إغراءات شراء الأسهم تزيد مع انخفاض مضاعف ربحية الشركات

تراجعت مضاعفات الربحية للشركات، التي تمثل القيمة السوقية إلى العائد على السهم، بنسب متفاوتة بلغت 18% لسوق أبوظبي، و14% لسوق دبي بنهاية تداولات الأسبوع الماضي ، مقارنة بالنسب المسجلة مطلع أغسطس الماضي، ما اعتبره محللون مؤشرا على ''فرصة مغرية'' للشراء والدخول إلى السوق· وتأثرت مضاعفات ربحية الأسهم بانخفاض السوق واستمرار موجات البيع في الآونة الأخيرة، إذ بلغت مضاعفات ربحية الأسهم في سوق أبوظبي حتى نهاية تداولات يوم الخميس الماضي 10,6 مرة مقارنة بـ12,9 مرة في نهاية يوليو الماضي، في حين بلغت مضاعفات ربحية أسهم دبي 11,52 مرة مقارنة بـ13,42 مرة للفترة ذاتها· واعتبر شريف عبد الخالق مدير حسابات المؤسسات في بيلتون للأوراق المالية أن التراجع المسجل في أسواق المال المحلية والمتواصل منذ مطلع أغسطس الماضي ''منح السوق مكررات ربحية جذابة''· ويستعين مديرو الصناديق والمحافظ الاستثمارية بمقياس القيمة السوقية إلى العائد على السهم (P/EPS) في عملية دراسة الأسهم المستهدفة، باعتباره إحدى أدوات التحليل الأساسي والنوعي يبين قوة السهم في السوق من حيث السعر المتداول جنباً إلى جنب مع مستويات الربحية التي تمكنت الشركة من تحقيقها والتي تنعكس في قوائم الدخل على السهم بحد ذاته· وتستخرج نسبة القيمة السوقية إلى العائد بقسمة القيمة السوقية للسهم على عائد السهم، أي حصته من الأرباح، في آخر فترة مالية· وعند انخفاض سعر السهم في السوق يبدأ مضاعف ربحيته بالتراجع أيضاً فهي علاقة طردية· وقال متعاملون إن أسواق المال المحلية تمثل في الوقت الراهن فرصة للشراء والاستثمار، رغم الظروف التي مرت بها في الفترة الأخيرة، والتي ما تزال مستمرة، حيث تحتاج على إعادة بناء ثقة المستثمرين· وتراجع المؤشر العام لسوق الإمارات المالي بنسبة 19% منذ مطلع العام، متأثرا بعمليات بيع طالت أغلبية الأسهم الاستراتيجية، وفقدت الأسهم نحو 159 مليار درهم في آخر 40 جلسة· وقال عبد الخالق : ''المستثمر المحلي ينظر إلى المستويات المسجلة حالياً على أنها جذابة أكثر مما كانت عليه، ولكن المستثمر الأجنبي في المقابل يتحرك وفق معطيات وعناصر أخرى، بالنظر إلى مضاعفات الربحية في أسواق روسيا التي وصلت بالأمس إلى حدود 7 مرات، وداوجونز عند 13 مرة''· فالسوق الإماراتي، والحديث ما يزال لعبد الخالق، يمثل فرص شراء قوية على مكررات الربحية الحالية، ولكن المستثمرين الأجانب يركزون على القطاعات كلاً على حدة في إشارة منه إلى القطاع العقاري الذي يعتبر واحداً من أكثر القطاعات جاذبية على مستوى العالم· ويبلغ مضاعف ربحية القطاع العقاري في سوق أبوظبي 6,9 مرة في حين وصلت مكررات أرباح قطاع الإنشاءات في دبي إلى 8,22 مرة، ووصل سهم شركة الدار العقارية إلى مضاعف 5,5 مرة في حين سجل سهم إعمار مضاعف 7,09مرة· من جهته، اعتبر تميم الرفاعي رئيس ذراع الوساطة المالية في شركة المال كابيتال أن ''تراجع أسعار الأسهم بطبيعة الحال ليس إيجابياً، ورغم الجاذبية التي تبرزها مضاعفات ربحية الأسهم المدرجة في السوق، إلا أن التراجع بالعموم دفع إلى تكوين قناعات لدى جمهور المستثمرين بتفوق البيع على الشراء''· ويحتشد السوق بآراء مختلفة، حيث جاء التراجع في الأسواق المحلية بالتزامن مع دخول موسم الصيف، وقيام المستثمرين العالميين ببيع أسهمهم في المحافظ الأجنبية التي تستثمر في الأسواق المحلية، وهو ما تسبب بتراجع أحجام التداولات وعمق حالة الخوف في الأسواق، بحسب الرفاعي· وأشار الرفاعي إلى أن السوق بطبيعة الحال لا تعاني في الوقت الراهن من ''انتفاخ في الأسعار''، أو تضخماً في تقييمات الأسهم، ولكن بوجه العموم فإن التراجع المسجل يعد صحياً رغم استمرار حالة الخوف بين المستثمرين التي ''غذتها'' التحقيقات الجارية في شبهات الاختلاس في بعض شركات دبي· وكانت حصيلة ملاحقات الفساد المفترض في عدد من الشركات في دبي ارتفعت خلال الأسبوع الماضي إلى 12 مشتبها به خلال أقل من 5 أشهر بعد استدعاء نائب الرئيس التنفيذي لشركة تمويل· وتأثرت أسهم بعض الشركات المدرجة في سوق دبي جراء التقارير التي تحدثت عن عمليات الاستجواب والاختلاسات المفترضة، حيث تراجع سهم تمويل إلى بنسبة قاربت 40% من قيمته خلال 6 أسابيع، حيث تراجع مضاعف ربحيته إلى 8,11 مرة، وتراجع سهم دبي الإسلامي إلى مضاعف ربحية 8,38 مرة· من جهته، قال زياد الدباس المستشار في بنك أبوظبي الوطني: ''يفترض أن سوقنا اليوم يعتبر من أرخص الأسواق في المنطقة خاصة في ظل النمو الكبير المسجل في أرباح الشركات المساهمة العامة والتوقعات باستمرارية نمو الأرباح''· وزاد : '' مؤشر مضاعف ربحية الأسهم يعد مؤشراً خاصاً بالمحترفين في الأسواق المحلية، فالشركات المدرجة تواصل تحقيق الأرباح والنمو وتتداول على أسعار ومضاعفات رخيصة''·