تعتبر النتائج التي حققها السداسي الأفريقي، كما يطلق عليهم أو المنتخبات الست التي حملت لواء القارة الأفريقية في هذه البطولة أقل من مستوى الطموح، ويكاد الجميع يتفق على أنه كان في الإمكان أفضل من الذي تحقق على أرض الواقع ومن أصل ستة منتخبات كان المنتخب الغاني هو المتأهل الوحيد إلى الدور الثاني.
وتحولت الأضواء في بطولة كأس العالم الأفريقية كما يحلو لأبناء القارة السمراء تسميتها باتجاه منتخب غانا، وبعد خروج المنتخبات الأفريقية الباقية من الدور الأول بدأت الحملة من أجل تشجيع منتخب غانا ومؤازرته في المواجهة التي تجمعه مع منتخب الولايات المتحدة هذا المساء في روستنبرج.
بدأ علم غانا يحتل كل الأماكن التي كان يتواجد فيها علم الدولة المستضيفة لدرجة أننا شككنا أن البطولة تحولت وأصبحت تقام في العاصمة الغانية اكرا، كما بدأت بعض الجماهير مسيراتها الاحتفالية من أجل حشد الدعم والتأييد لممثل القارة الأفريقية الوحيد والذي تمكن بواسطة أسمائه الشابة من الحفاظ على كبرياء القارة السمراء في البطولة.
وكان منتخب غانا قد تأهل إلى الدور الثاني بعد ان حل وصيفاً للمنتخب الألماني في المجموعة الرابعة وبعد أن خسر أمام نفس المنتخب بهدف نظيف ولكنه استفاد من خسارة صربيا أمام استراليا خلال المباراة التي اقيمت في نفس التوقيت، وبالتالي بات المنتخب الغاني هو الممثل الوحيد للكرة الأفريقية في المونديال الحالي والذي يقام للمرة الأولى على أرض أفريقية.
وقال أحد المشجعين إنه ليس حزيناً لخروج منتخب جنوب أفريقيا من البطولة لأن الفريق قدم عرضاً بطولياً أمام منتخب فرنسا وأنه أصبح يؤازر منتخب غانا وتعهد أن يتواجد خلف فريق النجوم السوداء مثلما فعل مع منتخب بلاده لأنه أصبح الأمل الوحيد للقارة الأفريقية في المونديال، وأضاف أنه كان يتوقع أن يصل أكثر من منتخب أفريقي إلى الدور الثاني ولكنه تفاجأ بالنتائج المخيبة للآمال ولكنه توقع أن تعوض غانا هذا الإخفاق خلال المرحلة القادمة.
وقال مشجع آخر إنه يثق في قدرة منتخب غانا على مواصلة المشوار حتى الدور نصف النهائي على أقل تقدير وأضاف أنه لا يعتقد أن منتخب جنوب افريقيا ودع البطولة لأن غانا تكمل مسيرة الفريق، وأضاف أنه لا قلق على القارة الأفريقية وعلى فرقها وإذا كان منتخب “البافانا بافانا” لم يتمكن من مواصلة المشوار فلا زالت غانا متواجدة.
وتسود حالة من التفاؤل بين المشجعين الأفارقة في قدرة غانا على تجاوز عقبة منتخب الولايات المتحدة القوي هذا المساء ويستشهد هؤلاء بالأداء القوي لمنتخب غانا منذ بداية البطولة وعلى الرغم من خسارته أمام ألمانيا ولكنه لم يكن بالخصم السهل.
ويقول ايدوو وهو صحفي غاني إنه سعيد لنجاح منتخب غانا في الوصول إلى الدور الثاني في المونديال وللمرة الثانية على التوالي، وهو يعتبر بمثابة تقدم للكرة في غانا، وأضاف أنه يرى أن هذا الفريق بعد العروض التي قدمها خلال المباريات الثلاث في الدور الأول يستطيع تجاوز عقبة المنتخب الأميركي إذا ما ظهر اللاعبون بنفس المستوى الذي قدموه أمام منتخب ألمانيا.
يذكر أن غانا في مونديال المانيا 2006 كانت قد تخطت الدور الأول ولكنها خرجت على يد منتخب البرازيل بعد الخسارة بثلاثة أهداف نظيفة.
في المقابل فقد انتهت حالة الانتعاش التي عاشها الباعة في جنوب أفريقيا والمتخصصين ببيع القمصان الخاصة بمنتخب جنوب أفريقيا والأعلام وبقية اللوازم التشجيعية لجماهير “البافانا بافانا”، وكان الأمل أن يتواصل هذا الانتعاش في حال تمكن المنتخب من تجاوز الدور الأول للبطولة خصوصاً وأن الطلب كان متزايداً على هذه البضائع في الأشهر الأربعة الأخيرة، ولكن بعد خروج الفريق من الدور الأول تراجع الطلب بشكل ملحوظ وربما يحتاج هؤلاء الباعة إلى استبدال بضاعتهم خلال الأيام القادمة وتغيير الموجة بحسب المنتخبات التي تتأهل إلى المراحل المتقدمة، ويبدو أن البعض قد بدأ بتنفيذ الخطة البديلة بالفعل حيث انتشرت أعلام الدول المتأهلة إلى الدور الثاني، ويشهد علم غانا الكثير من العرض عند التقاطعات والإشارات الضوئية، وفي حال خرج منتخب غانا هذا المساء فلا شك أن لدى هؤلاء الباعة الخطط البديلة الأخرى لتعويض خسائرهم من خروج المنتخب المضيف.
عدد اليوم
