الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الجراغ والنقبي يلين معهما الحديد تحت الماء

الجراغ والنقبي يلين معهما الحديد تحت الماء
15 أغسطس 2016 21:43
هناء الحمادي (أبوظبي) يبحران لمسافات عميقة، يغطسان في أعماق البحر، وبين الإبحار والغطس يحملان أدوات ومعدات كهربائية يكشفان بها موقع الخلل في السفن التي تحمل مئات الأطنان من البشر والبضائع، ومع عمليات القطع واللحام ينتهي العطل خلال ساعة لا أكثر. تلك هي طبيعة عمل أحمد الجراغ، وعبد الرزاق النقبي، عبر عمليات الغوص التجاري، والقيام بلحام وقطع المعادن تحت سطح الماء. خوف وقلق يقول أحمد الجراغ، إنه عشق مهنته المحفوفة بالمخاطر، بعد أن وصل إلى قناعة أن مهنته لا يعمل فيها الكثير من الشباب المواطن نظراً لخطورتها، كما أنها تتسم بالمغامرة، ورغم أن عمله من أصعب الأعمال وأخطرها، خاصة أنه يتعامل مع الكهرباء والماء في آن معاً، إلا أن مشاعر الخوف والقلق تبددت بعد أن تخطى التجربة الأولى في أعماق البحر. يذكر أنه يقوم بتدريب الغواصين، إضافة إلى الجمع بين هوايتي الغوص الترفيهي والتجاري، وعضويته في هيئة تدريس المنظمة العالمية للغوص. ويعد من الأوائل الذين التحقوا برحلة علمية لممارسة المهنة في جنوب أفريقيا التي استمرت لمدة 3 أشهر نفذتها شركة الإرشاد البحرية التابعة لمجموعة أدنوك. كبير المدربين بالرجوع إلي عالم الغوص في حياة الجراغ، يوضح أن البداية عام 2007 في عالم الحياة البحرية، ليلتحق بعد ذلك بدورات عدة يصل بعدها إلى درجة كبير المدربين في التدريب الدولي، وكان ذلك عام 2009، لكن طموحات الجراغ كانت تنصب في الدخول بمجال نادر ومتميز ألحقه ذلك إلى الذهاب بدورة تدريبية إلى جنوب أفريقيا لتعلم «الغوص التجاري» والحصول على الرخصة الدولية في القطع واللحام، وهي من مهام «الغواص التجاري» التي لا بد له أن يتقنها ويكسب الخبرة منها. ليعود الجراغ من الدورة التدريبية ولديه الكثير من الخبرة عن فسيولوجيا جسم الإنسان، وقوانين الفيزياء والسباحة والغطس والإسعاف البحري، وكيفية تطبيق معايير السلامة البحرية وقطع المعادن. قاع البحر يشعر الجراغ، بالتميز في مهنة نادراً ما يكون العنصر المواطن فيها، ويقول: «ليس من السهل النزول إلى قاع البحر وبيدك الكثير من الأسلاك الكهربائية الشائكة، ومن يقوم بهذه المهمة، لا بد أن يتحمل ذلك بصبر مع الكثير من الضغط من أجل اكتشاف مواقع الخلل في السفن، علماً أن تصليح العطل يحتاج نحو ساعة أو أكثر بحسب المشكلة، و اللحام تحت الماء يستخدم لإصلاح السفن وأنابيب النفط والحفارات والجسور المتصدعة، وغيرها من العمليات المهمة. ويشرح؛ اللحام، عبارة عن شكلين هما اللحام والقطع، ويتم عن طريق تماس مباشر مع الماء أو ينفذ يدوياً عبر معدات تشبه المستخدمة في اللحام العادي. وأهم العوامل التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار خلال إجراء عمليات اللحام تحت الماء، الخبرة والتدريب الشخصي، فلا بد أن يتمتع الغواص بخبرة في الغوص حتى يتمكن من تنفيذ المهام الموكلة إليه. خبرة وصبر لا تكتمل رحلة الغوص إلا مع زميله عبد الرزاق النقبي، الموظف بشركة الإرشاد البحرية التابعة لمجموعة أدنوك الذي أوضح أنه وبعد عام من التحاقه بالعمل، حصل على فترة تدريب في جنوب أفريقيا لمدة 3 أشهر، حصل بعدها على الرخصة الدولية في الغوص التجاري، ثم عاد إلى البلاد للعمل في الغوص وتصليح العوامات التي تكون في الممرات المائية المؤدية إلى الموانئ والمراسي. ويقول النقبي: «مهنة الغواص التجاري، تحتاج الخبرة والصبر، مع الإتقان، ومع وجود أهل الخبرة، مثل كبير المدربين «أحمد الجراغ»، تعلم الكثير من الأمور في هذا المجال، وممارسة المهنة الصعبة يتخوف منها البعض، نظراً لما بها من مصاعب ومخاطر، التي تعتمد في الأساس على اللّحام تحت الماء، وإجراء عمليات فحص أنابيب النفط وإصلاح الجسور، كما أنه من مهام اللّحام، رفع السفن المتحطمة تحت سطح المياه وصيانة البواخر». معدات الغوص يقول أحمد الجراغ : معدات الغوص المستخدمة في اللحام، نفسها المستخدمة في الغطس العادي، مع القليل من التعديلات والإضافات، فضلاً عن أهمية وجود قاطع سكيني في الدائرة الكهربائية لسرعة توصيل التيار، علماً بأن كابل اللحام الموصل للتيار الكهربائي معزول تماماً، وهناك قوابض آلة اللحام صممت خصيصاً لعمليات اللحام الرطبة، ويجب أن تكون مضادة للماء، لضمان عدم وصوله إلى الأجزاء المعدنية في حالة انهيار العزل أو التسرب، ما يؤدي إلى تلف سريع للكابل النحاسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©