«ليلة الحناء» فعالية تحتفي بالعروس وترسم الفرحة على وجوه الزوار

اختتمت أمس الجمعة «أيام الشارقة التراثية» التي انطلقت في الثالث من أبريل الجاري، وتضمنت العديد من الفعاليات في مختلف مدن الشارقة، ومن ضمن أهم الفعاليات لأيام الشارقة التراثية بكلباء، أقيمت ليلة الحناء التراثية، باعتبارها من العادات القديمة ومن الصور القديمة التي كانت تتكرر مع المناسبات الجميلة، وقد كانت بعض الأسر الموسرة تقيم الاحتفالات والأهازيج قبل ليلة الحناء، وتعد الفرق الشعبية أحد مظاهر الإعلان عن الزواج. وتقول علياء المغني إن تلك الاحتفالية لاقت حضور عدد كبير من الزوار والجمهور، حيث قامت مجموعة من السيدات بنقش الحناء للعروس على الكفين والقدمين، كما تم فرك شعرها بالزعفران، وصاحب تلك الأهازيج التي أطلقتها النساء ويسمى هذا النوع «المناناه»، وسط حماس وفرحة عمت أرجاء المكان، وقد استمتع الزوار وتعرفوا على مراسم ليلة الحناء قديماً، والتي كانت تستمر على مدار عدة أيام، لأن الحناء قديماً لم تكن توضع بها أية إضافات لزيادة حدة اللون الأحمر الغامق، وكانت توضع مرتان في اليوم وربما يتكرر وضعها في اليوم التالي، ويقال إن المرة الأولى تسمى «طرق» والثانية «طرقين» أو «ثلاثة طروق»، حتى يغمق، ولكن لم تكن العروس تعرض على زوار البيت، حيث تخبأ حتى لا يذهب بهاؤها. وتكمل المغني قائلة إن أهل الإمارات خلال الخمسة عشر عاماً الماضية أو تزيد، أصبحوا يجرون على ليلة الحناء الكثير من التطوير، لأن ليلة الحناء قديماً كانت تجتمع فيها العروس مع صديقات طفولتها وقريباتها، وربما تضع لهن المحنية الحناء على حساب العروس، ويقضين مع العروس تلك الليلة في تسامر وضحك، لأنها ستغادر إلى حياة جديدة لن يتلقينها بعدها في كل يوم كما كن معها في السابق، حيث تنشغل بالحياة الزوجية، ولكن اليوم تضع العروس الحناء في ليلة واحدة وتلبس خلالها أجمل مالديها من ملابس، حيث تكون موشحة بالخيوط الذهبية. أيضاً من المظاهر الحديثة أن الفتيات ربما يأتين بسيدة تعمل على أجهزة صوتية حديثة دي جي، ويستمعن مع العروس إلى الأغاني أو إلى الأناشيد الإسلامية حسب طلب العروس، وبعد أن تضع العروس الحناء تبقى جالسة حتى يجف تماماً، وربما تحاول بعد ذلك أن لا تراها القريبات، حتى تظهر عليهن في ليلة زفافها وتكون الحناء قد صبغت كفيها بلون أحمر قاتم يقال له خمري. وتوضح علياء المغني أن ليلة الحناء هي من أهم الأحداث التي تؤثر بشكل جميل في الفتاة، وتبقى لديها تلك الذكرى لتحكي قصتها لبناتها وصديقاتها، فالفتيات العرائس يسألن بعضهن عن أهم ما كان يميز ليلة الحناء في حياة كل واحدة منهن، وذلك كي تقتبس إحداهن أهم ما يميز ليلة الحناء لنفسها، وسط أهلها وأحبابها.