أبوظبي (الاتحاد)- نظم مركز جامع الشيخ زايد الكبير، مساء أمس الأول، في مقره في أبوظبي، محاضرته الشهرية الأولى، ضمن برنامجه “الذكر الحكيم”، بعنوان “روائع التبيان”، ألقاها الشيخ وسيم يوسف، بحضور نحو ألف شخص من المهتمين والمصلين بجامع الشيخ زايد الكبير.
وتعد المحاضرة، التي بدأت عقب صلاة المغرب، بداية سلسلة من المحاضرات، ينظمها مركز جامع الشيخ زايد الكبير شهرياً، في إطار دوره الحضاري والفكري والثقافي، وذلك بهدف التفاعل مع المجتمع المحلي وتنميته ثقافياً ومعرفياً، فيما تهدف المحاضرة إلى التشجيع على قراءة القرآن والالتفاف حوله، وتوضيح روائع التبيان في “كتاب الله” من الناحية البلاغية، وكذلك توضيح الإعجاز اللغوي في آيات القرآن، وهو نوعان إعجاز بياني وإعجاز تصويري.
وتحدث الشيخ وسيم يوسف عن تدبر القرآن ودوره في توحيد البشر على كلمة سواء، وتناول سورتي “يوسف”، و”الكهف”، من حيث النواحي البلاغية، وقدم تأملات في سورة “يوسف”، وكيف تبدأ المسامحة والعفو، مؤكداً أن الانتقام ليس من شيم المؤمن.
ولفت إلى أن سورة “يوسف” تبين لنا أن المرء يجب أن يحفظ أسراره “لا تقصص رؤياك”، مشيراً إلى أن إخوة يوسف حسدوه لقربه من أبيه، وأن بذرة الحسد موجودة لدى كل إنسان.
وبين المحاضر أسلوب الاختصار والالتفات القرآني في “سورة يوسف”، متحدثاً عن سر ذكر “قميص يوسف” ثلاث مرات، حيث ذكر في قتله وبراءته، وفي دليل حياته، وذلك لأن بني إسرائيل قالوا “إن يعقوب تشاءم من القمصان فلم يلبسها لأنها كانت دلالة على موت يوسف”، فرد الله عليهم من غير التعرض للتهمة بأن القميص كان دلالة براءة وحياة يوسف، فكيف يتشاءم “يعقوب” .
وقال الشيخ وسيم يوسف إن سورة “الكهف” تؤكد لنا أن الإيمان يزيد المرء هدى، والعاقبة دائماً لمن يصبر، وإذا لجأ المرء لله عزو وجل، وكان ما يملك قليلاً، فربما نصره الله بهذا القليل “فهم أووا إلى الكهف ولاشيء فيه فجعله الله ملاذا لهم”.
يشار إلى أن مركز جامع الشيخ زايد الكبير سيعلن عن موعد محاضرته الشهرية المقبلة وموضوعها في وقت لاحق .
ويذكر أن مركز جامع الشيخ زايد الكبير، التابع لوزارة شؤون الرئاسة، يحظى برعاية ومتابعة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وأُسس المركز ليكون نواة للحركة الثقافية والفكرية التي تتمحور حول القيمة الثقافية والوطنية التي يمثلها الجامع، والتي تعبر عن المفاهيم والقيم التي رسخها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمتجذرة في الوجدان والوعي، والتي تشكل امتداداً للهوية الوطنية المستلهمة من تعاليم ديننا الحنيف.
عدد اليوم
