الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أهالي أعسمة يشكون نسياناً خدمياً لبلدتهم عمره 30 عاماً

أهالي أعسمة يشكون نسياناً خدمياً لبلدتهم عمره 30 عاماً
13 سبتمبر 2008 01:39
باتت قضية سوء الخدمات والبنية التحتية في المناطق ''النائية'' بإمارة رأس الخيمة قاب قوسين أو أدنى من الحل، بعد سنوات من الانتظار والأمل قضاها سكان تلك المناطق· وقال رئيس بلدية الإمارة مبارك الشامسي إن البلدية تلقت كشوفا بأسماء المواطن الذين تقدموا بطلبات مساكن، وهي خاضعة لمراجعة البيانات حاليا· وأضاف الشامسي، وهو يشغل أيضا منصب رئيس برنامج الشيخ سعود للإسكان، أن سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، نائب وولي عهد حاكم رأس الخيمة، أوعز بتقديم ألف منحة، قيمة كل منها 500 ألف درهم، ستوزع على مختلف مناطق رأس الخيمة، مشيرا إلى أن تحديد عملية اختيار المستفيدين لم تتم وفق حجم الراتب· وأوضح الشامسي أنه توزيع المنح بدأ مع اعتماد الطلبات التي استكملت الشروط المطلوبة· وحث كل من مرّ على تقديمه طلب مسكن شعبي أكثر من 6 أشهر دون أن يحصل على رد، على تجديد بياناته لدى بلدية رأس الخيمة· ونوه إلى أن الحاصلين على موافقات البناء بعد تقدمهم بطلبات إلى برنامج زايد للإسكان ''لن يحصلوا على منحة حكومة رأس الخيمة''، حيث تجرى حاليا دراسة لمعرفة هؤلاء عن طريق اللجان الخاصة بالمناطق والقبائل· من جهته، قال مدير عام برنامج زايد للإسكان بالإنابة في دبي محمد عبدالعزيز إن حوالي 10 آلاف طلب من أهالي منطقتي مسافي رأس الخيمة وأعسمة قدمت لبرنامجي المنحة أو القرض، مضيفا أن عدد المستفيدين من مشروع زايد للإسكان بلغ 5 أشخاص من مسافي، و14 شخصا من أعسمة منذ إنشاء برنامج زايد للإسكان· ولم يجر تحسين على مستوى الخدمة في أعسمة وغيرها من المناطق النائية في رأس الخيمة منذ إنشاء الاتحاد، وفق ما يقول أهالي خمس قرى في المنطقة، إلى جانب شكواهم من إهمال المسؤولين، وحجب مطالبهم عن الوصول إلى الجهات العليا· واتفق معظم الأهالي بأن الخلل في عدم تنفيذ المسؤولين للواجبات الموكولة إليهم، وقالوا ''لو أنجز كل عام 10 أو 15 منزلا، لانتهت مشكلة السكن منذ سنوات، ولكن الاهتمام بالتطوير كان ينصب على قلب المدن الشرقية وعلى مدينة رأس الخيمة''· ويقول المواطن راشد محمد علي، وهو موظف متقاعد، إن السنوات الماضية شهدت فقط منح سبعة أشخاص منح بناء، بعد عدة زيارات لمسؤولين من رأس الخيمة ومن مشروع زايد للإسكان في دبي، متسائلا ''إلى متى ستصمد البيوت المتهالكة؟ كل المنازل آيلة للسقوط، والسكان اضطروا إلى بناء أسقف من خشب وأسبستوس''· وتنتشر في أعسمة نحو مائة منزل من الخشب والأسبستوس تعود ملكيتها لمواطنين، بحسب راشد· ويضيف أن أغلبية الشباب باتوا يهجرون المدارس، بحثا عن وظيفة تؤهلهم للحصول على قرض مالي، لإجراء صيانة لمنازل ذويهم· ويؤيد هذا الطرح علي عبيد خميس الشهياري الذي يعيش في منزل صغير مع عشرة أشخاص، ما اضطر أنجاله إلى العمل في الشارقة ودبي والإقامة هناك للتخفيف من أعبائه· يقول ''لجأت إلى المصرف للحصول على قرض بقيمة 380 ألف درهم لإجراء أعمال إضافية وصيانة للمنزل، معظم أبناء أعسمة يعانون من الديون''· وكانت ''الاتحاد'' التقت المرحوم الأمير علي عبيد المنصوري قبل شهر من وفاته في أبريل ،2007 الذي تحدث آنذاك عما تعانيه قريته أعسمة، مثل شح في الإسكان والخدمات، وعدم شمولها بمشاريع التطوير والبنية التحتية في المنطقة الشرقية· واعتبر المنصوري أن زيادة رواتب الموظفين وتعديل أوضاعهم ''لا تكفي لإنشاء مساكن لهم في ظل ارتفاع أسعار البناء''، مشيرا إلى أن جميع أسر منطقة أعسمة ''تتكدس في 270 منزلا بنيت وقت مكتب التطوير في بداية السبعينات من القرن الماضي· ويقطن أبناء الراحل المنصوري الـ12 في منزل مكون من غرفتي نوم ومجلس ضيافة· ووصفت أرملة الأمير المنصوري حالهم بـ''المعاناة الكبيرة''· تقول ''25 فردا يقطن في المنزل، انتقلت مع أولادي الثمانية للعيش في ملحق الضيافة، وتركنا إحدى الغرف لابني الكبير وزوجته وأبنائه الخمسة، فيما تقطن عائلة ابني الثاني المكونة من سبعة أفراد في الغرفة الأخرى، كما تمكنا من إضافة غرفة ليسكن فيها ولدي الثالث مع زوجته، في حين فضل أحد أبنائي هجر المنزل والاستئجار مع عائلته لتخفيف الضغط عن العائلة''· ولا تتوقف مشكلة أعسمة عند حد السكن· فالمنطقة تخلو من عيادة أو مركز صحي متكامل· فالمركز الصحي يغلق في الواحدة ظهرا ولا يفتح مساء، لذلك لا يجد المرضى مفرا من الذهاب إلى دبا أو الفجيرة لتلقي العلاج، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر· ويعم الظلام شوارع المنطقة في الليل، بسبب عدم وجود إنارة في الشوارع، رغم مطالبات عمرها أكثر من 37 سنة، ورغم نصب الأعمدة الكهربائية منذ زمن، كما أن بئر الماء في المنطقة لا يعمل، ما يجبر المواطنين على شراء الصهاريج· ويطالب مواطنون بتوفير مرافق حيوية في المنطقة، مثل المدارس والدوائر الحكومية، وحتى المسجد الذي يصف حاله سعيد الشهياري بـ''السيئة''· فهو صمم ليتسع لـ300 مصل، لم يعد يستوعب زيادة السكان في الأعوام الأخيرة، وفاض بالمصلين الذين يتجاوز عددهم الـ500 مصل· ولا يجد أطفال أعسمة إلا الصخور والطرقات للعب وتمضية أوقات فراغهم، حيث لا يوجد مركز لتحفيظ القرآن ولا ملعب ولا مركز للترفيه في المنطقة، وهو ما يطالب به عبيد الشهياري·
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©