوارث وحوادث النزاعات. ويقول جيمي دومينجو وهو مصور صحفي وأحد الأعضاء المؤسسين للمركز الفلبيني للتصوير الصحفي ?إن “المصورين هم في الخط الأمامي. إنهم يحتاجون للتواجد حيث تحدث الأخبار، وأحيانا يكون استخدام الهاتف النقال أفضل وسيلة لالتقاط صورة، خاصة إّذا كان مجال الوصول إلى مكان الحدث ضيق جدا”. كما أن المصورين والصحفيين المزودين بكاميرات الفيديو الذين عليهم نقل تغطياتهم وملفاتهم إلى غرف التحرير والأخبار بسرعة يجدون اختراع الكاميرا النقالة الجوالة أسهل . وتسمح الأجهزة مثل مسجل “فليب فيديو” للصحافيين بنقل تسجيلاتهم مباشرة إلى الكمبيوتر أو بنشر الفيديو على الويب. ويمكن لجهاز “فليب مينو” الذي يقل وزنه عن 150 جراماً أن يلتقط ويصور فيديو عالي الدقة ( أتش –دي). ويملك جهاز شركة “آبل/ آيفون” أيضا تطبيقات تمكّن من نقل الفيديو إلى جهاز بث لاسلكي أو متعدد الوسائط. ويمكن لـ”بوديو” (Poddio) المصمم للبث اللاسلكي تسجيل وتحرير وإرسال حزمة إخبارية متكاملة عبر الآيفون وأسرع من أي جهاز كمبيوتر نقال. ميزات تكنولوجية في ضوء هذه المميزات التكنولوجية تتوقع شركة الأبحاث “داتامونيتور” (Datamonitor) أن يقفز استخدام الهاتف الجوال في منطقة آسيا المحيط الهادئ من 389 مليون جهاز في العام 2007 إلى 890 مليونا في العام 2012. وقال دكتور كوين في منتدى عقد حديثا في مانيلا إن هذه المعطيات سوف تجعل انتشار وتسليم الأخبار أسرع بكثير “ومع الإمكانات التكنولوجية للأدوات الحديثة سيصبح بمقدور “موجو” أو “صحفي الجوال” نشر قصص وتحريرها وتحويلها إلى الويب بسهولة وهو في الميدان وفقط بعد لحظات من وقوع الحادث”. وبينما يمكن لشخص واحد أن يحمل جوالا، فإن فريقاً متخصصا لتصوير فيديو (التلفزيون) يحتاج لتجهيزات عديدة مثل الكاميرا وحامل للكاميرا وكمبيوتر نقال وكابلات. ويضيف كوين “الأدوات يجب أن تكون سهلة الاستخدام بحيث لا تكون حائلا دون نشر القصة الإخبارية”. ومع ذلك فإن الخبراء يتفقون على ضرورة التمسك بالقواعد المهنية للعمل الصحفي حيث يقول كوين “ليس ممكنا أن تمارس أو تصنع إعلاما جديداً قبل أن تقوم بالإعلام القديم بطريقة صحيحة”، مشيراً إلى أن قاعدة صلبة في الصحافة والبحث ومهارات الكتابة ومعرفة المعايير والقيم هي أمور حيوية للصحفيين”. ويتفق المصور الصحفي دومينجو مع ذلك بالقول إن المصورين عليهم أولاً معرفة كيف يستخدمون الكاميرا العادية للتغطيات الصحفية، على أن يستخدموا الهواتف النقالة فقط حين يستدعي الظرف ذلك، وإذا “وقع حدث في مكان مسموح به فقط باستخدام الهاتف النقال فإن أهم شيء هو القدرة على إخراج المصور إلى الخارج حيث يمكنه إخبار ورواية القصة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©