الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثورة السورية... وخيار العودة للاحتجاجات السلمية

الثورة السورية... وخيار العودة للاحتجاجات السلمية
18 ابريل 2012
فر الناشط السوري محمد علوش من بلاده سوريا ولجأ إلى لبنان، ولكن الذي دفعه إلى الفرار ليس هو الأسد، بل "الجيش السوري الحر" هم الذين حملوه على مغادرة مدينته حمص. ويقول علوش متحدثاً من على شرفة أحد المقاهي في بيروت: "في سبتمبر من العام الماضي اعتُقلت مرة أخرى من قبل النظام بسبب انخراطي في تنظيم المظاهرات"، مضيفاً "وبعد أن أطلقوا سراحي، التقيتُ مجموعة من الرجال الذين كنت أعرفهم كأعضاء في الجيش السوري الحر، فذهبت إليهم وصحت: "لقد سرقتم ثورتنا يا جماعة! فقام الثوار بحبس علوش أربعة أيام، وبعد ذلك قالوا له إنهم لا يريدون رؤية وجهه في حمص مرة أخرى. ويعد علوش جزءاً من حركة الثوار الشباب الذين بدأوا الاحتجاجات ضد نظام الأسد في مارس من العام الماضي في أعقاب انتفاضتين مماثلتين قامتا في كل من تونس ومصر. ولكنهم يشعرون اليوم بأنهم هُمشوا بسبب المنعطف العنيف الذي اتخذه النزاع في سوريا منذ أن تم تشكيل "الجيش السوري الحر" الصيف الماضي، وهو مجموعة مسلحة مؤلفة بالأساس من جنود سابقين في الجيش. وتعليقاً على هذا الموضوع، تقول مغنية تستعمل اسماً مستعاراً هو "صافيناز" لأنها مازالت تعيش في دمشق: "إننا لسنا شعباً عنيفاً. وقد كانت ثورتنا سلمية عندما بدأت، ولكنها أصبحت شيئاً آخر الآن. إنني ضد النظام، ولكنني أيضاً لا اتفق مع المسلحين". وقد اجتمع أكثر من 200 ناشط سوري سلمي في القاهرة هذا الأسبوع من أجل مؤتمر يهدف إلى توحيد الثوار حول هدف مشترك: العودة إلى احتجاجات الصيف الماضي غير العنيفة. ومع ذلك يعترف هؤلاء أن الجيش السوري الحر قد راكم زخماً مهماً، في وقت تدعو فيه السعودية وقطر المجتمع الدولي إلى تسليح الثوار السوريين، فإنهم يرون فرصة لعودة هذا الزخم إلى النشطاء غير العنيفين في حال صمد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه الأمم المتحدة ويرعاه كوفي عنان. وفي هذا الإطار، يقول هيثم خوري، وهو عضو في البرنامج الديمقراطي السوري، شارك في مؤتمر القاهرة: "إن مخطط عنان هو أملنا الكبير في هذه المرحلة ونحن نسعى إلى إقناع الجميع بضرورة احترامه"، مضيفاً "إننا نقوم بالاتصال بمجموعات أخرى من المعارضة ونحاول منح الناس أملاً من خلال وسائل الإعلام" للقول إن "هذه خطوة جيدة جداً في اتجاه إنقاذ الأرواح واستعادة ثورة سلمية بالكامل". النظام السوري قام بتعليق تحركاته العسكرية اعتباراً من الثاني عشر من أبريل، ولكن بعض التقارير التي تحدثت عن تجدد القصف يوم الاثنين تبرز هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يرمي إلى إنهاء العنف الذي أسفر عن مقتل أكثر من 9 آلاف شخص منذ بدء الانتفاضة. غير أنه مع سعي المجتمع الدولي جاهداً إلى التأثير والضغط على حملة القمع الوحشي التي يمارسها النظام، ينظر بعض السوريين إلى الجيش السوري الحر باعتباره خيارهم الوحيد من أجل الحرية. وفي هذا السياق، يقول ناشط في دمشق قدم نفسه باسم "مار" عبر موقع "سكايب" الإلكتروني: "بكل صراحة، لقد استسلمنا ويئسنا" من المجتمع الدولي، مضيفاً "لقد خذلتمونا يا جماعة. ولذلك، فإن الجيش السوري الحر هو أملنا الوحيد للخلاص الآن". حكومة الأسد تصف الانتفاضة عموماً باعتبارها من صنع عصابات مسلحة وإرهابيين. ويمكن القول إن نشاط الجيش السوري الحر، الذي يُتهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان أثناء محاربته للنظام، قد ساهم في تعقيد ما بدأ كثورة كانت تطالب فيها الجماهير بالإصلاح السياسي على نحو سلمي ومستمر، وذلك على غرار ما فعل المصريون في ميدان التحرير. هذا ويرى البعض أن نظام الأسد ينظر إلى التغيير السياسي، وليس إلى حركة التمرد المسلح، باعتباره أكبر تهديد. وفي هذا الإطار، تقول "يارا نصير"، التي أُرغمت على الفرار من سوريا الصيف الماضي بعد أن اعتقلت مدة 18 يوماً بسبب توزيع منشورات: "إن النظام خائف من المحتجين غير العنيفين أكثر من خوفه من الإسلاميين المسلحين. ولهذا، فإن معظمهم أُرغموا على مغادرة البلاد أو يوجدون في السجون"، مضيفة "لقد أرادوها أن تصبح انتفاضة مسلحة لأن ذلك يسمح لهم بأن يقولوا للعالم إنهم يحاربون الإرهابيين". وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو قد أدلى بتصريح دال ومعبر خلال مؤتمر صحفي في اسطنبول في الثالث عشر من أبريل عندما سئل حول ما إن كان النظام السوري خائفاً من انتفاضة على غرار ما جرى في ميدان التحرير، فقال "ذلك هو ما نعتقده من أول يوم". جرت فان لانجندونك - بيروت سارة لينتش - القاهرة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستاين ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©