الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الحيوانات السائبة .. «قاتل متنقل» للسائقين و «رفيق مزعج» للأهالي

الحيوانات السائبة .. «قاتل متنقل» للسائقين و «رفيق مزعج» للأهالي
1 مايو 2014 13:28
تجددت شكاوى أهالي رأس الخيمة من انتشار الحيوانات السائبة التي تحولت إلى «قاتل متنقل»، بحسب تعبيرهم، يتجول في الأحياء السكنية وعلى الطريق العام، متسببة بـ «هاجس مقلق وكابوس مزمن» للسكان والسائقين، محذرين من خطورتها ووقوفها وراء عدد من الحوادث المرورية المؤسفة. وطالب السكان بالإسراع في حل هذه المشكلة وضبط الحيوانات الطليقة التي تتمثل في الجمال والأبقار والأغنام مع انتشار ظاهرة «الحمير والكلاب البرية»، التي تتكاثر بسرعة، وتتسبب في ترويع المواطنين في عدد من المناطق السكنية في الإمارة، مطالبين بالتخلص منها أو تصديرها للدول الأخرى التي يمكن أن تروضها وتستغلها. تحقيق: عماد عبدالباري وروى عدد من سائقي السيارات من مستخدمي الطريق الداخلية والخارجية في الإمارة معاناتهم اليومية مع رؤوس الماشية السائبة، حيث تقتحم الطريق بشكل مفاجئ، وتتسبب في إرباك حركة المرور، داعين إلى إلزام أصحابها بتربيتها في حظائر خاصة بها بصورة حضارية منظمة، لا تضر بالسلامة العامة، ولا تمس المشهد الجمالي لمناطقهم. من جهتها، أصدرت الجهات المختصة في رأس الخيمة على مدى السنوات الماضية عشرات القرارات بمصادرة الحيوانات السائبة بعد تعدد الحوادث المرورية التي تسببها هذه الحيوانات التي تجوب الطرق العامة بلا رقيب، لكن في كل مرة تصادر الحيوانات ويتسلمها أصحابها بعد التعهد بعدم تركها في الطرق العامة، يعاد تكرار المشكلة مرة أخرى. وفي هذا الإطار، وطبقاً لبيانات إدارة المرور والتراخيص برأس الخيمة، فقد تم تسجيل 294 حادثاً مرورياً خلال العام المنصرم 2013، نجم عنها إصابة واحدة وصفت بالبسيطة، بينما تم تسجيل 81 حادثاً مرورياً خلال الربع الأول من العام الجاري 2014. ظاهرة قديمة متجددة وقال المواطن عارف الزعابي إنه من الصعب أن تجد مواطناً في رأس الخيمة لم تصادفه مرة على الأقل حيوانات سائبة كادت تتسبب له بحادث، معتبراً أن مشكلة الحيوانات السائبة قديمة ومتجددة، وتبرز بشكل متفاوت بين حين وآخر ومكان وآخر وفقاً للموقع وعدد سكان المنطقة وتتسبب في إلحاق الضرر بالمزروعات والأشجار العامة والخاصة إلى جانب تسببها في وقوع العديد من الحوادث المرورية خاصة في الشوارع والطرقات البعيدة عن مراكز المدن وعن الرقابة. وأشار إلى أن وجود الحيوانات السائبة في الشوارع والطرقات يشكل خطراً يتربص بالسائقين ومستخدمي الطرق خصوصاً أثناء الليل. ودعا الزعابي الجهات المختصة في دائرة بلدية رأس الخيمة ودائرة الأشغال والخدمات العامة إلى إنشاء حظائر للحيوانات خارج المدن والأحياء السكنية ومعاقبة أي شخص لا يلتزم بوضع حيواناته خارج المناطق السكنية وبعيداً عن الشوارع. ودعا أصحاب الحيوانات السائبة بمختلف أنواعها إلى عدم تركها دونما رقابة خاصةً في ساعات الليل التي تنخفض فيها مستويات الرؤية للحد من تسببها في وقوع الحوادث المرورية وما ينتج عنها إصابات بشرية قد تصل إلى وقوع وفيات إلى جانب ما تعكسه من صورة غير حضارية لواجهة الإمارة، لافتاً إلى أنه يتم اعتبار أصحاب الحيوانات السائبة التي تتسبب في وقوع حوادث طرفاً في القضية وبالتالي يتحملون الأضرار التي تلحق بالآخرين حسب القوانين. الحمير البرية وشكا زيد الشحي من أبناء منطقة السيح من انتشار الحمير البرية في الأحياء السكنية، معتبراً أنها تشكل رعباً حقيقياً للمواطنين، داعياً الجهات المختصة إلى ضبطها وتصديرها للدول التي تستفيد منها في جمع النفايات وفي الأعمال الزراعية وغيرها حيث إنها ممكن أن تشكل مردوداً اقتصادياً للجهات الحكومية وتريح أهالي المناطق السكنية من خطورتها وإزعاجها، خصوصاً في أوقات الليل حين يكثر نهيقها. وأشار الشحي إلى المخاطر المحدقة بالسائقين نتيجة وجود الحيوانات السائبة في الشوارع، على الرغم من وجود قانون من المجلس البلدي يمنع تركها في الشوارع إلى جانب الجهود التي تبذلها دائرة الأشغال والخدمات العامة في ضبط ومصادرة الحيوانات السائبة من شوارع الإمارة، مضيفاً أن المسؤولية الأساسية في انتشار هذه الظاهرة تقع على عاتق أصحاب هذه الحيوانات في ظل عدم التفاتهم إلى المخاطر الناجمة عنها. ولناصر أحمد تجارب عديدة مع الحيوانات السائبة التي تنتشر بالقرب من الشوارع والطرق الخارجية، حيث قال: آخر مرة نجوت فيها من حادث الاصطدام كان الشهر الماضي على طريق المؤدي إلى الخران المطار، وقبل وصولي إلى رأس الخيمة، حيث فوجئت بجمل يجتاز الطريق قبل الغروب بقليل ولولا انحرافي بالسيارة لوقع الحادث»، مضيفاً أن الظاهرة تكثر في عقب هطول الأمطار، حيث يعمر أصحاب هذه الحيوانات إلى إطلاقها من حظائرها للرعي في المراعي التي تنبت في السيح والوديان. وقال علي راشد إن طريق المنامة الذي يربط رأس الخيمة بالمناطق الجنوبية من أكثر الطرق خطورة، حيث يزدحم بعدد كبير من الشاحنات على مدار الساعة إلى جانب وجود كل أنواع الحيوانات السائبة على هذا الطريق الضيق نسبياً. وأوضح أنه في مرات عديدة يتوقف السير ويضطر السائقون للنزول من سياراتهم لطرد هذه الحيوانات وإفساح الطريق أمام السيارات والشاحنات. وبيّن ناصر حمدان، يعمل موظفاً في إحدى الشركات، أن الحيوانات السائبة تهدد سلامة السائقين والركاب، مطالباً بتفعيل الأنظمة التي تحظر ترك الماشية في الطرق والميادين العامة، وفرض العقوبات الصارمة المنصوص عليها بحق أصحابها. واقترح تنظيم محاضرات تثقيفية لملاكها، ومعظمهم من أرباب وربات الأسر، حول خطورة ظاهرة الحيوانات السائبة، وتعارضها مع القيم الحضارية والأبعاد التنظيمية والجمالية، وتوعيتهم آليات تربيتها بصورة منظمة، تنعكس عليهم بفوائد اقتصادية ومادية وغذائية جمة، بعيداً عن العشوائية والتخبط والمساس بالسلامة العامة. وأبدى عدنان يوسف، دهشته من بقاء الحيوانات السائبة على بعض الطرق العامة حتى الآن، على الرغم من أن الشكاوى والمعاناة منها تعود إلى سنوات طويلة، مؤكداً أنها أصبحت تعتبر خطراً يجب التصدي له بكل حزم وصرامة. مسؤولية أصحابها وأكدت المواطنة أم أحمد أن ترك الحيوانات السائبة في الشوارع مسؤولية أصحابها في المقام الأول ويجب مساءلتهم لما تسببه هذه التصرفات من مخاطر على حياة السائقين، إضافة إلى تشويهها للمظهر الجمالي العام للإمارة والإضرار بممتلكات الأهالي من خلال تسلق بعض أنواع هذه الحيوانات أسقف المركبات وأكل الأشجار. ونبهت إلى ضرورة قيام أصحاب هذه الحيوانات بإنشاء حظائر بعيداً عن مساكن الأهالي وممتلكاتهم وإبقاء حيواناتهم بداخلها حفاظاً على سلامة مستخدمي الطرق والممتلكات الخاصة والعامة وللحد من تكرار وقوع حوادث دهس الحيوانات في شوارع وطرقات الإمارة مع تشديد العقوبات المتخذة بحق المخالفين منهم ليكون ذلك رادعاً لهم ولغيرهم. ضبط 325 حيواناً سائباً في رأس الخيمة العام الماضي كشفت دائرة الأشغال العامة عن ضبطها 325 حيواناً سائباً في مختلف مناطق الإمارة خلال العام الماضي، لافتة إلى أنها تتواصل مع المحميات الطبيعية في الدولة لإيواء «الحمير البرية «. وقال المهندس أحمد محمد الحمادي مدير عام دائرة الأشغال والخدمات العامة في رأس الخيمة إن انتشار الحيوانات السائبة يكون بشكل عام في فصل الشتاء، وذلك بعد سقوط الأمطار ونمو العشب، حيث يبادر أهالي المنطقة إلى إطلاق حيواناتهم للرعي، معتبراً أن هذا التصرف يدل على عدم وجود وعي كافٍ لدى الأهالي. وأشار إلى أن الدائرة تقوم بضبط هذه الحيوانات والقيام بالإجراءات اللازمة لإمساكها أو ذبحها في المقصب وفرض الغرامات المالية على أصحابها، حيث تبلغ قيمة غرامة الأغنام 200 درهم، والأبقار 600 درهم، والجمال 1000 درهم. أما بشأن الكلاب الضالة، فأوضح الحمادي أنه يتم التعاون مع مركز إيواء الحيوانات لاستقبال الشكاوى وإرسالها للمركز ومساعدتهم في بعض الأحيان بالقبض على هذه الحيوانات عن طريق الأقفاص، حيث إنه تقع على عاتق المركز مهمة القبض على هذه الكلاب من خلال الفرق المدربة الموجودة لديهم. وحول شكاوى أهالي السيح والزهراء والمناطق الشمالية في الإمارة من انتشار ظاهرة «الحمير البرية» التي تتكاثر بطريقة سريعة وأصبحت تشكل خطراً كبيراً على الأهالي، لفت إلى أنه يتم الآن التجهيز والتنسيق مع محميات في الدولة للقيام بإيواء هذه الحيوانات والعناية بها وتقوم الدائرة بالقبض عليها بطريقة مناسبة تراعي قواعد الرفق بالحيوان وسلامتها. وأكد المهندس الحمادي أن آلية صيد الحيوانات السائبة تتضمن وضع مصائد الحيوانات في المناطق التي يحظر الوجود فيها، وهذه المصائد تراعى فيها سلامة الحيوانات، كما تفرض الدائرة الغرامات على بعض أنواع الحيوانات، وتذبح بعض الحيوانات في المقاصب وتوزع لحومها على الجمعيات الخيرية. وأشار الحمادي إلى أنه ضبط 325 حيواناً سائباً خلال العام الماضي في مختلف مناطق الإمارة، تضمنت 303 رؤوس من الأغنام، و14 رأساً من الأبقار، و8 رؤوس من الجمال. العلكيم: 81 حادثاً مرورياً برأس الخيمة خلال الربع الأول من 2014 أكد العقيد علي سعيد العلكيم مدير إدارة المرور والدوريات بشرطة رأس الخيمة أن مشكلة الحيوانات السائبة في شوارعنا من المشكلات المقلقة والتي تحصد أرواح العشرات من الأبرياء سنوياً، وتعد ظاهرة غير حضارية وخطيرة. ولفت إلى أن قانون المرور لم يغفل هذه المشكلة فتضمنت بنوده العديد من الفقرات للحد من هذه الظاهرة ومعاقبة أصحاب هذه الحيوانات الذين يطلقون العنان لحيواناتهم لتسرح وتمرح في الشوارع وتكون سبباً في قتل مستخدمي الطرق. وأشار إلى أنه تم تسجيل 294 حادثاً مرورياً خلال العام المنصرم، نتج عنه إصابة واحدة بسيطة، بينما تم تسجيل 81 حادثاً مرورياً خلال الربع الأول من العام الجاري. وأكد مدير إدارة المرور والدوريات بشرطة رأس الخيمة أنه يتم تشكيل فريق التوعية والإرشاد للمناطق التي يتم فيها تربية الحيوانات المختلفة، كما يتم إعطاؤهم الإرشادات العامة بعدم ترك الحيوانات خارج نطاق الحظائر وأيضاً إرشادات ونصائح بما يسببه الحيوان من آثار سلبية على الطرق والمجتمع. وقال العلكيم إن بعض من مستخدمي الطريق يبدون تعاوناً كبيراً وملحوظاً من خلال الإبلاغ عن وجود حيوانات سائبة عن طريق هاتف غرفة العمليات وعلى إثرها يقوم المختصون بالبلدية باتخاذ الاجراءات اللازمة. ودعا العقيد العلكيم الجهات المعنية إلى تكثيف جهودها وتنظيم حملات لحث المواطنين مالكي الحيوانات على إنشاء حظائر خاصة لها تكون بعيدة عن الأماكن العامة والطرقات وإجبارهم على ضرورة أن ترعى في أماكن الرعي المخصصة البعيدة عن الأماكن العامة، مطالباً بتعاون الجميع مع الجهات المختصة للحفاظ على البيئة وحياة أفراد المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©