الأشرطة الدينية تبيع مليون نسخة

أوقف سيارته قبالة مؤسسة السمعيات والأشرطة الصوتية، ترجل مسرعاً واقترب من باب المؤسسة يطلب شريط (ألبوم) للمنشد أحمد بو خاطر، ولأن الكمية الموجودة نفذت، وعده البائع سالم السقاف بأن يحفظ له نسخة باسمه ليتسلمها بعد صلاة المغرب· يقول هاني السكري: ''بحثت في محال عدة عن هذا الشريط وغيره من الأشرطة الغنائية الدينية ولم أجد ضالتي! كان علي أن أعجّل باقتنائه في بداية شهر رمضان، قبل أن تهرع الناس إلى اقتناء ما هو متوافر من أناشيد دينية وأغانٍ إسلامية تحديداً، لبعض المنشدين''· ويذكر بوخاطر ومشاري العفاسي· تقتني نور الســكري، زوجة هاني، كما تقول، ''أشرطة وأغاني إسلامية لأطفالي تراعي أعمارهم ووعيهم، بخاصة أنهم يحبون المنشد سامي يوسف، بينما أسكن إلى صوت عبد الباسط عبد الصمد، ولا تخلو سيارتي من أشرطة لهمــا ولســــواهما من المنشــدين، الذين لا يتسنى لي سماعهم في القنوات الفضائية''· يتدخل سالم السقاف موضحاً: ''نخصص في شهر رمضان من كل عام قسماً خاصاً يضم أركاناً عدة، للأناشيد والتواشيح والمدائح الإسلامية، والتلاواة والتراتيل القرآنية، والأغاني الدينية والإنسانية، فضلاً عن أشرطة المواعظ والحكم والإرشاد والدروس الدعوية لكبار الأئمة والشيوخ والدعاة، بحيث يضم القسم نحو ألفي شريط، فتنفذ الكمية خلال عشرة أيام· وأكثر المشترين هم من مصر فاليمن فالإمارات وفلسطين''· يستدرك السقاف مشيراً إلى ''توافر أغان إسلامية في حب الله ورسوله الكريم لفنانين مثل: محمد منير، ايهاب توفيق، أصالة، عبدالمجيد عبدالله، عاصي الحلاني، نور مهنا، هشام عباس، غادة رجب، وغيرهم، تميل الفئة العمرية من 15- 25 سنة إلى اقتناء أشرطتهم''· شكل ازدهار مبيع الأشرطة الدينية بأنواعها كلها، في الأعوام الأخيرة، ظاهرة تتنامى كل سنة، ويكثر معها النشاط التجاري المتصل ''بالأشرطة السمعية والبصرية'' بشكل مكثف قل نظيره· ما يدفع أصحاب المؤسسات والمحال المختصة لإيجاد مصادر تضخ إليهم كميات أكثر من التسجيلات· البائع بدر الكاف يقول: ''قديماً، كنا نقوم بنسخ الأشرطة لنسجل الأغاني الدينية والموسيقى والتراتيل والأدعية، ولم يكن ذلك يفي الغرض، لأن الأشرطة تستورد من مصادر محدودة، لكن مع صدور قوانين حفظ الملكية والحقوق، باتت شركات الإنتاج تنظم عمليات التسجيل والتوزيع، مع تثبيت علامة المُنتج واسم الشريط ورقمه، فضلاً عن قيام سوق محلية ''للكاسيت'' تطرح أشرطة دينية''· ويلفت الكاف إلى ''أن أسعار الأشرطة تحددها الشركات المنتجة، فتباع النسخة بدءاً من 10 إلى 15 درهماً· وثمة تسجيلات 60 دقيقة للأغاني الدينية، و90 دقيقة للتلاوات والتراتيل القرآنية، وأكثر البلدان المصدّرة هي مصر وسورية والسعودية بأصوات منشديها''· تتقدم موزة أحمد من بدر الكاف وتدفع إليه بعملة فئة 100 درهم وتحمل ثلاث نسخ من ذات الشريط الديني، مصرّة على أن تترك باقي المبلغ في صندوق الزكاة، تقول: ''أدفع مئات الدراهم سنوياً ثمن أشرطة غنائية لفنانين عدة، معظمها تدور في الإطار العاطفي أو الترفيهي ولا تغذي الروح أو تجلو الذهن أو تمنح الصفاء، لذا أستثمر فرصة حلول رمضان الكريم وأقتني لي ولصديقاتي أشرطة دينية نستمع إليها خلال قيادة سياراتنا''· ويلفت أبوعبدالله الذي حمل نحو 100 قرص مدمج (سي دي) لمختلف المنشدين والمقرئين، إلى أن ''الرجال يقتنون الأشرطة بالجملة لإهدائها لأصحابهم، أولتقديمها في مناسبات اجتماعية عائلية كالولادة والخطوبة والنجاح، تيمناً وتبركاً، إذ لا يتجاوز سعر النسخة 40 درهما''· ويقول محمد شرف، مدير صالة بيع تسجيلات صوتية: ''يلوذ الناس في الشهر الفضيل بسماع الأناشيد والمدائح والتلاوات القرآنية كفرصة لتنقية الذائقة والأذن والروح، بخاصة وأنه شهر التوبة والتقوى· وقد تمّ في العام المنصرم بيع نحو مليون نسخة في شهر رمضان المبارك في إمارات الدولة (وسوف يُعلن عن أرقام مبيعات هذا العام في ختام فعاليات مسابقة القرآن الكريم- أسوة بالأعوام السابقة) وأتوقع أن تسجّل المبيعات الرقم ذاته إن لم يكن أكثر، بخاصة مع قيام مهرجانات ومسابقات تراثية يتم توزيع أشرطة دينية على هامش فعالياتها كهدايا للحضور''· أناشيده بلا موسيقى أحمد بو خاطر رسالة إنسانية في قصائد مغنّاة فداء طه أبوظبي- بصوتٍ دافئ وإحساسٍ عال، يشدو الفنان الإماراتي أحمد بو خاطر القصائد الدينية، لتصل إلى قلوب الناس قبل أسماعهم، فالغناء بالنسبة له لا يشكّل هدفاً بحدّ ذاته، وإنما ''أداة'' يسعى من خلالها لنشر رسالته الإنسانية في الحياة· يقول:'' الأناشيد ليست سوى وسيلة لتروّح عن أنفسنا مشقات يومٍ عصيب· أما الغاية فهي الله وحده، وقد عاهدته أن أعمل في سبيل نصرة دينه ما دمت حيّاً''· غنّى بو خاطر للوطن، والعلم، والحجاب وللوالدة، كما غنّى للزوجة، داعياً إلى حبّ الآخرين وعمل الخير، ويؤكد أنه يختار مواضيع أغنياته بعناية، مع التركيز على قضايا دينية واجتماعية غفل الناس عنها· ورغم أنه لم يسع للشهرة، غير أنه وخلال فترة وجيزة أصبح واحداً من أبرز المنشدين في ساحة الغناء الديني، ويدلّ على ذلك عدد الحفلات التي أحياها في الوطن العربي، ناهيك عن حفلاته في أوروبا· عرف الناس صوته من خلال ألبوماته الأولى ''فارتقِ''، و''صمتا''، بالإضافة إلى ألبوميْ ''القدس تنادينا''، و''انتصف الليل''، اللذين شاركه فيهما مجموعة من المنشدين، ثم أتبعهما بأكثر من 35 أغنية مختلفة، وقد حققت هذه الألبومات أرقام مبيعات ''جيدة'' في الأسواق· كما كان لألبومه الأخير ''حسنات'' صدى طيب لدى الجمهور، لكن دخوله مجال ''الفيديو كليب الديني'' لاسيما بعد تصوير أغنية ''زوجتي''، وكذلك أغنية ''يابنيّ'' التي شاركه فيها التمثيل الممثل المصري حسن يوسف، كان له الأثر الأكبر في تعزيز مكانته بساحة الغناء· ويقول بو خاطر إن ''تصوير أغنية زوجتي بطريقة ''الفيديو كليب'' ساهم في رواجها، ليس في سوق الإمارات والخليج العربي فحسب، بل في العالم كلّه، مع أن الأغنية بدون موسيقى، ولا توجد فيها صورة واحدة لامرأة''، مؤكداً أن تصوير الأغاني الدينية وعرضها على الفضائيات ساعد في انتشارها جماهيرياً، محققاً نتائج إيجابية في نشر الدين الإسلامي عالمياً· ولا ينتظر أحمد بوخاطر، وهو رجل أعمالٍ يمتلك شركة مقاولات وأخرى للعلاقات العامة، من أغنياته أو من فرقته الفنية ''لحن الحياة'' مردوداً مالياً، فمعظم ألبوماته توزع مجاناً، لكنه يهدف من خلال الغناء إلى التعريف بالدين الإسلامي الحنيف، وهو ما يدفعه للغناء باللغات العربية والإنجليزية· شعبية بو خاطر ؟ تتفوق مبيعات أشرطة بو خاطر في الإمارات على أرقام مبيعات مطربين معروفين في ساحة الغناء، إذ تقدّر مبيعات ألبوماته بمئة ألف نسخة سنوياً، بحسب صاحب مكتبة إسلامية في الشارقة، وهو الوكيل الحصري لبيع وتوزيع أشرطة أحمد بو خاطر الغنائية· ؟ يشارك المنشد أحمد بو خاطر في برنامج ''منشد الشارقة'' الذي يبث على شاشة تلفزيون الشارقة، كعضو في لجنة التحكيم، ويختص البرنامج بتقديم منشدين جدد يتنافسون للحصول على لقب المنشد، ويحظى البرنامج بشعبية بين المشاهدين