الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محللون: إشارات سعودية متضاربة تربك اتفاق خفض إنتاج أوبك

14 سبتمبر 2008 01:58
تثير اشارات متضاربة من السعودية تساؤلات بشأن ما إذا كان أكبر بلد مصدر للنفط في العالم سيكبح الإنتاج حسبما اتفق عليه مع سائر أعضاء أوبك الأسبوع الماضي· وكانت السعودية أكثر أعضاء أوبك نفوذا وافقت يوم الأربعاء على اتفاق لخفض الإنتاج نحو نصف مليون برميل يوميا بعد تراجع أسعار النفط من ذروة فوق 147 دولارا للبرميل في يوليو إلى ما يزيد قليلا على 100 دولار· وأي خفض سيقع بالأساس على عاتق السعودية التي تنتج معظم الكميات الاضافية فوق هدف أوبك· لكن محللين يقولون إن القلق بشأن تأثير ارتفاع أسعار الوقود على اقتصادات الولايات المتحدة أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم وسائر كبار المستهلكين قد يمنع السعودية من تنفيذ التخفيضات· وقال مايك ويتنر محلل الطاقة لدى سوسيتيه جنرال ''يؤول الأمر دائما إلى ما يريده السعوديون لكن حقيقة أنهم لا يبدون راضين عن القرار تضع علامة استفهام على تخفيضات أوبك''· ومضى يقول ''توجد اعتبارات سياسية ويساور السعودية وسائر أعضاء أوبك المعتدلين قلق حقيقي من أنه في حين لم يتسبب ارتفاع أسعار النفط في التباطؤ الاقتصادي إلا أنه حمل زائد على الاقتصاد''· لكنه أضاف أنه يتوقع أن يخفض السعوديون إنتاجهم في نهاية الأمر· وكانت صحيفة الحياة السعودية قالت في تقرير لم تذكر مصدرا له يوم الخميس إن السعودية لا تعتزم خفض الإنتاج نظرا لالتزامها بالوفاء بالطلب على إمداداتها من الخام· ولم يدل وزير البترول السعودي علي النعيمي بتصريحات منذ اتفاق أوبك الذي جرى التوصل إليه في الساعات الأولى من يوم الأربعاء على الالتزام بأهداف المنظمة للإنتاج· وقبل اجتماع المنظمة قال النعيمي إن المملكة ستواصل سياسة الوفاء بكل الطلب على النفط من زبائنها· وكان مصدر خليجي رفيع قال يوم الثلاثاء إن من المستبعد أن يشهد الاستهلاك تراجعا كبيرا قبل الربع الثاني من العام 2009 وتوقع أن تواصل السعودية الضخ قرب معدلها الحالي في حالة استقرار الطلب· وفي المقابل أصر شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية الذي قال مرارا إن السوق معرضة لخطر تجاوز العرض للطلب في تصريحات لرويترز يوم الخميس على أن أوبك ستخفض الإنتاج· وبعد ارتفاعها دولارا واحدا لفترة وجيزة عقب قرار أوبك لامست أسعار النفط يوم الخميس أدنى مستوياتها في خمسة أشهر فوق 100 دولار· ودفعت المخاوف من أن يعطل الاعصار ايك قطاع النفط الأميركي أسعار الخام صعودا أمس الأول وقال محللون إن السوق تنتظر مؤشرات ملموسة على خفض الإنتاج السعودي· وقال توماس ستينفول محلل النفط لدى يو·بي·اس ''الأمر غير واضح· أعتقد أن السوق تريد أن ترى تأكيدا في الهامش الزمني أو أسعار الشحن أو فروق الأسعار''· وأبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هدف إنتاجها الإجمالي مستقرا طيلة العام بعدما اتفقت في سبتمبر 2007 على رفع سقفها 500 ألف برميل يوميا· وخلال اجتماع استثنائي عقد لمعالجة انفلات أسعار النفط واستضافته مدينة جدة في يونيو أعلنت السعودية من جانب واحد أنها ستضخ 9,7 مليون برميل يوميا وذلك بزيادة نحو 750 ألف برميل يوميا عن سقفها المتفق عليه· وقال درسدنر كلينفورت في مذكرة بحثية إن السعودية ''أنتجت أكثر من الحصة في كل شهر منذ زيادة الحصص وأعلنت عن زيادتين من جانب واحد· نعتقد أن هذا يوضح أنها لا تريد سعرا للنفط في خانة المئات''· وتراجع بالفعل الطلب في الولايات المتحدة أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم بأسرع ايقاع منذ عام 1982 في النصف الأول من العام الجاري· ويقول محللون إن من شأن تحرك جاد لخفض الإنتاج الآن في وقت تهدد الأعاصير البنية التحتية الأميركية للطاقة وتتأهب الشركات لذروة الطلب خلال فصل الشتاء في نصف العالم الشمالي أن يسفر عن قفزات سعرية· وقد تكون السعودية قلقة أيضا من أن يفضي استمرار ارتفاع الأسعار إلى تراجع أشد في الاستهلاك وأن يدفع أسعار النفط لمزيد من التراجع في الأجل الطويل· وقال بيتر بوتل رئيس كاميرون هانوفر ''السعودية قد تكون البلد الوحيد الذي لديه فكرة ما عن الدور الكبير لارتفاع الأسعار في الإضرار بالطلب· ''كلما رفعوه (السعر) الآن، قل (الطلب) بسبب الاضطراب الهائل في الاقتصاد العالمي''·
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©