الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«عالم مو».. الداخل مفقود والخارج مولود!

«عالم مو».. الداخل مفقود والخارج مولود!
26 يونيو 2017 01:17
محمد حامد ( دبي) لا يمكن القول إن المدرب الذي حصد 25 بطولة منها دوري أبطال أوروبا عامي 2004 و2010، ونال الشرف الفوز بدوريات البرتغال وإنجلترا وإيطاليا وإسبانيا هو مدرب لا يجيد تقييم المواهب، وعلى الرغم من ذلك فقد فرط جوزيه مورينيو في عدد كبير من اللاعبين من بينهم 10 نجوم على الأقل نجحوا في التألق بعد قراره بالاستغناء عن خدماتهم أو بيعهم لأندية أخرى، والملاحظ أن هؤلاء النجوم ظلوا يعانون من الجلوس على مقاعد البدلاء، لتنفجر قدراتهم الحقيقية في أندية أخرى. عودة محمد صلاح للبريميرليج من الباب الكبير تعيد فتح ملف مورينيو الذي يشتهر بأنه أحد أكثر المدربين اعتماداً على النجوم أصحاب الخبرة والقدرات الخاصة، ولا يبذل جهداً كبيراً في اكتشاف المواهب أو تلميع المجهولين، فهو يتطلع للنجاح الفوري، والفوز بالبطولات في موسمه الأول مع أي فريق، على العكس من يورجن كلوب وآرسين فينجر، وكذلك بيب جوارديولا، وفي الوقت الراهن نجح زيدان في تقديم بعض النجوم الجدد للريال أو إعادة اكتشاف بعض الموهوبين. ويظل مورينيو وحيداً في قائمة المدربين الكبار الذين يتمسكون بفلسفة الاعتماد على اللاعب الجاهز الذي لا يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد لإطلاق مواهبه، وعلى الرغم من نجاح فلسفته في كثير من الحالات مثل إبرا الذي تألقه معه في صفوف اليونايتد، إلا أن إبرا في نهاية المطاف لم يكن خياراً للمستقبل، كما أنه مارسيال الصغير الموهوب تضرر من وجود النجم السويدي، ولكنها فلسفة مورينيو التي تقول أعطني إبرا الآن على حساب مستقبل مارسيال. قائمة ضحايا مورينيو الذي أعادوا اكتشاف أنفسهم بعد التحرر من قبضته تضم كيفين دي بروين، وروميلو لوكاكاو، ومحمد صلاح، ودافيد لويز، وخوان كوادرادو، وريكاردو كواريزما، ونوري شاهين، وأندري شورله، وغيرهم من النجوم الذين أثبتوا صحة النظرية التي تقول إن «الداخل إلى عالم مورينيو مفقود والخارج منه مولود»، وعلى الأرجح سوف يتكرر هذا السيناريو مع الفرنسي أنتوني مارسيال، ولوك شو وهما من الضحايا الحاليين الذين يعانون مع مورينيو في صفوف اليونايتد. (1) دي بروين كيف أصبح كيفين دي بروين اللاعب الأهم والأكثر تأثيراً في صفوف مان سيتي، والنجم المفضل لبيب جوارديولا على الرغم من أنه لم يحصل على الفرصة التي يستحقها مع مورينيو؟ لا أحد يمكنه أن يتوصل إلى إجابة مقنعة لهذا التساؤل، خاصة أن قدرات دي بروين فطرية ولم تظهر على نحو مفاجئ، فقد خاض 9 مباريات فقط مع مورينيو في تشيلسي، ورحل إلى الدوري الألماني، ومنه عاد إلى البريميرليج عبر بوابة مان سيتي، ليتألق بصورة لافتة، ويسجل 23 هدفاً ويشارك في صنع عدد كبير من أهداف «البلو مون»، وأصبحت القيمة السوقية للنجم البلجيكي 70 مليون يورو في الوقت الراهن. (2) لوكاكو خاض مع مورينيو 3 مباريات فقط، بل لم يتجاوز عدد الدقائق التي منحها له مورينيو حاجز الـ120 دقيقة، وهو ما جعل الجميع يشعرون بالدهشة من تجاهل مورينيو له على الرغم من أنه كان المهاجم الواعد بما يملكه من قدرات تهديفية وقوة بدنية هائلة، وقرر مورينيو إزاحته دون مقدمات، ولم ينسَ له يوماً أنه أهدر ركلة جزاء أمام بايرن ميونيخ في سوبر أوروبا، وعاد لوكاكو للحياة من جديد مع إيفرتون، فقد سجل 71 هدفاً في 133 مباراة، وهو الآن أحد النجوم الذين ترشحهم التقارير لتجاوز الـ100 مليون يورو في بورصة الانتقالات، حيث يسعى كونتي للاستعانة به في هجوم تشيلسي. (3) صلاح مع كل هدف يسجله محمد صلاح لفريق روما، ومع كل فرصة تهديف يصنعها يتعرض مورينيو لهجوم من جماهير تشيلسي، فقد كان «مو» متسرعاً في الموافقة على رحيله على الرغم من أن بدايته كانت جيدة، فقد سجل لتشيلسي هدفاً في مباراته التي تفوق خلالها على أرسنال بسداسية، ولم يحصل صلاح على فرصة حقيقية لمواصلة التألق تحت قيادة مورينيو، وبعد رحيله إلى إيطاليا أحرز وصنع 71 هدفاً في 109 مباريات مع فيورنتينا وروما، وعاد إلى البريميرليج لينضم لفريق ليفربول مقابل 42 مليون يورو، ليصبح أغلى لاعب عربي وأفريقي، وهو الصفقة الأغلى في تاريخ الريدز، ليواصل صلاح رحلة التوهج بعيداً عن «مو». (4) كوادرادو في فبراير 2015 انتقل خوان كوادرادو من فيورنتينا إلى تشيلسي مقابل 30 مليون يورو، مع انتقال محمد صلاح معاراً إلى الفريق الإيطالي، وقال كوادرادو إنه حصل على فرصة العمر لأنه سوف يتدرب على يد مورينيو، ولكنه شارك في بعض دقائق خلال 15 مباراة، مما أثار التساؤلات عن إصرار مورينيو على التعاقد معه ثم تجاهله، والمدهش في الأمر أنه عاد للتألق من جديد بعد انتقاله إلى يوفنتوس، فقد شارك في تتويج اليوفي بثنائية الدوري والكأس الموسمين الماضيين، وبلوغ نهائي دوري الأبطال، وشارك مع السيدة العجوز في 85 مباراة محرزاً 8 أهداف، مما يؤكد أنه لاعب أساسي في خطط المدرب ماسيمليانو أليجري. (5) لويز دافيد لويز هو اللغز الكبير في قائمة ضحايا مورينيو، فقد كان يقدم مستويات جيدة مع تشيلسي سواء في قلب الدفاع أو مركز لاعب الوسط المدافع، إلا أن مورينيو وافق على رحيله إلى باريس سان جيرمان مقابل 50 مليون جنيه استرليني، وهي صفقة ناجحة مالياً، ولكنها لم تكن في مصلحة الفريق اللندني كروياً، وتألق لويز مع البي إس جي وحصل على 9 بطولات، ليعود من جديد لصفوف تشيلسي بداية الموسم المنتهي مقابل 35 مليون جنيه استرليني، والأهم أنه تألق من جديد في صفوف نفس الفريق ولكن مع أنتونيو كونتي، ليؤكد النجم البرازيلي أنه النموذج الأبرز لضحايا «مو» الذي تتوتر علاقته ببعض الموهوبين دون مقدمات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©