الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثلاثة فنانين يعرضون أمزجة وخيوطاً وأحلاماً فردية

ثلاثة فنانين يعرضون أمزجة وخيوطاً وأحلاماً فردية
21 ابريل 2011 23:22
يقام حاليا في صالة عرض آرت كوتير في دبي، معرض يضم أعمالا لثلاثة فنانين هم: حسن أدلبي من سوريا بعنوان “أمزجة”، وريتا ريتشارد من كندا بعنوان “قراءة بين الخيوط”، وباسم الساير من سوريا بعنوان “أحلام وواقع” ويستمر هذا المعرض الذي افتتح في السادس والعشرين من الشهر الماضي تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة مساء السادس والعشرين من الشهر الماضي ويقيمه المركز الثقافي الإعلامي لسموه، حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري. في أعماله “أمزجة” ذات الإيقاع اللوني والمشهدي المتكامل بين شخوصه التي يشبه تموضعها على السطح التصويري التأليف الموسيقي، حيث الفراغات بين هذه الشخوص هي صمت لوني بين كتلتين لونيتين يغلب عليها جميعا الأخضر والأزرق والأحمر بضربات فرشاة تحمل لون باردا أو حارّا على خلفية لونية تتأرجح لونيا بين البرتقالي والأصفر الترابي في تناغم خاص يكاد يتكرر في أعمال حسن أدلبي في أعماله كلها ذات الطابع الحلمي التي يشارك بها في هذا المعرض. وهو الأمر الذي يمنح الأعمال قيمتها التعبيرية الفنية كما يلاحظ الناقد التشكيلي السوري محمد شاهين، إذ يكتب عن لوحة أدلبي فيصفها بأنها: “لوحة تعبيرية تتشابه وتتكرر فيها وضعيات وعناصر كثيرة، لكنها في الوقت نفسه تحمل نزعة واضحة نحو التجديد والإضافة والاختزال المعبّر والقائم على تكثيف الشكل وتعميق دلالته في آن معا”، وقد تكون هذه التعبيرية أكثر كثافة في تلك الأقنعة التي تجعل من الشخوص في الأعمال أكثر تشابها، وتكمن القيمة الفنية في التكرار وهو ذلك التغييب لمركز العمل، بحيث يكون العمل كله مركزا لذاته ولتعبيريته الخاصة به، وذلك رغم أن الناظر إلى بعض اللوحات يشعر أن الشخوص تطفو على السطح التصويري، وقد منح تشويهٌ جماليٌ أحدثه الفنان أدلبي في هذه الشخوص ملامحَ نفسيةً – لونيةً كالأزرق بما ينطوي عليه من معان على هذا الصعيد. وعلى العكس من ذلك، فإن التناغم بين الكتل اللونية في “أحلام وواقع” لباسم الساير تصنع إيقاعها الخاص في كل لوحة على حده، حتى كأن كل عمل تشكيلي هو تجسيد لحلم ما هو حلم كابوسي غالبا بما فيه من شخوص تنحو بالعمل إلى تجريدية تعبيرية من ذلك النوع الصعب الذي يحتاج تحقيقه على السطح دأبا واشتغالا من النوع الذي يحتاج إلى وقته كي ينضج تماما على المستويين التشكيلي والدفق التعبيري من المشاعر التي يبثها العمل نحو الناظر إليه. وبعيدا عن المصادر الفنية التي اقتبس منها الفنان الساير هذا التكوين سواء أكانت من عهد الأسطورة والنقوش الحجرية أم لا، فإن ما توحي به أعماله هو قابليتها للقسمة على أكثر من تأويل فني ونفسي، حيث يبقى عالمه هو منطويا على أبعاد ترميزية بألوان متقشفة لا تزيد عن ثلاثة إلى أربعة ألوان للعمل الواحد، حيث يشعر المتفرج بأن الشخوص هذه التي تتعذب وتتألم هي نتاج مخيلة الفنان وحده بصرف النظر إنْ كان قد استفادت من هذا المصدر الفني سواء أكان معاصرا أم أسطوريا. ويلاحظ المرء أن أعمال الساير تنطوي في صياغتها الفنية على ما يكاد يكون تطريزا من ذلك النوع الذي ينتشر في قرى بلاد الشام ويخص النساء اللواتي يقضين موسما بأكمله لاستكمال ثوب تمتلئ عروقه بالرموز التي غالبا ما تكون لنباتات أو رموز أسطورية أو الاثنين معا. يصيغ الساير أعماله بهذا الحسّ الدافئ وفقا لإيقاع داخلي بين عناصر العمل الفني التي تتواجد على السطح التصويري وفقا لما يُعرف، بلغة أهل الفن التشكيلي، بالتراكب أي التعبير عن القرب بتصغير حجم هذا العنصر الفني أو ذاك ورفعه إلى أعلى السطح التصويري بعيدا عن واجهة العمل التشكيلي، والعكس تماما يحدث عبر تكبير العنصر وتموضعه في أسفل السطح وقريبا إلى الواجهة، وهي الطريقة التي كانت شائعة في مصر القديمة وسابقة على اكتشاف البُعد الثالث أو العمق بعصور، لكن صنيع الساير هنا أشبه بالمنمنمات أيضا. وهذه النزعة إلى صنيع المنمنمات نجده في أعمال ريتا ريتشارد، إنما على نحو مختلف تماما، إذ أن النمنمة في بعض الأعمال تبدأ من البسط ذات الطابع الإماراتي التقليدي بوصفها صناعة تقليدية تنطوي على محسنات وزخرفات قوامها المستطيل واللون الواضح والصريح بطابعه الحارّ كالأحمر والأصفر الذهبي بتناغم مع الأسود والأبيض من جهة ثم مع تلك الأشكال التي تصيغها الفنانة على البساط بوصفه صنيعا فنيا من تصميم الفنانة ذاتها، بإيحاء من ما هي عليه في أيدي النساء الإماراتيات بوصفهن الصانعات الأسبق إلى ذلك. لكن هذا الأمر لا يختزل أعمال ريتا ريتشارد في المعرض، ففي أعمال سواها ثمة التجريد والتجريد التعبيري الذي لا يخلو من الإيحاءات التي تمنحها للعين تلك الزخارف والرموز التي يشعر المرء أنها تثير لديه التأمل والإحساس بطفولة ما معا، وهي رموز مشتقة غالبا من أصول نباتية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©