قتل 12 شخصا على الأقل بينهم نساء وأطفال في هجوم صاروخي أميركي وقع أمس في المنطقة القبلية المضطربة في شمال غرب باكستان والمتاخمة للحدود الأفغانية التي شهدت أيضا مصرع 40 مسلحا في اشتباكات مع قوات الأمن، في تزامن مع ختام اجتماع استمر يومين لقادة الجيش وسط غضب شعبي من الهجمات البرية والجوية التي تشنها القوات الاميركية على هذه المنطقة ·
واستهدف الهجوم الذي وقع امس منزلا بقرية تولخيل في بلدة ميرانشاه الرئيسية بإقليم شمال وزيرستان القبلي الذي يعتقد أنه معقل لمتشددي طالبان والقاعدة· وقال مسؤول أمني طلب عدم الكشف عن هويته ''تشير تقارير أولية إلى أن 12 شخصا على الأقل قتلوا بعد إطلاق صاروخ من طائرة أميركية استهدف المنزل قبل الفجر مباشرة''·
وفي وقت لاحق قتل 40 مسلحا يعتقد انهم من طالبان في اشتباكات عنيفة مع قوات الامن الباكستانية في منطقة قبائل على الحدود الافغانية· وصرح مراد خان المتحدث باسم الجيش بأن ''أربعين مسلحا قتلوا كما استشهد اثنان من عناصر قوات الامن في القتال في منطقتين في باجور''·
وجاءت هذه التطورات في الوقت الذي لا تزال الحكومة والشعب الباكستاني يعانيان من ويلات هجمات أميركية سابقة في المنطقة· وذكر أحد السكان المحليين ويدعى سليمان أن ستة من القتلى كانوا من النساء والأطفال· ودمر الصاروخ المنزل الذي يرجع إلى أحد الموالين لطالبان في المنطقة والذي حددت هويته باسمه الأول فقط ''يوسف''· ورغم أن الجيش الباكستاني أقر بوقوع الهجوم ، إلا أنه لم يدل بتفاصيل بشأن الضحايا·
وجاء الهجوم الاخير فيما كان الجيش الباكستاني يؤكد في بيان رسمي امس انه سيعمل على حماية وحدة وسلامة اراضي البلاد تحت قيادة حكومتها الديموقراطية الجديدة· وجاء البيان في ختام اجتماع استمر يومين لقادة الجيش وسط غضب شعبي من الهجــمات التي شنــــتها قوات برية اميركية الاسبوع الماضي وضربات جويـــة استهدفت منطقة القبائل المحاذية لافغانستان·
وترأس الاجتماع قائد الجيش الجنرال اشفاق كياني بعد يوم واحد من انتقاده الغارات التي تشنها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة عبر الحدود، حسبما ذكر مسؤولون· ونقل بيان الجيش عن كياني قوله لقادة الجيش ان ''كل عناصر القوة الوطنية تحت القيادة الديموقراطية الجديدة سيحمون وحدة وسلامة اراضي باكستان بدعم وتأييد كامل من الشعب الباكستاني''· وكان كياني صرح الاربعاء ان باكستان ستدافع عن سيادتها ''بأي ثمن'' ولن تسمح لاي قوة بشن عمليات داخل باكستان·
وزادت الغارات الجوية الأميركية بشكل عنيف خلال الأيام الماضية مما تسبب في توتر العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد الحليفين في الحرب ضد الإرهاب· وجاء احتجاج باكستان العنيف بعد ساعات من قول رئيس الأركان الأميركية المشتركة الأدميرال مايك مولين إن الجيش يعيد النظر في استراتيجيته عقب فشله في تحقيق أهدافه في الحرب ضد المسلحين الإسلاميين في أفغانستان· وتتضمن الاستراتيجية الجديدة زيادة في الهجمات الأحادية الجانب داخل باكستان·
وكان تقرير نشرته صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأميركية أمس الاول ذكر أن الرئيس الأميركي جورج بوش وافق سرا في يوليو الماضي على أوامر تسمح بشن هجمات برية داخل باكستان دون إبلاغ الحكومة الباكستانية مسبقا· لكن حلف الأطلسي الذي يقود قوة المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان (إساف) رفض المشاركة في الاستراتيجية الأميركية بشن هجمات عبر الحدود· وقال جميس اباثوراي المتحدث باسم الناتو ''سياسة الناتو هي أن تفويضنا ينتهي عند الحدود''·
وفي حادث منفصل، فجر مسلحون قنبلة بتقنية التحكم عن بعد في قافلة عسكرية قرب ميرانشاه امس ما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود· وشن الجنود هجوما انتقاميا أسفر عن مقتل أربعة أشخاص يعتقد بأنهم من السكان المحليين كانوا يسيرون على نفس الطريق·
عدد اليوم
