أبوظبي (الاتحاد) ـ أوصت ندوة “المتاحف الخاصة ودورها في إحياء التراث” التي نظمها مركز زايد للدراسات والبحوث في نادي تراث الإمارات، بإنشاء مؤسسة اتحادية تجمع تحت مظلتها جميع المتاحف الشخصية تحت إشراف المركز، إلى جانب تكوين مجلس أو منتدى رسمي يضم كل أصحاب المتاحف الخاصة في الدولة والتنسيق لتوحيد الجهود لتذليل ما يواجههم من عقبات.
وأوصت الندوة التي تأتي ضمن احتفالات النادي بيوم التراث العالمي الذي يصادف يوم 18 أبريل من كل عام، برعاية إنشاء سجل موحد لتوثيق وتصنيف وتوصيف مقتنيات المتاحف الخاصة تحت إشراف علمي وفني، بالإضافة إلى دعوة المؤسسات والجهات الرسمية المحلية والاتحادية لدعم جهود أصحاب المتاحف الخاصة ورعايتهم ووضع خطة عامة لجمع جهودهم بما يصب في صالح جهود حفظ وصيانة التراث في الدولة.
وتضمنت التوصيات أيضاً إدراج برامج تدريبية وورش عمل حول صيانة وتقييم المقتنيات التراثية والأثرية ورفع وعي المجتمع بها، والتواصل مع الجهات الإدارية المختلفة لوضع نظام إداري وقانوني لترخيص وتسجيل المتاحف الخاصة حماية لها ولأصحابها وللمقتنيات، بالإضافة إلى تضمن التوصيات دعم جهود إنشاء جمعية أهلية لأصحاب المتاحف الخاصة ووضع نظام أساسي يضمن عملها بشكل يخدم قضية التراث في الدولة، وإنشاء متحف وطني لجميع البيئات “الزراعية والبحرية والصحراوية والجبلية”.
وشارك في الندوة التي عقدت في قاعة بيت الشعر عدد من المسؤولين والباحثين وأصحاب المتاحف الخاصة في الدولة الذين عرضوا تجاربهم، مبرزين ثراء التراث الوطني ودور المتاحف الخاصة في الحفاظ عليه، فيما تم افتتاح معرض مصاحب لمجموعات منتقاة من مقتنيات المتاحف الخاصة.
ورفع المشاركون في الندوة برقية شكر وتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لاهتمامه الموصول بالتراث وتوجيهه المستمر بالحفاظ على التراث الوطني بكل السبل، معربين في برقيتهم عن تثمينهم الكبير لجهود سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات؛ لجهوده الكبيرة في الحفاظ على التراث، وتعزيزه في نفوس النشء، ونشره عبر أنشطة وبرامج مدروسة. وقال الدكتور راشد أحمد المزروعي مدير مركز زايد للدراسات والبحوث: “إن تنظيم الندوة الخاصة ضمن احتفالات النادي بيوم التراث العالمي يأتي انسجاماً مع توجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان بالحفاظ على تراثنا الوطني بمختلف السبل وعبر مختلف الأنشطة التي تبرز مفرداته وتبين أهميته في حياة المجتمعات الحاضرة والمستقبلة وجعله حاضرا في مختلف المناسبات وإيصاله رسالة حضارية لجميع شعوب العالم”.
وأشار إلى أن الندوة أبرزت الأهمية الكبيرة لتجربة المتاحف التراثية الخاصة كتجربة رائدة في حفظ التراث وعرضه بما يسهم في نشره لافتاً إلى تسليط الضوء على جهود مركز زايد للدراسات والبحوث وأنشطته المتنوعة في الحفاظ على التراث في جميع مجالاته المختلفة.
وأكد المزروعي أهمية الندوة التي تسلط الضوء على منجز تراثي حضاري مهم له بصمة خاصة في مجتمع الإمارات في الآونة الأخيرة، موضحاً أن المتاحف الخاصة التي تزخر بالكثير من الآثار وكنوز التراث الشعبي رغم أنها تجارب فردية يحاول من خلالها أصحابها جمع وحفظ وعرض العديد من المقتنيات التراثية، إلا أنها تمثل عنوانا رئيسا للسياحة التراثية المحلية وكتابا مفتوحاً يوثق رحلة الزمان والمكان، ورسالة سامية للأجيال المقبلة تحمل بصمات الماضي بروح ولغة الحاضر والمستقبل.
ودعا الجهات الرسمية المختصة إلى الاهتمام بهذه الفئة من المتطوعين النوعيين، وتشجيعهم على مواصلة اهتماماتهم ودعمهم بمختلف احتياجاتهم التنظيمية والفنية؛ كي يواصلوا مسيرتهم التي تنمو خطواتها وتزداد آثارها الإيجابية.
عدد اليوم
