الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«روبوتات» تنافس البشر في فنّيات كرة القدم

«روبوتات» تنافس البشر في فنّيات كرة القدم
26 يونيو 2010 20:59
تعيش دولة سنغافورة أحداثاً قد لا تقلّ إثارة وتشويقاً عن تلك التي تشهدها ملاعب جنوب أفريقيا لكرة القدم هذه الأيام؛ فلقد انطلقت هناك أول أمس الجمعة، التصفيات النهائية للدورة الرابعة عشرة لكأس العالم في كرة القدم؛ إلا أن المشاركين هذه المرة ليسوا بشراً، بل فرق من الروبوتات ابتدعها خبراء جاءوا من 40 دولة. وكان من اللافت للانتباه هذه المرّة هو العدد الضخم من الروبوتات المشاركة والذي بلغ بضع مئات تنتمي إلى أكثر من 500 فريق. وهي من ابتكار وتصميم كبار الباحثين العالميين في حقل الذكاء الاصطناعي جاءوا من أوروبا وأفريقيا وآسيا والولايات المتحدة. وخلال السنوات الأربع عشرة التي انقضت على إطلاق النسخة الأولى لكأس العالم للروبوتات والذي يعرف باسمه الإنجليزي المختصر RoboCup، اكتسب هذا الحدث التكنولوجي أهمية كبيرة في أوساط مبتكري ومصممي الروبوتات في أقسام الذكاء الاصطناعي التابعة لعشرات الجامعات والمعاهد العالمية. وخلال ما يزيد عن الشهر الكامل، تجري التصفيات بين الفرق لاختيار أكثر هذه الأجهزة المعقدة قدرةً على التكيّف مع ظروف اللعب. وتكمن أهم فوائد هذه الكأس في أنها تمثل فرصة للمهندسين والهواة لتبادل الأفكار وعقد الصفقات مع الشركات المهتمة باستثمار الروبوتات في الأغراض والوظائف الحياتية المختلفة. وبسبب الطبيعة التعاونية والتكاملية التي ينطوي عليها هذا الاستعراض المثير، فإنه يقدّم للباحثين فرصة نادرة لاكتشاف الحدود الفاصلة بين النظرية والتطبيق في علم الروبوتات الحديث. كما أن هذه المبادرة ذات المرامي التفاعلية، تتيح للمشاركين فرصة الاطلاع على أفكار جديدة صالحة للتطبيق في المستقبل ويمكنها أن تساهم في ترقية وتطوير هذه التكنولوجيات وتحويلها من مجرّد أفكار وتصوّرات إلى أجهزة عمليّة تلعب دوراً في حلّ المشاكل الحياتية اليومية للبشر. وبالطبع، لا يهتم الباحثون هنا بالتفوق الفعلي في لعبة كرة القدم الروبوتية بقدر ما يهتمون بتنمية قدراتهم على إضافة المزيد من مظاهر الإدراك والذكاء الاصطناعي إلى هذه الآلات العجيبة. وتحرص الفرق المشاركة في هذه التظاهرة التكنولوجية على نشر تقارير مفصّلة حول الأنظمة والبرمجيات والحلول الرقمية التي تمكنت من ابتداعها في مجال تطوير قدرة الروبوتات على تحقيق مستويات أعلى من الوعي والإدراك الذاتي للبيئة المحيطة بها. وتشترط اللجنة المنظمة لكأس العالم الروبوتية لعام 2010 أن يتقدم كل فريق مشارك بتقرير مكتوب يقع في 12 صفحة قياس “إيه4” مكتوب بالصيغة الرقمية، وإرساله إلى موقع خاص بـ”المنتدى العالمي لكأس العالم للروبوتات”. وتتكفل لجنة خاصة في تقييم مستوى التقدم الذي حققه كل فريق من أجل تصنيف الفائزين. وبخلاف ما هي عليه كأس العالم في كرة القدم البشرية، فإن الفوز هنا لا يتعلّق بتسجيل الأهداف في المرمى، بل بمقدار التطور المسجّل في الحقول التالية: - الروبوتات المتحركة والبشرية. - المجسّات وأجهزة الحركة والمفعّلات. - الأجهزة المتحركة الذكية. - أساليب بناء الروبوتات وتطوير مواد جديدة لبنائها. - التكامل في الأنظمة الروبوتية. - هندسة البرمجيات الروبوتية. - بيئات ولغات البرمجة الروبوتية. - ابتداع المحاكيات الروبوتية. ولكل واحد من هذه الحقول فروع وأقسام تندرج ضمنها أنواع أخرى من الابتكارات. ومن أمثلة ذلك أن فرقاً تشارك في هذه الكأس لعرض مستويات عالية من التطور في مجال زيادة قدرة الروبوتات على التفاعل والتعاون فيما بينها لأداء المهمات المشتركة. ومنها تلك التي أطلقتها شركة فرنسية متخصصة في حلول الذكاء الاصطناعي تدعى “آلديباران روبوتيكس” التي أطلقت مؤخراً سلسلة من الروبوتات المتشابهة تحت اسم “ناو” NAO في الجناح الفرنسي لمعرض إكسبو شانغهاي منتصف الشهر الجاري. وكل واحد من روبوتات “ناو” مجهّز بأربعة مستقبلات صوتية مثبتة في رأسه وتتصل بـ”نظام تمييز وتحليل الكلام المنطوق”. وتسمح هذه التقنية لكل روبوت بفهم مدلولات ومعاني كلمات معيّنة، كما تتيح له الفرصة لفهم مدلولا كلمات جديدة. وتمثّل هذه الكلمات أوامر صوتية تدفعه للقيام بالحركات المطلوبة. وتقول الشركة إنها حرصت على تصميم نسخ من الروبوت “ناو” يمكنها أن تتفهّم الكلمات المنطوقة باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وهي تعمل الآن على بناء نسخ أخرى يمكنها أن تفهم الكلمات المنطوقة بستّ لغات أخرى هي: الهولندية والألمانية والإيطالية والإسبانية والمندرين والكورية. ويمكن لـ”ناو” أن يكتشف أيضاً مصدر الصوت وبحيث يتلقّى منه الأوامر ويعيره انتباهه. عن موقع robocup2010.org
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©