الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بالصور.. والدة «أسمـن فتـاة فـي العـالـم» تروي مأساتها بــالدموع

27 يونيو 2017 00:59
4 عقود من العذاب تجرعت المصرية إيمان عبدالعاطي، المعروفة إعلامياً بأسمن فتاة في العالم، مرارتها، قبل أن تفتح الإمارات لها ذراعيها، وتحتضنها في واحد من أكبر صروحها الطبية، لتضع حداً لرحلة معاناة طويلة، قاست الفتاة مرضاً نادراً، وتشخيصاً خاطئاً، ووالداً ناسياً، ومشوار علاج تعيساً امتد من قاهرة المعز إلى نيودلهي، دون تقدم ولو نسبي في حالتها، أو بوادر نجاح تبشر بشفاء قريب. وائل بدران (أبوظبي) جاءت إيمان إلى الإمارات أشبه بجثة هامدة، لا يربطها بالحياة سوى أنفاس هزيلة، ومنذ اللحظة الأولى لوصولها المستشفى خضعت لبرنامج علاجي دقيق ومكثف، حقق نتائج مذهلة فاقت تصورات الفريق المعالج نفسه، وسبقت الجدول الزمني المتوقع لتحسن، فإيمان التي كادت تفقد الأمل في العلاج، تحرك اليوم أطرافها، وتعبر نفسها بكلمات مفهومة بعد سنوات من الصمت، تبتلع الطعام بعد أن عاشت طويلاً على التغذية بالمحاليل. إيمان قبل إصابتها في الجلطة في 2015 وتضاعف وزنها مأساة إيمان بسبب وزنها، جعلت آمال وأحلام أسرتها في شفائها تتضاءل أمام سلسلة متصلة من المآسي، التي ألمت بها منذ ولادتها، فقد وقعت ضحية لزواج الأقارب والعوامل الوراثية المرضية وخطأ التشخيص، ومن ثم الإهمال الطبي، قبل أن تصل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بحثاً عن العلاج الملائم. وتبدأ قصة إيمان بزواج والدها من ابنة عمه ثناء، وهو ما يرى الأطباء أنه يمثل في بعض الحالات خطورة تكمن في الأمراض الوراثية التي يحمل جيناتها الزوج والزوجة، وإن لم يظهر عليهما أية أمراض وراثية، إلا أنها تورث للأطفال والأحفاد، ومن أمثلة هذه الأمراض «الجلاكتوسيميا» وغيرها من أمراض خلل التمثيل الغذائي، وفي حالة إيمان كان خللاً جينياً. إيمان في الخامسة من عمرها. إيمان في الرابعة من عمرها. وتقول والدتها ثناء سليم، في حوار خاص لـ «الاتحاد»: «إن حالة إيمان، وهي الكبرى بين ثلاث بنات، بدأت منذ ولادتها، فقد كان وزنها أكثر من 5 كيلوجرامات أي ضعف الوزن الطبيعي تقريباً عند الولادة»، مضيفة: «شخص الأطباء حالتها بأنه كسل في الغدة الدرقية، وأعطوها أدوية فاقمت من حالتها الصحية». ثناء سليم والدة إيمان عبدالعاطي في منزلها بالإسكندرية. وما أن بدأت سنوات الدراسة الأولى، عانت إيمان من عدم القدرة على التحصيل الدراسي، وصعوبات في المشي نتيجة تقوس في قدميها، وهو ما جعلها تتخلف عن دراستها قبل أن تنهي المرحلة الابتدائية. رحلة علاج في اليونان وكانت أولى محطات العلاج الخاطئ لإيمان في مصر، قبل أن يسافر بها والدها، الذي انفصل لاحقاً عن أسرته، إلى اليونان. وتقول ثناء: «نصحنا بعض الأقارب بالسفر بها إلى اليونان، وبالفعل سافر بها زوجي إلى هناك عندما كانت في الثامنة من عمرها، غير أن التجربة كانت فاشلة، إذ ركز الأطباء هناك على العلاج بـالدايت أو الحمية الغذائية، وهو ما أثر بشكل كبير على نفسيتها». إيمان في عام 2014. وتذكر بأسى: أجروا لها في اليونان عملية جراحية لتصويب وضع ساقها اليمنى، على أن تعود لاحقاً لإجراء عملية أخرى في القدم اليسرى كي تتمكن من السير على قديمها، وكانت النتيجة أن قدماً أصبحت أطول من الأخرى. وتوضح: لكنها دخلت في حالة اكتئاب، ورغم أنها فقدت بعض الوزن لدى عودتها، لكن سرعان ما زاد وزنها مرة أخرى، ولم تسافر ثانية إلى اليونان. والمفارقة أن إيمان كانت تتناول وجبات عادية، فهي ليست شرهة في تناول الطعام، وكما تؤكد والدتها: «كانت تأكل مثل شقيقاتها أو أقل». ومن هنا بدأت إحدى مراحل اليأس في حالة إيمان، فتخلفها عن دراستها، وجلوسها في المنزل لفترات طويلة، وعدم قدرتها على السير على قدميها، ولجوئها إلى الزحف على ركبتها، زادها مأساة إلى مأساتها. صورة تجمع إيمان وأسرتها وفريق برجيل الطبي قبل سفر المريضة إلى الهند.     عشرون عاماً لم تر والدها غير أن سلسلة المآسي لم تتوقف عند ذلك الحد، وإنما فقامها انفصال والديها منذ أن كانت في الحادية عشرة من عمرها، وانقطاع الاتصال بين الوالد وبين بناته الثلاث لفترة بلغت عشرين عاماً، حتى قبل وفاته في 2016 بأعوام قليلة، حسبما تؤكد الأم. وتقول والدة إيمان، بينما تشير إلى غرفة ابنتها، وعلامات الحزن على وجهها: «منذ انفصالي عن زوجي، عكفت على تربية بناتي، متسلحة بالإيمان والثقة بالله، وأصبحت كل حياتي هي رعاية إيمان وشقيقتيها وتربيتهن والقيام على حوائجهن والسعي على الرزق الذي كانت إيمان هي السبب فيه، فمع المحنة تأتي المنحة». وتضيف: «نظراً لزيادة وزنها، كان من الصعب أن نجد لها ملابس تناسبها، وهو ما دفعني منذ أن كانت صغيرة إلى تعلم حرفة الحياكة، كي أصمم لها بعض الملابس التي تلائمها، وبعد انفصالي عن زوجي، بدأت أعمل في هذه الحرفة في نطاق المعارف، لكن العمل اتسع، وأصبح لدي مشغل تصميم أزياء للسيدات في مدينة الإسكندرية المصرية حيث نسكن». استعدادات نقلها من شقتها في الإسكندرية بعد إحداث فتحة في الجدار لدى نقلها إلى الهند. أثناء إخراجها من شقتها.   وبالطبع، مع زيادة وزنها، أضحت إيمان حبيسة سجون كثيرة.. أشدها النفس والجدران والعزلة، فلم تعد تستطيع أن تمشي على قدميها أو الخروج من منزلها. وتستطرد والدتها، التي تقطن في شقة بأحد الأحياء المتوسطة في مدينة الإسكندرية: «كنا نحاول الخروج بها في السيارة، لكن لأنها لم تكن تستطيع المشي سوى على ركبتيها، لم نكن نستطع اصطحابها إلى الأماكن العامة، وكانت الزيارات العائلية محدودة بشكل كبير، ومن ثم كان معظم وقتها أمام التلفاز وهو ما فاقم من أزمتها وحالتها الصحية والنفسية». إيمان أثناء خروجها من المستشفى الهندي.       إصابتها بالجلطة ومع تشجيعنا، حاولت إيمان مرة أخرى بذل مجهود وممارسة التمرينات الرياضية في مكانها، لأشهر، وهو ما ساعدها على خسارة بعض الوزن قبل أشهر قليلة من إصابتها بالجلطة. وتشير ثناء إلى أن هذه المرحلة كانت مرحلة الأمل الأولى في حياة إيمان بأنها من الممكن أن تفقد الوزن. وتابعت: «لكن تأت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد أخذت حياة إيمان وحياتنا معها منعطفاً حاداً في عام 2015، عندما شعرت بالتعب الشديد، ولم تكن تستطع الكلام ولا تحريك يديها ولا قدميها، ونظراً لصعوبة نقلها، بحثنا عن أطباء يحضرون لعلاجها في المنزل، غير أنهم أكدوا أنه لابد من نقلها إلى المستشفى لعمل أشعة مقطعية على المخ، من أجل معرفة ما إذا كانت مصابة بجلطة أم أنها مصابة بشيء آخر». طائرة مصر للطيران لدى نقلها من الهند إلى أبوظبي.   وفي حالة السمنة المفرطة، تبرز التحديات في قسم الأشعة لتصوير المريض، وأكبر التحديات هي كيفية نقل المريض والوزن المسموح به على أجهزة الأشعة، حسبما يشير الدكتور محمود وهبة، أخصائي الأشعة في أحد المستشفيات المصرية. ويشير وهبة إلى أن جودة الصورة تتأثر بزيادة الوزن، وهو ما قد يضطر أخصائي الأشعة إلى زيادة عوامل التعرض مثل زيادة طاقة الإشعاع، موضحاً أنه قد تصعب مشاهدة الأعضاء الداخلية بالموجات الصوتية في حالة السمنة المفرطة. ويتراوح الحد الأقصى للوزن الذي يمكن لأجهزة الأشعة المقطعية الموجودة في معظم المستشفيات حمله، بين 180 كيلوجراماً و300 كيلوجرام، بحسب وهبة. رفض المستشفيات وتوضح والدة إيمان: «كما هي الحال دائماً، لم نجد مستشفى يقبلها بسبب وزنها الزائد، بل إن أحد الأطباء قال لشقيقتها: لن أغامر بكسر جهاز أشعة من أجل مريضة»، وأضافت: أخيراً بعد كثير من البحث وجدنا مستشفى، يقبل وضعها على جهاز الأشعة، شريطة أن «تكون لقطة واحدة وسريعة، ولن يعيدها إذا جاءت النتيجة مشوشة أو غير دقيقة». غير أن النتيجة جاءت واضحة هذه المرة لتؤكد أنها مصابة بجلطة في المخ، ومثل بقية المستشفيات، رفض المستشفى استضافتها، وكانت الحجة دائماً: ليس لدينا علاج لحالتها. ولم يكن أمام الأسرة سوى محاولة علاجها في المنزل، والاستعانة بالأطباء الزائرين من حين إلى آخر. وبعد أن كانت إيمان تحاول تحريك نفسها جاثية على ركبتيها أو زحفاً للوصول إلى المرحاض أو للتحرك من غرفة إلى أخرى، جاءت الجلطة لتجعلها جليسة الفراش، ليضاف سريرها إلى سجونها. وبين العمل وضغوط الحياة، بدأت الأسرة تنوء بحمل إيمان لأيام طويلة مع ضعف الإمكانات الطبية، وانتفاخ جسدها، وعدم القدرة على تحريكها، أو تبديل ملابسها إلا بشق الأنفس، فضلاً عن العناية الشخصية بها، وهو ما دفع والدتها وشقيقتها إلى البحث عمن يساعدهما في علاج إيمان. وتقول والدتها: «اقترحت شقيقتها اللجوء إلى مواقع التوصل الاجتماعي، ونشر حالتها، عسى أن تجد مستشفى يقبل حالتها». علاج بالطاقة وبين الانتقادات التي واجهتها الأسرة، حتى من أقرب الأقربين، خوفاً من الوصمة الاجتماعية، وأمل البحث عمن يتدخل لعلاج إيمان، تلقت شيماء، شقيقة إيمان، كثيراً من الاتصالات من جهات مختلفة، مع تسليط الأضواء الإعلامية على الحالة، غير أن تلك الاتصالات لم تسفر عن خطوات ملموسة لتقديم المساعدة. وتضيف: «تلقينا اتصالات من كثير من الجهات، بين من زعموا قدرتهم على علاجها بالأعشاب، ومن قالوا أن علاجها بالطاقة أو حتى بالسحر!». رحلة الهند وتقول شيماء، إلى أن اتصل بنا طبيب مصري، مقيم في المملكة العربية السعودية، وأخبرني أن هناك طبيباً هندياً، يدعى مفضل لاكوادلا، يريد تبني الحالة، ورغم التردد في السفر إلى الهند، لكن لم تكن لدينا رفاهية رفض أي عرض بتقديم المساعدة الطبية. وتضيف: «كان التواصل في البداية بوساطة الطبيب المصري، الذي طلب منا التقدم إلى السفارة الهندية في القاهرة للحصول على تأشيرة، فبدأت رحلة استخراج أوراق إيمان، لأنه لم يكن لديها أية أوراق ثبوتية سوى شهادة الميلاد، وبعد رحلة استخراج البطاقة ومن ثم جواز السفر، رفضت السفارة الهندية منح التأشيرة، نظراً لعدم حضور صاحب الشأن». وتابعت: «تواصل لاكوادالا معنا بعد ذلك، وأوضح أنه اتصل بوزارة الخارجية الهندية، التي سهّلت استخراج التأشيرة»، موضحة أنه في تلك الأثناء، تلقت عرضاً من مستشفى برجيل في أبوظبي، الذي أكد «لاكوادلا» معرفته بإدارتها، ونصحها بعدم قبول عرضهم. وفتح الطبيب الهندي حساباً لتلقي التبرعات من أجل علاج حالة إيمان، وبدأ تلقي تبرعات من مشاهير ومحسنين في الهند وغيرها، بيد أن شيماء نفت أنها كانت تعلم شيئاً عن الصندوق حتى سفرها مع شقيقتها إلى الهند. سافرت إيمان إلى الهند مع شقيقتها في فبراير من العام الجاري، لتخضع إلى عملية تكميم معدة، خسرت على إثرها جزءاً من وزنها، وسط انتباه إعلامي، جلب شهرة واسعة النطاق إلى «لاكوادلا»، وهو ما تقول شيماء إنها كانت الهدف الأساسي من محاولة علاجه لإيمان. مخالفة التوقعات وتوضح عندما زار لاكوادالا إيمان في مصر، أحضر إلينا صوراً لأجهزة طبية حديثة، وتجهيزات متطورة، زعم أنه سيحضرها خصيصاً لعلاج شقيقتها، لكنه خالف التوقعات، فعندما وصلت إلى الهند، لم تكن التجهيزات بقدر وعوده. وأضافت: «بعد أن أخضعوها للجراحة، عقب أيام قليلة من وصولنا إلى مستشفى سيفي في مومباي، رغم أنها دخلت في غيبوبة وإعياء أكثر من مرة قبل العملية بسبب السفر، بدأت تظهر المشكلات، مع إهمال الطبيب المعالج لحالتها لانشغاله بحالات أخرى كثيرة، قبل أن يخبرها عقب العملية الجراحية بأيام بأن مهمته شارفت على الانتهاء، وأنه سيرتب لسفر إيمان لاستكمال العلاج في مصر». وتضيف شيماء: «كان وعده أنه لن يتخلى عن شقيقتي حتى تتمكن من العيش حياة طبيعية، ولكنها في ذلك الوقت كانت تخرج من غيبوبة إلى غيبوبة، وتدهورت حالتها مع إصابتها بتقرحات في الفراش وتراجع الإدراك والتهابات المجاري البولية وحالات إغماء، وسط إهمال طبي شديد». واضطرت شيماء، بحسب روايتها، إلى اللجوء مرة أخرى إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على تدهور حالة شقيقتها، على نقيض رواية لاكوادلا، الذي أشاع أنها خسرت نصف وزنها وأنها بحالة جيدة. وبين اتهامات واتهامات مضادة، وصلت إلى درجة طلب مستشفى «سيفي» الهندي الشرطة لشيماء عبدالعاطي، بزعم التدخل في علاج شقيقتها، وتعريض حياتها للخطر، تقول شيماء: «إن شقيقتها تتعرض لإهمال طبي جسيم، وحالتها تتدهور»، مع نشرها صوراً مفزعة لإيمان، جرى التواصل بين شيماء والرئيس التنفيذي لمجموعة «في بي إس» المالكة لمستشفى برجيل في أبوظبي، الدكتور «شامشير فيالاليل» والذي عرض المساعدة مرة أخرى. ونُقلت إيمان في حالة صحية صعبة إلى أبوظبي في الرابع من مايو الماضي، على متن طائرة شحن، لتتلقى العلاج على نفقة مستشفى «برجيل». وكانت تعاني آنذاك من تقرحات في الفراش من الدرجة الثالثة والرابعة، ووضع نفسي قاس بسبب المعاناة التي تكبدتها في الهند، وظروفها الصحية بشكل عام. تقدم ملحوظ ومنذ وصولوها إلى أبوظبي تخضع لرعاية صحية متكاملة، ويشرف على علاجها 20 طبيباً في مستشفى برجيل بأبوظبي، برفقة شقيقتها. وأوضح الفريق المعالج أنه بعد عمل الدراسات والفحوص المتخصصة للعظام والعضلات، اكتشف أن هناك ضموراً شديداً في عضلات الأطراف السفلى، وتشوهات شديده في الركبتين، مع وجود ارتجاع الشديد في الصمام الأورطي، إضافة إلى التهابات المسالك البولية. وصول المريضة إلى أبوظبي. وبعد مراحل العلاج الأولى في «برجيل»، تمكنت إيمان من تحريك يديها وقدميها، وباتت قادرة على الجلوس في السرير، لفترات قصيرة، للمرة الأولى منذ إصابتها بجلطة قبل زهاء عامين ونصف العام، حسبما أفاد د. ياسين الشحات، المدير الطبي التنفيذي لمستشفى برجيل في أبوظبي. وأكد ياسين، أن الحالة الصحية والنفسية لإيمان تتحسن بصورة ملحوظة، في إطار تفاعلها الإيجابي مع الفريق الطبي المعالج، لافتاً إلى أنها أضحت قادرة على البلع التدريجي للطعام. وهو ما أقرته شقيقتها ووالدتها، التي زارتها بدعوة من «برجيل». وقال: «تستطيع الآن تناول وجبة يومية، ونستهدف إزالة أنبوب التغذية عبر المعدة قريباً، مع تمكنها من تناول الطعام بصورة طبيعية»، لافتاً إلى حدوث تقدم كبير في علاج تقرحات الفراش التي أصيبت بها أثناء علاجها في الهند. وأكد ياسين أن إنقاص الوزن لا يزال مستمراً بالطرق التحفظية، مع التركيز على النظام الغذائي، موضحاً أنه تم إيقاف دواء الكورتيزون، الذى كان موصوفاً للمريضة في الهند، الأمر الذي يساعد في إنقاص الوزن. وذكر أنه تم استبدال الأدوية الخاصة بمنع التجلط ومنع التشنج بأدوية حديثة، تحت إشراف الاستشاريين المتخصصين، لافتاً إلى أن الأشعة المقطعية على المخ ودراسة سرعة الأعصاب جيدة وتنبئ بمزيد من التحسن. والدتها وابنة شقيقتها في زيارة لها بمستشفى برجيل في أبوظبي. وذكر المدير الطبي التنفيذي، أن الفريق المعالج يستهدف على المدى المتوسط أن تتمكن إيمان من الجلوس على كرسي متحرك كهربائي إلكتروني. وأوضح أن الخطة طويلة الأمد، بعد تحقيق الاستقرار الصحي الكامل، تتضمن إجراء بعض التدخلات الجراحية، مثل شفط الدهون الزائدة، واستبدال الصمام الأورطي وجراحات لتحسين مفاصل الفخذ والركبة. ويبقى الفصل الأخير في قصة إيمان موضع ترقب محلي وعالمي، مع وعد من القائمين على علاجها في أبوظبي «ببذل قصارى جهدهم حتى تعيش حياة طبيعية، أو قريبة من الطبيعية»، بحسب ياسين. ماذا فعلت السمنة بإيمان؟ حضرت إيمان إلى أبوظبي وهي تعاني مجموعة من الأمراض، الناجمة عن السمنة المفرطة، بعد خضوعها عملية تكميم المعدة في الهند، أبرزها: قرح الفراش التهاب المسالك البولية التغذية عن طريق الأنابيب وعدم القدرة على البلع اكتئاب حاد مشكلات في الركبة وعظام الفخذين مشكلة في القلب تتمثل في ارتجاع الصمام الأورطي، وتحتاج إلى استبدال الصمام أمراض أخرى في الكبد والكلى آثار جلطة دماغية هل يوجد علاج لحالات الخلل الجيني؟ أكد التقرير الطبي، الصادر عن مستشفى «سيفي» في مومباي، أنها خضعت لتحليل جيني، أُجري في الولايات المتحدة، أثبت أنها مصابة بخلل في «جين مستقبلات هرمون الليبتين». من جانبه، أكد الدكتور ياسين، أنه يجري في الوقت الراهن إجراء تحليل جيني آخر في ألمانيا، على إثره سيتم اتخاذ اللازم لعلاجها. والمستقبلات هي بنية قادرة على استقبال المؤثرات الخارجية مثل الهرمونات، وليس لها علاج مؤكد حتى الآن حسبما يؤكد الأطباء. وكشف التقرير الطبي الهندي أن إيمان يمكن أن تخضع لـ«علاج تجريبي»، ولكن لا بد أن تمر فترة ستة أشهر على عملية تكميم المعدة التي خضعت لها في الهند. والعلاجات التجريبية هي التي لم تثبت فاعليتها على البشر حتى الآن. ويسبب خلل جين اللبتين فرطاً في الأكل، وعدم استجابة للأنسولين والعقم، ويتم إنتاج اللبتين في الخلايا الدهنية والأمعاء، واللبتين يرسل إشارات للمخ عن كمية الدهون المخزنة في الجسم، حسبما يؤكد الأطباء. وأفاد الدكتور أكمل عبد الحكيم، الطبيب والكاتب المتخصص في الشؤون العلمية، بأنه إذا وجد علاج لذلك الخلل الجيني، فإنه بالتأكيد تجريبي، لأنه لا توجد علاجات لمثل هذه الحالات، إلا في حالات نادرة جداً»، لكنه أشار إلى أن تحسن حالة المريضة يتوقف على نتائج التحليل. وأوضح أن علاج مثل هذه الحالات يدخل في نطاق الهندسة الوراثية، وتبلغ تكاليفه مئات الآلاف من الدولارات، ونتائجه غير مؤكدة حتى الآن. الوقاية من سمنة الأطفال تبدأ قبل الزواج في إطار حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على بناء الأسرة السليمة المتماسكة الخالية من الأمراض الجينية والوراثية، والعلل الأخرى، أصدرت الدولة قانوناً بإلزامية الفحص الطبي قبل الزواج، ويستوجب القانون عدم عقد النكاح من دون الحصول على تقرير الفحص الطبي، بما يفيد الخلو من الأمراض، لما فيه مصلحة للزوجين وذريتهما مستقبلاً. وأطلقت هيئة الصحة أبوظبي برنامج الفحص والمشورة قبل الزواج، والذي يهدف إلى الأخذ بيد المقبلين على الزواج للتأكد من خلوهم من أي أمراض وراثية ومعدية، وتعريفهم بطرق تجنب انتقال هذه الأمراض الموجودة في المجتمع. ويشمل البرنامج الخضوع لاختبارات الكشف عن الأمراض المعدية والأمراض الوراثية، مثل الثلاسيميا بيتا، فقر الدم المنجلي، واختبارات أخرى لفحص فصيلة الدم. كما يتم أخذ التاريخ الطبي الوراثي لعائلة الطرفين، وإذا كان أحد الطرفين حاملاً لإحدى الأمراض الوراثية المفحوصة، يتم مناقشة نتائج الفحوص، وشرح نسبة خطورة انتقال المرض الوراثي لأبنائهم وتحويلهم لإحدى العيادات المتخصصة في الأمراض الجينية للمتابعة، وعمل فحوص إضافية إذا لزم الأمر. السمنة.. داء عالمي يواصل الانتشار كشفت إحصاءات أجرتها «إيكونومست إيفنتس» للأبحاث أن واحداً من بين كل خمسة أطفال في دولة الإمارات يعاني داء السمنة، ويعاني 13 في المئة من سكان الدولة داء السمنة. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني واحد من بين كل ثمانية أشخاص بالغين السمنة المفرطة على مستوى العالم. ويتوقع ارتفاع معدلات الإنفاق على الرعاية الصحية لعلاج مرض السكري الناتج عن السمنة في الشرق الأوسط ليصل إلى 24.7 مليار دولار أميركي بحلول عام 2035، مقارنة مع 16.8 مليار عام 2014. وبالطبع، يتحمل المصابون بالسمنة المفرطة وعائلاتهم أعباء مادية ونفسية كبيرة، ولكن قرار السمنة، خاصة للأفراد الذين لا تكون لديهم أمراض وراثية أو أسباب مرضية، يرجع إلى خياراتهم الشخصية ونمط حياتهم، وعليهم أن يتخذوا القرار الذي يجعلهم يستمتعون بحياة صحية، فتلك الفئة تمتلك القرار، لا سيما أن المؤسسات الصحية الحكومية لا تألو جهداً في التوعية والمساهمة في مكافحة السمنة والأمراض المرتبطة بها. 3 من أشهر حالات السمنة في العالم 1- «خوان بيدرو فرانكو».. مكسيكي يبلغ من العمر 32 عاماً، وكان يعتبر أسمن رجل في العالم مع وزن يبلغ 600 كيلوجرام تقريباً. دخل مستشفى في غوادالاخارا، غرب المكسيك، للخضوع لعملية تجسير، على ما أعلن طبيبه خوسيه كاستانييدا. وكان فرانكو، يزن 595 كيلوجراماً، إلا أنه أنقص وزنه 175 كيلوجراماً بمساعدة علاج طبي على ما أوضح «كاستانييدا». المسكيكي خوان بيدرو. 2- «شارون هيل».. بريطانية تبلغ من العمر 33 عاماً، وحظيت بلقب أسمن امرأة في بريطانيا، وتخضع للعلاج حالياً، بعد أن زاد وزنها على 300 كيلوجرام، غير أن سبب سمنتها هي الإفراط في تناول الطعام والإدمان على السكريات. شارون هيل بعد الإصابة بالسمنة. 3- «مايرا روزاليس».. أميركية من مواليد 1980، وتمثل قصة نجاح، فقد كانت من أثقل الناس في العالم، واقترب وزنها من 470 كيلوجراماً، ولكن بعد أن خضعت للعلاج الطبي المكثف، بلغ وزنها حالياً 91 كجم تقريبًا، وتعيش حياة طبيعية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©