«جوجل» في قفص الاتهام الأوروبي

رفعت السلطات السويسرية قبل أسبوعين دعوى ضد محرك الانترنت العملاق “جوجل” في مسعى لإجباره على إحكام حماية الخصوصية في خدمته المباشرة Online المسماة Street View (مشاهد الشوارع) ضمن سلسلة الاعتراضات الأوروبية على تعامل شركة “جوجل” مع المعلومات الشخصية. وقالت الهيئة السويسرية لحماية البيانات إنها رفعت الدعوى أمام المحكمة الادارية الفيدرالية بعد أن رفضت جوجل مطالبة الهيئة بالمزيد من الإجراءات لإخفاء صور الناس الذين يظهرون في “مشاهد الشوارع” وخصوصاً في المناطق المحيطة بالمشافي والمدارس والسجون. يذكر أن Street View (مشاهد الشوارع) تقدم صورا بانورامية في مستوى الأرض لشوارع في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من المناطق القابلة للبحث عبر خدمة رصد خرائط “جوجل”. وتقوم “جوجل” بتجميع المناظر باستخدام سيارات مجهزة بآلات تصوير. في ذلك تقوم “جوجل” فعلاً بطمس الوجوه ولوحات رخص السيارات التي تظهر في مشاهد الشوارع. كما أنه في وسع مستخدمي الخدمة أيضاً أن يطلبوا ازالة أو طمس صور منازلهم على سبيل المثال. وقالت “جوجل” إنها كانت قد التقت بمفوض حماية البيانات هانسبيتر ثاور قبل استحداث النسخة السويسرية من مشاهد الشوارع وأنها حصلت على الضوء الأخضر لإطلاق المنتج في شهر أغسطس. وبعد أن قدمت الهيئة اعتراضاتها قالت جوجل إنها كانت قد قدمت اجراءات حماية أخرى ولكنها قالت إن المفوض رفضها لعدم كفايتها. وقالت “جوجل” “نحن مستاؤون من أن السيد ثاور لم يدرس مقترحاتنا لمزيد من التحسينات على المنتج. وسوف ندافع بكل قوة عن (مشاهد الشوارع) أمام المحاكم ونحن ملتزمون بالاستمرار في جلب فوائد هذا المنتج إلى المستخدمين السويسريين. وذكرت الهيئة أنه لم يسبق لها أبداً أن أبدت صراحةً وسائل حماية جوجل، كما قالت إن الدعوى جاءت في أعقاب شكاوى وردت من أكثر من 100 شخص. وضمن أشياء أخرى اعترضت الوكالة على حقيقة أن آلات تصوير “مشاهد الشوارع” كانت مركبة في سيارات “فان” على ارتفاع 2.75 متر أو نحو تسع أقدام بحيث تتيح الصور أحياناً لمستخدمي شبكة الانترنت بالنظر من فوق الأسوار ومشاهدة فناء المنزل الخلفي. كما قالت الوكالة أيضاً أن “جوجل” لم تكن واضحة عن مجال مقاصدها من مشاهد الشوارع حين أشارت في بادئ الأمر إلى أنها قصدت عدم شمول غير مراكز المدن المكتظة التي يذوب فيها الأفراد وسط الزحام. وبدلاً من ذلك حسب الوكالة توسعت الخدمة لتشمل الأحياء السكنية الهادئة التي يسهل فيها التعرف على الناس حتى لو كانت وجوههم مطموسة. يذكر أن سويسرا تعتبر واحدة من عدة دول أوروبية منها بريطانيا وألمانيا واليونان التي أثار فيها “مشاهد الشوارع” اعتراضات متعلقة بالخصوصية. ففي ألمانيا وافقت الشركة فعلاً على إزالة حتى الصور الأولية التي تخزنها وليس فقط الصور المنشورة لأشخاص يعارضون شمولهم في الصور. وفي مسألة أخرى متعلقة بالخصوصية، قامت “جوجل” ومحركات بحث أخرى بخفض الفترة الزمنية التي تخزن فيها بيانات بحث الشبكة بناءاً على الضغوط التي مارستها المفوضية الأوروبية في ذلك. وطبقاً للقانون السويسري المعروف بتمسكه التقليدي بالخصوصية والسرية يترك للأفراد التحكم الكامل في استخدام صورهم بحسب وكالة الخصوصية. في ذلك يقول ثاور المفوض بحماية البيانات “يكفيك الادعاء بأن خصوصيتك قد انتهكت ولست مضطراً للذهاب إلى المحكمة وتقول انظر لقد اقتحموا منزلي بسبب أنه عرض في مشاهد الشوارع”. عن “انترناشيونال هيرالد تريبيون”